الفوز بكأس العرش ورحيل حسبان وإياب كارثي أهم إفرازاته أنهى الرجاء الرياضي موسما جديدا من المعاناة، محتلا الرتبة السادسة برصيد 48 نقطة، وهي أسوأ حصيلة للفريق الأخضر منذ سنوات، علما أنه قضى مرحلة إياب صعبة جدا، عجز فيها عن فرض نفسه منافسا قويا على اللقب، بل لم يقدر حتى على ضمان رتبة مؤهلة إلى منافسة قارية، ليكون كأس العرش الذي فاز به في نونبر الماضي، نقطة الضوء الوحيدة تحت قيادة المدرب الإسباني كارلوس غاريدو. وواصل جمهور الرجاء ومنخرطوه محاولاتهم للإطاحة بالرئيس السابق سعيد حسبان، تكللت بالنجاح، في جمع لم يحضره المكتب المسير السابق في أبريل الماضي، ليصعد محمد أوزال رئيسا للجنة مؤقتة أعادت بعض الرؤساء السابقين إلى الأضواء، بغرض زرع نفس جديد بالفريق وتصحيح أخطاء الماضي، والتعامل مع المشاكل المالية التي أثرت على مسيرة الفريق كثيرا. وإلى جانب المشاكل المالية والديون التي قدرتها اللجنة المؤقتة في 10 ملايير، فإن مشاكل تقنية أخرى بات عليها معالجتها قبل بداية الموسم المقبل، في مقدمتها ضعف التركيبة البشرية وغموض مستقبل المدرب كارلوس غاريدو، علما أن تجديد عقده من قبل حسبان صعب مهمة الاستغناء عنه بعد نهاية الموسم، رغم الاحتجاجات الجماهيرية الكبيرة التي رافقته طيلة مرحلة الإياب. حصيلة متواضعة سجل الأخضر 45 هدفا محتلا بذلك ثاني أفضل هجوم بالبطولة، ساهم فيها محسن ياجور بالقسط الكبير، منتزعا لقب هداف البطولة ب 13 هدفا. بالمقابل، تلقى الخضر 33 هدفا، وهي أسوأ حصيلة دفاعية منذ سنوات، إذ برر عدد من الرجاويين ذلك برحيل جواد اليميق إلى جنوى الإيطالي في يناير الماضي، فيما تراجع مستوى بدر بانون في إياب البطولة. وفي الوقت الذي أنهى فيه الرجاء مرحلة الذهاب ثالثا على بعد 4 نقاط من المتصدر حسنية أكادير، فإن التغيرات التي حدثت في فترة الانتقالات أضعفت المجموعة، خاصة برحيل عصام الراقي إلى الرائد السعودي، ناهيك عن احتراف اليميق بإيطاليا، وتوتر العلاقة بين الرئيس السابق والمدرب واللاعبين، والتي أثرت على التحضيرات للجزء الثاني من الموسم. وبخصوص النتائج، فإن حصيلة الإياب كانت الأضعف منذ سنوات، إذ تعرض فيها الرجاء إلى خمس هزائم أمام سريع وادي زم وحسنية أكادير والدفاع الجديدي والفتح الرياضي والجيش الملكي، فيما تعادل أمام الوداد الرياضي واتحاد طنجة والمغرب التطواني وشباب الحسيمة وأولمبيك آسفي، ولم يفز سوى في خمس مباريات أمام الراسينغ البيضاوي وشباب خنيفرة الهابطين إلى القسم الثاني، وأمام نهضة بركان والكوكب المراكشي وأولمبيك خريبكة. خصاص في اللاعبين عانى المدرب غاريدو خصاصا مهولا في اللاعبين في مرحلة إياب البطولة، جعلته يعتمد على بعض لاعبي الأمل على غرار سعد الكوحال وحمزة التومي وأيوب جولال ومحمد الدويك ومحمد خلدان، خاصة بعدما غيبت الإصابات والإنذارات لاعبين أساسيين، لتظهر سلبيات السياسة التي اتبعها الفريق خلال فترة الانتقالات الشتوية السابقة، والتي أضعفت الفريق بشريا. ولهذا السبب، فإن أول ورش أعلنت عنه اللجنة المؤقتة التي تقود الرجاء حاليا، هو التنقيب عن لاعبين شباب، يمكنهم حمل قميص الفريق الأخضر، إذ باشرت اللجنة التقنية بقيادة فتحي جمال العملية بأقسام الهواة، من خلال متابعة بعض الفرق التي تألقت خلال الموسم المنتهي، وذلك قبل التركيز على الانتدابات بالبطولة الوطنية. وسيكون أكبر عائق أمام الخضر من أجل تقوية المجموعة بلاعبين جيدين، هو الجانب المالي، إذ تنكب اللجنة المؤقتة الحالية على التقليص من الديون وصرف مستحقات اللاعبين العالقة، من أجل إعادة الاستقرار للفريق قبل التفكير في ضخ أموال لتقوية الجانب التقني والبشري للفريق الأول. موسم رحيل حسبان يعتبر بعض الرجاويين أن أول فوز للخضر هذا الموسم، يتمثل في رحيل الرئيس السابق سعيد حسبان، والذي