الرياضات والشقق المفروشة تؤرق مهنيي السياحة

استثمارات بملايير الدراهم وعلامات تجارية أجنبية تفتح فروعا لها بالمغرب أصبحت الرياضات والشقق المفروشة غير المصنفة تمثل مصدر قلق بالنسبة إلى مهنيي قطاع السياحة، إذ يفضل عدد من السياح الوافدين على المغرب الإقامة في هذه المحلات بدل الفنادق المصنفة. وتشير، في هذا الصدد الإحصائيات المقدمة من طرف الإدارة العامة للأمن الوطني إلى أن عدد السياح الوافدين على المغرب وصل إلى 9 ملايين و 340 ألف سائح، ثلثهم من المغاربة المقيمين بالخارج، كما ارتفعت المداخيل السياحية إلى 59 مليار درهم، مسجلة بذلك ارتفاعا بنسبة 4 في المائة، بالمقارنة ما بين 2010 و2011، ليظل بذلك القطاع أهم مصدر للعملة الصعبة. بالمقابل تؤكد المؤسسات الفندقية أن ليالي المبيت في الفنادق المصنفة سجلت تراجعا خلال السنة الماضية. وهم هذا التراجع الوجهات السياحية الرئيسية، إذ تراجعت ليالي المبيت في مراكش بناقص 7 في المائة، والدار البيضاء بناقص 10 في المائة، وفاس بناقص 1.6 في المائة، وطنجة بناقص 5 في المائة، والرباط بناقص 7 في المائة، وورزازات بناقص 8 في المائة. وعزا بعض المهنيين، هذا التراجع إلى تنامي ظاهرة كراء الشقق والرياضات، خلال السنوات الأخيرة، ما جعلها تنافس بشكل كبير الفنادق المصنفة، خاصة أن الأسعار تكون أقل من المحددة من طرف الوحدات الفندقية المصنفة. هكذا وفي الوقت الذي يسجل عدد السياح الوافدين ارتفاعا تشكو المؤسسات الفندقية تراجعا في عدد ليالي المبيت. وأصبحت هذه الشقق منتشرة في أغلب الوجهات السياحية، إذ تعرض للكراء بأسعار تتراوح ما بين 200 و 500 درهم عن كل ليلة مبيت، وذلك خارج أي مراقبة.وأكد بعض المهنيين أنه، إضافة إلى الانعكاس السلبي لهذا النشاط على الوحدات الفندقية المصنفة، فإن الأمر أصبح يمثل هاجسا أمنيا، بالنظر إلى أن السياح الذين يفدون على هذه الشقق يظلون خارج أي مراقبة.فهناك ما يناهز 600 رياض غير مصنف بمراكش فقط، إضافة إلى عدد من الشقق التي تكرى مجهزة. وهناك بعض الأجانب الذي اقتنوا مجموعة من الرياضات وأعادوا تجهيزها ويعرضونها للسياح الأجانب الراغبين في زيارة المغرب. ويرجع المهنيون ارتفاع عدد السياح الوافدين وتراجع ليالي المبيت إلى انتشار هذا النوع من الإقامات، التي لا يصرح مالكوها بالسياح المقيمين بها. ويشتكي المهنيون من المنافسة غير القانونية لهذه الوحدات على حساب المؤسسات الفندقية المهيكلة.وفي هذا الإطار يطالب المهنيون السلطات بضرورة التدخل للتصدي لهذه الظاهرة التي أصبحت تنتشر في أهم المدن السياحية، ما انعكس على نسبة الملء وليالي المبيت بالوحدات الفندقية المصنفة، التي سجلت تراجعا. وتشير إحصائيات مرصد السياحة إلى أن وفود السياح ارتفعت بنسبة 1 في المائة في نهاية دجنبر الماضي، مقارنة بالفترة ذاتها من سنة 2010، في حين تراجعت ليالي المبيت بناقص 6 في المائة، خلال الفترة ذاتها. ما يعني أن عددا من السياح الوافدين يقيمون في الشقق والرياضات غير المصنفة. مخطـط عمـل تواصـلي أكدت مصادر من وزارة السياحة أن المغرب استطاع أن يتجاوز انعكاسات الأزمة العالمية على القطاع. لكن المهنيين يؤكدون أن القطاع يمر بظرفية صعبة، وأرجعوا الصعوبات التي يعرفها القطاع إلى عوامل خارجية تتجلى بالأساس في الأزمة الاقتصادية العالمية والأحداث التي عرفتها المنطقة العربية، وكذا بعض الأحداث التي عرفها المغرب، خاصة تفجير مقهى أركانة بمراكش، الذي كانت له آثار على السياحة عموما. وتعمل الوزارة على دراسة الإجراءات التي يتعين اتخاذها، خلال السنة الجارية من أجل تجاوز الأزمة، وذلك، بشراكة مع المهنيين. وفي هذا الإطار يعتزم المكتب الوطني المغربي للسياحة تبني مخطط عمل تواصلي طموح من أجل الترويج للوجهة المغربية في عدد من المدن الأوربية، علما أنه نظم مجموعة من الجولات في 35 مدينة أوربية من أجل تقديم العروض الجديدة للمغرب، وذلك بمشاركة المهنيين. وسيتخذ المكتب مجموعة من التدابير خلال السنة الجارية، من أهمها تدعيم برنامج التعاون مع شركات الطيران، من خلال تقوية الربط الجوي بين عدد من المدن المصدرة للسياح والوجهات السياحية المغربية.إلى جانب ذلك سيحظى السوق المحلي ، خلال السنة الجارية، باهتمام خاص، من خلال الارتكاز على توصيات الدراسة التي أنجزت بخصوصه، إذ سيعلن عن منتوج إضافي، في إطار مخطط بلادي، يستجيب لتطلعات السائحين المغاربة. عبد الواحد كنفاوي

الرياضات والشقق المفروشة تؤرق مهنيي السياحة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الشـلـل يهـدد السيـاحـة بجهـة فاس

رؤية 2010 حددت هدف الوصول إلى 50 مليون ليلة مبيت

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات