المساطر المرجعية… ويستمر الابتزاز

جناة يستعملونها لتصفية الحسابات وجني الأموال وعبد النباوي يدق ناقوس الخطر بشأنها أحيى المنشور الذي صدر، أخيرا، عن محمد عبد النباوي، الوكيل العام لمحكمة النقض، رئيس النيابة العامة، بشأن المساطر المرجعية، النقاش حول تلك المساطر والسند القانوني في اعتمادها في عدد من الملفات، خاصة تلك المتعلقة بالمخدرات والتي غالبا ما يتم استغلالها لتصفية الحسابات أو الابتزاز في حق بعض الأشخاص الذين يجدون أنفسهم متابعين بناء على تصريحات متهم آخر، تكتسب في المحاضر الحجية ويتم اعتمادها من قبل النيابة العامة، وتصل حد تبنيها في تعليلات الأحكام الصادرة، رغم ضعفها حجة للإدانة. رئيس النيابة العامة تنبه في منشوره الأخير إلى خطورة الأمر وطلب من الوكلاء العامين لدى محاكم الاستئناف ووكلاء الملك بالمحاكم الابتدائية، إيلاء المساطر المرجعية المزيد من العناية والدقة أثناء الإشراف على مرحلة البحث التمهيدي، وخلال تقديم المشتبه فيهم ، وتتبعها ودراستها بكيفية شخصية إن اقتضى الأمر وتفادي إعمال الإجراءات الماسة بالحرية إلا في أضيق الحدود وبعد توفير وسائل الإثبات الكافية وإمكانية اللجوء إلى قضاء التحقيق بصفة استثنائية والتماس تفعيل تدابير المراقبة القضائية كلما اقتضى الأمر ذلك. وأكد رئيس النيابة العامة ضرورة الحرص على التطبيق السليم للقانون بخصوصها والقيام بكافة التحريات اللازمة للتثبت من حقيقة ارتكاب الأفعال الجرمية التي تتضمنها هذه المساطر، بما في ذلك إخضاع المشتبه فيهم في قضايا المخدرات لأبحاث إضافية في محيطهم الاجتماعي والاستعانة بأبحاث تكميلية إن اقتضى الأمر للتحقق من صحة المنسوب إليهم، واللجوء إلى كافة الإجراءات القانونية لتعميق الأبحاث الجنائية وإجراء المواجهات اللازمة، وترتيب الآثار القانونية عليها. "الصباح" ارتأت أن تفتح من جديد ملف المساطر المرجعية من خلال حالات لقضايا اعتمد فيها على تلك المساطر دليلا للإدانة، واستقرأت رأي قانونيين في الموضوع وكذا اجتهادات محكمة النقض التي لم تعتبرها في أغلب تلك الاجتهادات وسيلة للإدانة. ك . م ابتزاز بالقانون اعترافات المتهمين على بعضهم سيف ذو حدين تنشط المساطر الاستنادية في مجال الاتجار في المخدرات، ويحرص ضباط الشرطة القضائية دائما على ختم محاضرهم بعبارات من قبيل مواصلة الأبحاث عن المسمى فلان وتحديد أوصافه، دون التدقيق في هويته وبيانات تسهل التعرف عليه بدقة، ما يفتح الباب لنوع من الابتزاز، الذي يقع ضحاياه أبرياء، فيما أطرافه تتعدد حسب الأحوال والملفات. ويحرص تجار المخدرات ومروجوها على إعطاء أسماء غير دقيقة أو الاكتفاء بألقاب، للتمويه على مصالح الشرطة القضائية، ليقينهم بأن الاعتراف بالمزودين قد تكون له عواقب كثيرة أو يعرضهم للخطر، كما يمكن أن يمنع عنهم سلع المخدرات حين ينهون المدة السجنية ويفكرون في العودة إلى "الحرفة" نفسها التي لا يتقنون غيرها. ويستعمل اللصوص وتجار المخدرات في أحيان أخرى حيلا بمد الشرطة بأسماء صحيحة لأشخاص معروفين وذمتهم مليئة، إذ يتهمونهم بالمشاركة معهم، ما يخضع أبرياء إلى المساءلة القضائية ويزج بهم في السجن، ويتحولون إلى كراكيز في يد المتهمين الذين أبلغوا عنهم، إذ من أجل إنجاز المواجهة والتراجع عن التصريحات السابقة لتبرئة من أبلغوا عنهم، يضطر الأخيرون إلى الخضوع إلى الشروط، التي غالبا ما تكون مقابلا ماليا مرتفعا، يتم دفعه لأحد أقارب المتهم الأول، قبل أن ينال المتهم البريء اعترافات جديدة تبرئ ساحته، إذ يتم إحضار المصرح لتغيير أقواله لإخلاء سبيل المتهم الثاني. كما تتحول في الكثير من الأحيان إلى تصفية حسابات بالزج بزملاء المتهم المصرح في المساءلة القضائية، إذ أن الشكوك حول الجهة التي بلغت عن المتهم أو أرشدت إلى مكانه، تدفعه إلى اختيار أسماء والزج بها في تصريحات كاذبة تؤخذ بعين الاعتبار وتنتج عنها متابعة واعتقال. ورغم أن القضاء كشف في الكثير من القضايا زيف الادعاءات التي تحملها بعض المساطر المرجعية، إلا أنها في أحيان أخرى ساهمت في تفكيك شبكات إجرامية ووضعت حدا لإفلات متورطين من العقاب. وتظل مطالب الالتزام بالتحري والموضوعية للوصول إلى أدلة قطعية تثبت الاتهامات التي توجه إلى الموقوفين بموجب هذه المساطر، مطلبا حقوقيا، إذ أن القاعدة أن الإنسان بريء، ناهيك عن أن معيقات تحول دون تمكن مصالح الشرطة من الإلمام بكل المعطيات، لأن مدة الحراسة النظرية التي يخضع لها الموقوفون لا تكون كافية لتحقق ذلك. وتظل اعترافات المتهمين على بعضهم آليات تساعد في إيقاف المجرمين والحد من الأنشطة المشبوهة، كما يستلزم الموقف التأكد من صحة الاتهامات، وتوفير الأدلة والحجج الدامغة حتى لا يزج بالأبرياء في السجن. المصطفى صفر

المساطر المرجعية… ويستمر الابتزاز

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

متهم في حراك الريف يعود للسجن

رسائل فجرت تحقيقات قضائية بطنجة

مقالات ذات صلة