الدورة الخريفية … الدخول الصعب

أصوات حزبية غاضبة في الأغلبية والمعارضة تفتح معركة البرلمان على كل السيناريوهات يوجد سعد الدين العثماني رئيس الحكومة في موقف صعب وهو يهم بدخول صعب، يتم الترتيب له في ظل ارتفاع أصوات حزبية غاضبة في الأغلبية والمعارضة تفتح معركة البرلمان على كل السيناريوهات، إذ يذهب المتشائمون حد استبعاد بقاء الأغلبية الحكومية على حالها إلى غاية الدخول البرلماني المرتقب بعد أسابيع قليلة. ووصل التوتر بين صفوف الأغلبية مداه عندما ترسبت إشارات مفادها أن العدالة والتنمية لم يعد يستبعد إمكانية رحيل التقدم والاشتراكية عن الحكومة، ردا على نيران صديقة من الرفاق تتهم العثماني بتدبير إقالة شرفات أفيلال وإزالة كتابة الدولة في الماء من خارطة الهيكلة الحكومية، وبالتالي حرمان حزب الكتاب من حقيبة وزارية. وربما لن يقتصر تعديل وشيك على تخليص الوزراء من كتاب الدولة، بل سيمتد إلى محاولة نزع فتيل بؤر التوتر، التي يمكن أن تهدد التحالف الحكومي، خاصة بعدما تسربت إشارات طلاق بالشقاق بين العدالة والتنمية والتقدم والاشتراكية، خاصة بعدما لم يتقبل الإخوان ما اشترطه الرفاق على رئيس الحكومة من تقديم تفسيرات شافية وأجوبة مقنعة للرأي العام الوطني، بشأن حذف كتابة الدولة في الماء. وينذر الدخول السياسي المرتقب بمعركة في البرلمان ستشعل فتيل جبهاتها مطالب للحكومة بتحمل مسؤوليتها أمام الملك والمؤسسة التشريعية والمواطنين المغاربة، الذين شاركوا بأصواتهم في الاستحقاقات التشريعية الأخيرة، والخروج من دائرة الانكفاء المستمر بسبب خلافات مكونات أغلبيتها، وذلك من خلال التعجيل بتحيين أولويات وأهداف البرنامج الحكومي، الذي حصلت من خلاله الحكومة على ثقة البرلمان عند تنصيبها. وتستند المطالبة بتعديل البرنامج الحكومي إلى أن مصدر الالتزامات المستعجلة مؤسسة ملكية يبوئها الدستور المكان المناسب للقيام بذلك، وهو ما يشكل دعما أساسيا لفائدة الحكومة، التي لن ينفعها غير التشمير عن ساعديها وبداية العمل فورا في تنزيل مضامين الخطابين الملكيين، على اعتبار أن جميع الظروف الحالية تساعد الحكومة على الخروج من وضعية الانتظار، التي كبلت نفسها بها. واعتبرت المعارضة في شخص حزب الاستقلال، أن الملك لم يجد بدا من استعادة زمام الفعل الإصلاحي بتقديم مخطط عمل يمتد على المدى القصير، بما يعيد التأطير والتوجيه والدفع بأداء السلطة التنفيذية، في إشارة إلى أن الوضع لم يعد يتحمل الاستمرار في هدر زمن الإصلاح بهذه الطريقة وبهذا الحجم، أمام التقاعس الملحوظ الذي زاد من تراكم المشاكل، ما يضع الحكومة أمام التزامات محددة بدقة متناهية وبعضها محدد بسقف زمني. إعادة رسم الحدود لم تنج الأغلبية من خطر الانفجار الذاتي، إذ انخرطت قيادة التقدم والاشتراكية، قبل إقالة أفيلال في عملية إعادة رسم الحدود مع العدالة والتنمية، ورسمت وثائق المؤتمر شروطا جديدة للتحالف مع إخوان سعد الدين العثماني، واضعة إياه في سياق العمل المرحلي المحدود في الزمان والمكان. وأوضحت أطروحة التقدم والاشتراكية، أن «العمل المشترك مع أحزاب سياسية غير يسارية، لا يقتضيه واقع اليسار المغربي فقط، بل إنه متطلب وطني غير نهائي يتعامل معه الحزب بالموضوعية اللازمة، مستحضرا المصلحة العليا للوطن والشعب وواجب الإسهام في محاولة الدفع بالإصلاحات إلى أبعد مدى ممكن، على ضوء موازين القوى المميزة لكل مرحلة تاريخية». وأبرزت الوثيقة المذكورة أن «التموقع المرحلي البرنامجي بين أحزاب تختلف مرجعياتها، كما هو الحال في كل البلدان الديمقراطية، لا يلغي التمايزات الفكرية بينها»، رافضة الحكم على حزب التقدم والاشتراكية بممارسة الخطاب المزدوج،على اعتبار أنه «يؤسس ويمارس عمله المشترك مع المكونات السياسية بصورة مستقلة وحرة ومسؤولة وملتزمة، بما يتم الاتفاق عليه من برامج يكون له نصيب في بلورتها وتنفيذها». ياسين قُطيب

الدورة الخريفية … الدخول الصعب

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

رقم: 3 نقط تحدد "ستايل" الملابس المناسب

الصيادلة ينتفضون ضد الدكالي

مقالات ذات صلة