بطاقة “رميد” تخنق المقاطعات بالبيضاء

تعيش مختلف مقاطعات البيضاء، منذ حوالي أسبوع، على إيقاع اكتظاظ وازدحام غير معهودين، بسبب توافد آلاف المواطنين لسحب وتعبئة استمارات الاستفادة من بطاقة "رميد" التي تخول لهم الاستفادة من نظام المساعدة الطبية.وشهدت مقاطعة درب غلف التي تضم مجموعة من الأحياء المعروفة بالهشاشة، توافد مئات المواطنين يوميا، إذ أكد موظفون مشرفون على عملية تسجيل الراغبين في الاستفادة، أن حوالي 150 من سكان درب غلف، أغلبهم نساء يحجون يوميا إلى المقاطعة ويتدافعون أمام المكتب المخصص للتسجيل وتسليم الاستمارات الخاصة بنظام المساعدة الطبية. وأوضح أحد مسؤولي المقاطعة أن أزيد من 500 مواطن تسلموا الاستمارات الأسبوع الماضي، فيما لم يدل بالوثائق المطلوبة إلا 44 مواطنا تعتبر ملفاتهم جاهزة لإرسالها إلى العمالة حيث ستخضع إلى نظام التنقيط، مضيفا أن الملف الذي يحصل على أضعف نقطة سيصنف في خانة المستفيدين من بطاقة "رميد". وتوقع المسؤول ذاته أن يفد على الدائرة العاشرة آلاف المواطنين، "لكن بحسب اعتقادي لن يستفيد أكثر من 5000 مواطن، إذ يصل عدد السكان المحسوبين على هذه الدائرة حوالي 35 ألف مواطن، 20 ألف منهم يستفيدون من أنظمة تغطية صحية أخرى، و10 آلاف يصنفهم دخلهم خارج دائرة المعنيين بنظام المساعدة الطبية، والباقون عليهم إثبات أن دخلهم لا يتجاوز 2000 درهم"، كما أن هناك الذين يشتغل أبناؤهم وهم أيضا خارج دائرة الاستفادة، حسب المسؤول نفسه.وساهم الخصاص الكبير في الموارد البشرية في رفع حدة الاكتظاظ والازدحام أمام المكاتب المخصصة للتسجيل وتسليم الاستمارات، كما تؤخر استفسارات المواطنين الكثيرة حول نظام المساعدة الطبية والوثائق المطلوبة وعدم قدرة البعض على فهم كيفية تعبئة الاستمارة، (تؤخر) وتيرة العمل داخل هذه المكاتب، إذ تلح مسنات على عدم مغادرة المكتب إلا بعد مساعدتهن على تعبئة الاستمارة، كما ألحت مواطنات على عدم جلب وثائق تثبت إعاقة أبنائهن بدعوى أنهن أحضرن أبناءهن معهن، وعلى المسؤول أن يسجل بنفسه أنه عاين حالة المريض دون أن يتحملن مزيدا من المتاعب للحصول على شهادة طبية تثبت ذلك. وقالت مسنة إنها جلبت معها حفيدها المعاق، والذي تتكفل به منذ طفولته، وأنها لا تستفيد من أي مساعدة لإعالته أو تطبيبه، وهي المسنة نفسها التي رفضت الرضوخ لأوامر الموظفين بالالتزام بالطابور، مؤكدة أنها تحضر إلى الدائرة كل يوم على الساعة الثامنة صباحا منذ حوالي أسبوع، وتنتظر دورها دون جدوى، قبل أن تقرر أن تقتحم المكتب على غرار نساء أخريات وتفرض وجودها، فيما انزوت أم فتاة مصابة بسرطان الجلد، باكية، إذ عجزت هي الأخرى عن الحصول على مكان وسط الكتلة البشرية المتدافعة أمام المكتب، "منذ أسبوع وأنا أحضر ابنتي لأتسلم الاستمارة وأعرف نوع الوثائق المطلوبة مني، خاصة أنني أدفع أزيد من 2000 درهم شهريا نفقات علاج ابنتي مدة 20 سنة، وجاء الوقت لتستفيد من العلاج مجانا، لكن أعجز عن الوصول إلى المكتب بسبب الزحام".شاب معاق رفع صوته صارخا، ومنتقدا عدم تخصيص طابور منظم، إلا أن احتجاجه ضاع وسط ملاسنات المتدافعين أمام المكتب، في حين يجد قائد المقاطعة نفسه مضطرا إلى ترديد عبارات "الله يرحم ليكم الوالدين نظموا راسكم، كلشي غادي يدوز، رجعوا شويا اللور، مازال قدامكم ثلاثة أشهر، غير بالنظام"، فيما تقف موظفة أخرى محتجة على تعطيل أغراض إدارية أخرى بسبب الاكتظاظ الذي خلقه نظام المساعدة الطبية بالمقاطعات، دون تخصيص موارد بشرية إضافية وإمكانيات تجعل المقاطعات قادرة على مواجهة المد البشري للفقراء وطالبي الاستفادة من "رميد". ضحى زين الدين

بطاقة “رميد” تخنق المقاطعات بالبيضاء

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"لـيـسـمـاك"... مـشـروع يـبـيـض ذهـبـا

جمع عام ساخن لكونفدرالية الصيد الساحلي

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات