معاناة حي بطانطان بسبب وحدة لتصبير السمك

نفاياتها تسببت للسكان في أمراض متعددة والسلطات المحلية لم تستجب لملتمساتهم يعيش حي النهضة بمدينة طانطان، وهو أحد أكثر الأحياء كثافة سكانية بالمدينة، على وقع كارثة بيئية يتسبب فيها مصنع متخصص في تصبير السمك. وقالت مصادر محلية من المدينة إن المصنع المذكور «يُفرغ نفايات إنتاج السمك بالحي، إضافة إلى أن قنوات التطهير به مرتبطة بقنوات الصرف الصحي للحي، عوض أن تكون قنواته مستقلة وفقا للضوابط القانونية الجاري بها العمل، وهو ما أدى إلى اختناقها وانفجارها».وقال محمد الشيخ الخوماني، من سكان مدينة طانطان وفاعل جمعوي، إن وجود الوحدة الصناعية المذكورة بحي النهضة يشكل «خطورة بيئية وانتهاكا للسلامة الصحية للسكان ويعد تحايلا على مخطط التهيئة الحضرية الذي يفرض أن تحدد الأماكن المخصصة أصلا لبناء الوحدات الصناعية».وأكد أن النفايات الصادرة عن الوحدة الصناعية «تسببت في عدة أمراض لم تكن معروفة بالمدينة مثل الحساسية وأمراض العيون والأمراض الجلدية، إذ أصبح جل سكان الحي يضعون نظارات طبية، بمن فيهم الأطفال، وهو ما دفعهم إلى التظاهر وتنظيم وقفات احتجاجية وطرق كل الأبواب، على الصعيد المحلي، من أجل رفع الضرر عنهم»، وأضاف أن السلطات «لم تستجب لتظلماتهم وتنهج سياسة الآذان الصماء، وهو ما دفع العديد منهم إلى الرحيل عن الحي، إلا من تعوزه الإمكانيات». وقال الخوماني إن السكان وجهوا عدة رسائل إلى كل من رئيس الحكومة ووزراء العدل والحريات والداخلية ووالي جهة كلميم السمارة وعامل إقليم طانطان، يلتمسون فيها «التدخل العاجل والتصدي لهذا الخرق الجسيم لحقوق الإنسان»، كما طالبوا «بفتح تحقيق عاجل في الموضوع ومحاسبة المسؤولين الحقيقيين عن الترخيص لهذه الوحدة الصناعية دون اتخاذ الإجراءات والتدابير الوقائية الكافية والكفيلة بتجنب تعريض حياة المواطنين للخطر، والإغلاق الفوري والعاجل لهذه الوحدة ونقلها خارج الأحياء السكنية بمسافة كافية حتى لا تتكرر المأساة».إلى ذلك، أشار تقرير سابق لفرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بطانطان، إلى أن «المنتخبين والسلطات المحلية والإقليمية، عوض أن يسارعوا إلى الوقوف على الحالة المأساوية التي يعانيها سكان الحي والتصرف بما يقتضيه الموقف فإنهم يكتفون بتبادل الاتهامات واللوم حول ما يحدث».وذكرت في تقريرها أن أسباب الكارثة «إلى عدة سنوات مضت وتفاقمت مع مرور الأيام بشكل خطير بات يهدد حياة الآلاف من سكان حي النهضة، إذ أقيمت هذه الوحدة الصناعية في واضحة النهار وداخل المدار الحضري ووسط حي يعرف كثافة سكانية كبيرة»، وتساءل فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان عن كيف تم «الترخيص بمرور قنوات تصريف نفايات هذه الوحدة من داخل حي سكني؟ وهل تمت وفق الشروط ولمقتضيات القانونية والصحية والبيئية وفق دفتر التحملات الخاص بالمؤسسات الصناعية؟».وأكدت أنه إضافة إلى الأمراض التي تفشت بسبب هذه الوحدة الصناعية، تشكلت بالحي «بركة من المياه الملوثة والنفايات الكريهة ومختلف الحشرات، الأمر الذي حول السكن بهذا الحي إلى جحيم لا يطاق، إذ لم يعد السكان يقوون على فتح نوافذ بيوتهم ويخشون أن تغمرها مياه البركة الملوثة، علاوة على مخاوف من أن تكون مياهها اختلطت بشكبة الماء الصالح للشرب». محمد أرحمني

معاناة حي بطانطان بسبب وحدة لتصبير السمك

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

دكاترة وزارة التربية الوطنية غاضبون من الوفا

نقابة تثمن مساعي الرباح في الاستجابة لمطالبها

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات

دكاترة وزارة التربية الوطنية غاضبون من الوفا