رافقته موجهة احتجاجية كبيرة منذ توليه رئاسة الفريق. واحتاج منخرطو الرجاء إلى جموع عامة كثيرة، ألغيت بعضها ومر بعضها الآخر دون رحيل حسبان، ليقرر في جمع أبريل بعث استقالته، وفسح المجال أمام لجنة مؤقتة يقودها محمد أوزال لقيادة الفريق في المرحلة المقبلة، والتي ستكون هامة من أجل تصحيح المسار ماليا وتقنيا. وإذا أدخل رحيل حسبان السعادة إلى قلوب جل أنصار الخضر، فإن ما تلاه من نتائج في مرحلة الإياب أعاد الشك والغضب مجددا، إذ تراجعت النتائج بشكل كبير وابتعد النادي عن المنافسة على لقب البطولة مبكرا. وإذا قاد حسبان المرحلة السابقة في ظل مشاكل مالية كبيرة جدا، فإنه ترك للجنة المؤقتة إرثا من المشاكل المالية، بات عليها مواجهتها، وفي مقدمتها إيجاد حلول لصرف مستحقات اللاعبين العالقة، إذ توصلوا ببعضها أخيرا قبل نهاية الموسم الحالي، ناهيك عن إيجاد تسوية للنزاعات مع بعض اللاعبين الدوليين بالاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا»، إذ بلغت قيمتها ما يقارب 4 ملايير سنتيم، وهو رقم كبير جدا. ديون 10 ملايير أنهت اللجنة المؤقتة إحصاءها لديون الرجاء، من أجل التعامل معها في المرحلة المقبلة، علما أنها صرفت جزءا كبيرا من ديون اللاعبين والعاملين بالنادي في الفترة السابقة، لتصل إلى رقم 10 ملايير سنتيم مع نهاية الموسم الحالي. وتكلف محمد غلام بإحصاء ديون الرجاء، خاصة تلك المتعلقة بالنزاعات الموضوعة لدى «فيفا» ثم مع بعض المؤسسات التي تعامل معها النادي في فترة المكاتب المسيرة السابقة، إذ بات ورش تسويتها من بين الأهم في المرحلة المقبلة، لإعادة الثقة في الفريق الأخضر. واعتبرت أزمة الديون الأكثر أهمية في الفترة السابقة، إذ اختلفت الآراء حول قيمتها، بل كانت سببا في غضب جزء كبير من الجماهير الرجاوية على الرئيس السابق سعيد حسبان، والذي أعلن في أول أيام توليه رئاسة الخضر عن ديون بقيمة 16 مليار سنتيم، فيما رفض محمد بودريقة الرئيس السابق هذا الرقم معتبرا إياه «مبالغا فيه بشكل كبير»، وقدر الديون في 4 ملايير فقط. ولحسم الجدل في هذا الموضوع، الذي شكل الأزمة الأكبر للفريق، لجأت اللجنة المؤقتة إلى بعض الخبراء التقنيين والماليين، من أجل تقييم الديون، لتصل إلى رقم 10 ملايير سنتيم، والذي بات على اللجنة تسوية جزء مهم منها في أقرب الآجال، لتفادي عقوبات مالية ورياضية من قبل الاتحاد الدولي قبل بداية الموسم الجديد. غاريدو ... المستقبل الغامض تراجعت شعبية المدرب الإسباني غاريدو في الشطر الثاني من الموسم المنتهي لدى جماهير الرجاء. ورغم أن غاريدو يصر على البقاء بالرجاء، فإن مستقبله بات غامضا، إذ لم تتطرق اللجنة المؤقتة إلى مصيره بعد، رغم أن بعض المصادر أكدت أن رغبة جل أعضائها في رحيله كبيرة، لكن الشرط الجزائي لفسخ العقد بات أكبر عائق، بعدما جدد له أخيرا الفريق الأخضر بشروط جديدة، أهمها راتب شهري يصل إلى 40 مليون سنتيم. وأبدى غاريدو رغبة في البقاء بالرجاء، وبناء فريق قوي ينافس على الألقاب الموسم المقبل، رغم كل المعاناة التي مر بها خلال الموسم المنتهي، إذ اعتبر طرفا في النزاع بين اللاعبين والرئيس السابق حسبان، فيما اعتبره البعض الآخر معارضا له بحكم احتجاجه المتكرر على تأخر مستحقاته ورواتبه، وانضمامه إلى اللاعبين في احتجاجاتهم. وساهمت البداية المتعثرة للرجاء في كأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم «كاف» في الرفع من منسوب الغضب الجماهيري على غاريدو، إذ تعادل في أول مباراتين لحساب دور المجموعات، الأولى أمام فيتا كلوب بالبيضاء (0-0) والثانية في غانا أمام أدوانا ستارز في مباراة مثيرة (3-3)، قبل أن ينهي الموسم بفوز على «الراك» الهابط إلى القسم الثاني لحساب الجولة الأخيرة من البطولة، على وقع احتجاجات الجماهير. إنجاز: العقيد درغام