الصحة تدخل العناية المركزة

لطفي: الحكومة تسير بدون رؤية واضحة وفي غياب أي إشراك للفعاليات المهنية استدعت الوضعية المتدهورة للمنظومة الصحية بجميع مستوياتها، وتفاقم حدة الاحتقان داخل القطاع، جراء فشل الوزارة الوصية في التفاعل الإيجابي مع مطالب مختلف المهنيين في القطاع، التدخل الملكي، من أجل تنبيه الحكومة ووزارة الصحة على الخصوص إلى ضرروة القيام بمراجعة عميقة للمنظومة الصحية. وفي الوقت الذي ارتفعت وتيرة الاحتجاجات في القطاع الاجتماعي الحيوي، وانخرطت فيها جميع المكونات سواء في القطاع العام أو الخاص أو في قطاع الصيدلة، لم ينجح أنس الدكالي، وزير الصحة والقيادي في التقدم والاشتراكية، الذي خلف رفيقه الحسين الوردي على رأس الوزارة، في إطفاء نار الاحتجاجات، ولا في تدشين حوار حقيقي مع النقابات الصحية، التي قاطعت آخر اجتماع، بسبب رفض الوزارة الانكباب على الملفات المطلبية. ويرى المهنيون في القطاع أن التدخل الملكي كان ضروريا، من أجل إعطاء التوجيهات الضرورية للعناية القصوى بصحة المغاربة، وتجاوز الاختلالات التي بات الجميع يتحدث عنها في عدد من البرامج الصحية، من قبيل "راميد"، والأوضاع بالمؤسسات الصحية العمومية، والتي كانت موضوع العديد من الاحتجاجات على الصعيد الوطني. ويرى علي لطفي، الكاتب العام للمنظمة الديمقراطي للشغل أن استقبال الملك لوزير الصحة ورئيس الحكومة، يؤكد مرة أخرى أن الحكومة تسير بخطى السلحفاة في إصلاح قطاع حيوي يعني صحة المواطنين وحياتهم، مشيرا إلى أن منظومة الصحة تعرف ترديا خطيرا لم يسبق له مثيل،خاصة في ما يتعلق بالخدمات الصحية المجانية التي تقدم للفقراء والمعوزين،من خلال برنامج راميد". وأكد لطفي أن هناك إجماعا اليوم على أن هذا النظام لم يحقق الأهداف الطبية والإنسانية والاجتماعية التي وضع من أجلها، وكانت تعتبره حكومة بنكيران مجرد عمل إحساني أو صدقة، في الوقت الذي يتعلق الامر بـ 12 مليون مغربي، موضحا أن التجربة عرت اختلالات كبيرة في النظام، اضطر معها الملك إلى التدخل. وقال لطفي في حديث مع "الصباح" إن خطاب العرش توقف عند هذا الوضع، وأمر بضرورة إعادة النظر في المنظومة الصحية برمتها، ، لكن تبين فيما بعد أن الحكومة تسير بدون رؤية واضحة بل في غياب أي إشراك للفعاليات المهنية المعنية من نقابات وجمعيات وهيآت مدنية، التي تعني بصحة المواطن، وبدا وكأن الحكومة تشتغل في غرفة مغلقة، لا تتفاعل مع ما يجري في الواقع، ولا تمتلك رؤية للمستقبل. واعتبر الاستقبال الملكي لسعد الدين العثماني رئيس الحكومة وأنس الدكالي وزير الصحة، الأربعاء الماضي، رسالة واضحة إلى الحكومة مفادها أن التدبير الحكومي لقطاع الصحة غير سليم، ويحتاج إلى مراجعة، من أجل معالجة اختلالات برنامج التغطية الصحية، والمنظومة الصحية برمتها. وأمر الملك المسؤولين الحكوميين باستكمال التفكير في سيناريوهات الإصلاح في القطاع الصحي، بتشاور مع القطاعات والمؤسسات المعنية، وعلى الخصوص وزارتي الداخلية والاقتصاد والمالية. وأكدت التوجيهات الملكية على ضرورة العناية اللازمة بصحة المواطنين، وتقديم خدمات جيدة، إذ جرى الوقوف على الصعوبات والاختلالات الوظيفية التي تحد من فعالية "راميد" الذي عمم في 2012،، رغم الارتفاع المتزايد في عدد المستفيدين منه، والتي تجعله غير قادر على الاستجابة لحاجيات الفئات المستهدفة، سيما الأكثر عوزا وهشاشة. ولم تقف التوجيهات الملكية عند حدود مراجعة السياسات العمومية في القطاع، بل حملت تشخيصا دقيقا لواقع الصحة، إذ ما يزال المواطنون يعانون العديد من أوجه القصور التي تشوب المنظومة الوطنية الحالية للصحة، واختلال عرض العلاجات على المستوى الترابي، وضعف الخدمات المقدمة ومشاكل التأطير الطبي والشبه طبي، بسبب الخصاص في الموارد البشرية وسوء توزيعها الترابي، وظروف اشتغالها. وجدد الملك التأكيد على العناية السامية التي يخص بها قطاع ومهنيي الصحة، والإرادة الملكية في رؤية هذا القطاع الحيوي يكتسب على نحو سريع النجاعة والتطور العميق لأدائه وجودة الخدمات الممنوحة، ويتمثل الهدف في أن يبدأ المواطنون في معاينة أوجه تحسن ملموسة في تنفيذ مخطط العمل الجاري بلورته. خصوصية القطاع تجمع النقابات الصحية على أن الحل الناجع لإصلاح قطاع الصحة ومعالجة الاختلالات والاستجابة لحاجة المواطنين إلى خدمات صحية جيدة وتلبية مطالب العاملين المشروعة، يمر أولا عبر اعتراف الدولة بخصوصية قطاع الصحة على جميع المستويات القانونية والمهنية والبشرية والمالية والإدارية. ويرى لطفي أن المدخل هو تأسيس المجلس الأعلى للصحة الذي تتمثل فيه جميع الهيآت الصحية والفعاليات المهتمة، من أجل تحديد نوعية المنظومة الصحية ، بعيدا عن أي رؤية حزبية أو سياسوية ضيقة، لأن الأمر يتعلق بحياة وصحة المواطنين، والتي لا تقبل أي تهاون. برحو بوزياني

الصحة تدخل العناية المركزة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

المراكز الجهوية للاستثمار ... بحثا عن نقلة نوعية

مسيرة بالرباط احتجاجا على الساعة الإضافية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات