بدأت أولى بوادر التطبيع بين الولايات المتحدة الأمريكية وكوريا الشمالية تظهر، عقب اللقاء التاريخي الذي جمع الرئيسين "دونالد ترامب" و"كيم جونغ أون" في سنغافورة يونيو الماضي، إذ بادر الزعيم الكوري إلى تسليم 55 صندوقا تضم رفات جنود أمريكيين خلال الحرب التي اندلعت بين البلدين قبل أزيد من 65 سنة. ووصل رفات الجنود الأمريكيين الذين قتلوا خلال الحرب الكورية، التي دارت رحاها خلال الفترة بين 1950 و1953 من القرن الماضي، إلى قاعدة "بيرل هاربر" الأمريكية في "هاواى" أمس (الخميس)، بحضور، "مايك بنس"، نائب الرئيس الأمريكي. وقال "مايك بنس"، نائب الرئيس الأمريكي خلال مراسم استقبال رفات الجنود الامريكيين، إن "البعض أطلقوا على الحرب الكورية اسم الحرب المنسية، لكننا اليوم نقدم البرهان على أن هؤلاء الأبطال لم يتم نسيانهم إطلاقا"، مضيفا إن "والدي قاتل خلال حرب كوريا وعاد بميدالية على صدره، لكنه قال لنا عند مغادرته قبل ثلاثين سنة، إن الأبطال الحقيقيين هم الذين لم يعودوا إلى بيوتهم". وأعادت "بيونغ يانغ" قبل أيام 55 صندوقا لرفات جنود أمريكيين قتلوا في الحرب الكورية، بموجب اتفاق بين الرئيسين الأمريكي والكوري الشمالي خلال قمة سنغافورة، فيما يؤكد خبراء أن عملية تحديد هويات الجنود العائدين ستستغرق سنوات، إذ تتطلب بحثا عميقا في السجلات، واعتمادا على أحدث التكنولوجيا في مجال البحث الطبي والجنائي. وبهذا الخصوص، قال "جون بيرد"، مدير التحليل العلمي في وكالة متابعة ملفات أسرى الحرب والمفقودين في المعارك، التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية، إن المعلومات الأولية تدعو للاعتقاد بأن "الرفات هي لأمريكيين على الأرجح"، مضيفا في حديث للإعلام في قاعدة "أوسان" الجوية الأمريكية في كوريا الجنوبية أن "الرفات يتطابق مع رفات استعدناه من كوريا الشمالية في الماضي"، موضحا بالقول "لا يوجد سبب في هذه المرحلة للشك في أنه ليس لمفقودين في الحرب الكورية". وشارك 500 مسؤول من قيادة الأمم المتحدة والولايات المتحدة وكوريا الجنوبية في المراسم الرسمية لاستعادة الرفات في القاعدة الجوية، وقتل أكثر من 35 ألف أمريكي في شبه الجزيرة الكورية أثناء الحرب، وما يزال 7700 منهم يعتبرون في عداد المفقودين، من بينهم 5300 في كوريا الشمالية. وتمت إعادة 229 مجموعة من رفات أمريكيين من كوريا الشمالية خلال الفترة بين 1990 و2005، إلا أن هذه العملية توقفت عندما تدهورت العلاقات بين البلدين بسبب برنامج "بيونغ يانغ" النووي. وتفاعل "دونالد ترامب"، الرئيس الأمريكي، كعادته مع حدث عودة رفات الجنود الأمريكيين من كوريا الشمالية عبر حسابه على "تويتر"، إذ كتب في تدوينة له، "بعد أعوام طويلة ستكون هــذه لحظة عظيمــة لأسر كثيرة. شكرا كيم جونج أون". وقال الرئيس الأمريكي في بيان صادر عن البيت الأبيض في وقت سابق، "نحن متفائلون بأفعال كوريا الشمالية وبقوة الدفع للتغيير الإيجابي"، مضيفا أن طائرة نقل عسكرية أمريكية رست في مطار مدينة "وونسان" بشمال شرق كوريا الشمالية لجلب رفات الجنود إلى قاعدة "أوسان" الجوية في كوريا الجنوبية. بدر الدين عتيقي