بوتين لا يجد من يتعامل معه في مصر!

القيادات الروسية تجد في الأوضاع الراهنة في مصر المبرر القوي "لفتور" العلاقات بين البلدين باستثناء «وجهاء» المسرح المصري السياسي الحالي، الذين يعرفون «مداخل ومخارج ومنافذ ومفاتيح» كل شىء في مصر الآن!، فالأغبية الساحقة من المصريين لا يعرفون مع من يتعاملون في هذه البلاد!، فكل ما فيها قد أصبح لغزا له واجهاته المعلنة، وباطنه غامض كل الغموض مما يصل بالفهم المصري إلي حد العجز الكامل عن الوصول إلي أبسط ما يريد، بحيث أصبح فريسة هموم صغيرة لا يعرف عنها أي أجنبي شيئا، حيث يخلو قاموس حياته من أي منها!، وما قلته هنا يجوز لأي مواطن أن يقوله!، ولكنني لا أتصور أن يصدر تصريح من «فلاديمير بوتين» أقوى رجالات روسيا ورئيسها السابق ورئيس مخابراتها الأسبق والمرشح للعودة إلي منصب الرئاسة الروسية مرة أخري قريبا!، إذ قال «بوتين» في موسكو- نقلا عن مراسل الأهرام فيها سامي عمارة ونشرته الجريدة في صفحتها الأولى يوم الأحد الماضي: «من الصعب الآن التعامل مع أي طرف في مصر بسبب تعقد الأوضاع الداخلية بها»!!، وأضاف بوتين مستدركا: «ولكن مصر مازالت مع ذلك تحتفظ بمكانتها كدولة رائدة في العالم العربي»!، ومن يقرأ باقي التصريحات من هذا النوع الذي ساقه بوتين عن مصر الحالية، فقد تبعه «ميخائيل بوجدانوف» نائب وزير الخارجية الروسية في تصريحات للأهرام يعترف فيها بتعثر العلاقات بين روسيا ومصر بسبب ما وصفه بحالة «عدم الاستقرار في الحكومة المصرية»!، وأوضح «بوجدانوف» أن وزارة الخارجية المصرية قد تعاقب عليها ثلاثة وزراء في غضون ثلاثة أشهر، وكذلك الحال بالنسبة إلى الوزراء المسؤولين عن ملفات التجارة والصناعة وملفات العلاقات مع روسيا!، وأضاف «بوجدانوف» أن روسيا تحاول دائما ورغما عن ذلك الاستجابة للكثير من احتياجات مصر، ومنها استئناف الرحلات السياحية الروسية إلي المنتجعات المصرية بغض النظر عن المخاطر الراهنة، فضلا عن استئناف الصادرات الروسية من الحبوب إلى مصر، وعندما قرأت هذه التصريحات لم أستطع أن أقع على أي مما يمكن اعتباره تجنيا على الأحوال الراهنة في مصر!، بل فيها الكثير من حقائق التشخيص لأزمة المواطن المصري مع السلطات التي تدير الأمور في مصر!، فهي كلها- كما أشرت آنفا- بهذا القدر من «الألغاز» العصي على الفهم عند معظم أبناء الشعب المصري، وهو ما لا يجوز أن أعتبره من قبيل سوء الفهم الروسي!، ولكن الذي يمكن قوله عندي إن القيادات الروسية الحالية تجد في هذه الأوضاع المصرية المبرر القوي «لفتور» العلاقات المصرية الروسية، وقد كانت روسيا حليفنا القديم الذي يمكن له أن يلعب دورا أقوى حتي يمكن تقوية هذه العلاقات، وفي ظل ضغوط غربية على رأسها الضغوط الأمريكية علي مصر، واختلاق تكتلات عربية تعمل لحساب اللاعب الأمريكي، بدلا من تركيز الروس في البحث عن تبريرات لفتور علاقات روسيا مع مصر!، والتي لا تكفي لطمأنة مصر من ناحية هذه العلاقات!، إذا ما كانت روسيا مستمرة- على حد قول «بوجدانوف» أن روسيا مستمرة في علاقاتها مع مصر في حدود هذا «الانفلات» الذي يجعل بوتين يعتقد معلنا «أنه لا يوجد في مصر الآن من نتعامل معه»!، فعلاقات مستمرة- كما يراها بوجدانوف وبالشكل والوتيرة التي تسير بها- تصل إلي حد سلبي تتأثر به العلاقات التاريخية بين البلدين. وبقي علي مصر أن تنهي حالة «التسيب» التي تجعل من السياسة الروسية رهينة ما يعتقده بوتين، وما يراه «بوجدانوف». حازم هاشم, (عن موقع الوفد)

بوتين لا يجد من يتعامل معه في مصر!

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

" ليالي رمضان"بالمعهد الثقافي الفرنسي

مكثرو البذور يدقون ناقوس الخطر

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات