المسيرة الخضراء … أوراق سرية

الحلقة الأخيرة رفعت مصالح الاستخبارات الأمريكية من جديد السرية عن مئات الوثائق والمراسلات التي حلت جزءا جديدا من ألغاز واحدة من أهم المحطات في تاريخ المغرب، تنظيم المسيرة الخضراء. وأماطت اللثام عن تفاصيل مثيرة وغير مسبوقة، تضمنها كتاب كامل حول أسرار المنطقة المغربية، جمع في 2014 أهم الوثائق السرية التي رفعت عنها السرية. على مدار الحلقات التالية، نكشف كيف نجحت الجزائر في تحويل المسيرة إلى بداية حرب طاحنة لم تشهدها المنطقة برمتها وحقيقة المواقف وطبيعة الأدوار التي لعبتها أمريكا في الملف. إنجاز: هجر المغلي الحل الأمريكي رسم معالم دولة فدرالية مغربية لحل أزمة الصحراء بعد مرور أزيد من 11 سنة على تنظيم المسيرة الخضراء، أعدت الخارجية الأمريكية تقريرا، صدر بالضبط في أبريل 1987، حمل عنوان "سيناريوهات حل دبلوماسي لملف الصحراء»، وتضمن تشخيصا دقيقا لحرب طاحنة امتدت طيلة المدة السابقة، بين المغرب وجبهة البوليساريو "المدعومة جزائريا" حسب تعبير الوثيقة. التقرير الأمريكي أشار إلى أن هذه الحرب لم تفرز أي مؤشر عن قرب انتهائها، رغم أن المغرب باتت له "اليد العليا" عسكريا، بينما البوليساريو والجزائر باتتا تميلان أكثر إلى الحل الدبلوماسي، رغم أن "حظوظ حل سياسي متفاوض عليه في السنوات القليلة المقبلة ضئيلة، ما دام كلا الطرفين لا يقبلان بالتوافقات اللازمة". ولأن الديبلوماسية الأمريكية تنظر إلى المغرب من زاوية المصالح، نبه التقرير إلى أن "استمرار صراع المغرب والجزائر حول الهيمنة في منطقة المغرب العربي يشكل أخطارا كبيرة على الولايات المتحدة، ذلك أن المناورات قد تؤدي إلى انعدام الاستقرار في المغرب وستضعف العلاقات الأمريكية مع الجزائر، ما يعني أن الحل السياسي وحده لا يستطيع تحقيق السلام في المنطقة، وأن كلا من المغرب والجزائر اقتنعا بأن الحل لا يمكن أن يكون عسكريا، ليخلص التقرير إلى أن "الرئيس الجزائري بنجديد هو مفتاح أي تقدم. وقد يكون من اللازم إرغامه على تقديم تنازلات دبلوماسية، لأن حكومته لن تغامر بكل مجهودها الحربي لإيقاف السيطرة الناجحة للحسن الثاني على الصحراء، بل ينبغي للجزائر أن تتمكن من صيغة تحفظ لها ماء الوجه". من هذا المنطلق، رأت الإدارة الأمريكية أن الحل الأنسب يكمن في إقامة دولة فدرالية، أو على الأقل يستند إلى منطق ومفهوم الفدرالية، بما يضمن سيادة الحسن الثاني على الصحراء، ويقدم في المقابل درجة من الاستقلالية لفائدة البوليساريو. هذا النوع من التوافق يضمن وصاية مغربية على الصحراء، وربما يتم ذلك تحت إشراف الأمم المتحدة، ويمنح في الوقت نفسه للجزائر منفذا للخروج من النزاع بدون أن تبدو مهزومة. صيغة رأت فيها الإدارة الأمريكية السبيل لتحقيق السلام، بعدما كانت في مرحلة سابقة تتدارس إمكانية فصل الصحراء عن المغرب، أو تقسيمها، أو تأسيس دولة مستقلة فوقها. وعن النتائج التي يمكن أن تنجم عن التوصل إلى هذا الحل، تقول الوثيقة إن كلا من المغرب والجزائر سيستفيدان، لكن الحسن الثاني، حسب الوثيقة نفسها، سيكون المستفيد الأكبر، وقد يقوده ذلك إلى إخراج ورقة مطالبه الترابية المؤجلة تجاه اسبانيا، في إشارة إلى مدينتي سبتة ومليلية، "وربما أيضا تجاه موريتانيا".

المسيرة الخضراء … أوراق سرية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

لفتيت يضع تصورا جديدا لرجال السلطة

مهرجان غيواني للمصالحة مع التراث

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات