رئيس الوداد قال إنه سئم من المؤامرات وإن البنزرتي مازال مدربا للفريق قال سعيد الناصري، رئيس الوداد الرياضي، إن هناك من باتت تزعجه نجاحات الفريق، وأصبح يفتعل القضايا والمشاكل لإرضاء غروره، لعله يعيد أيام الأزمات للاسترزاق. وكشف الناصري، في حوار مع «الصباح» أن زمن الصمت قد ولى، وتوعد كل المتربصين بفضح أسمائهم أمام الجمهور. وأفاد الناصري، أنه سيرد بقوة على كل أولئك الذين يروجون للإشاعات ويفتعلون المشاكل والقضايا، غير مبالين بما حققه الفريق في الآونة الأخيرة. وأكد الناصري، أن البنزرتي مازال مدربا للوداد، بناء على العقد الذي يربط الطرفين، وأنه لم يتوصل بأي شيء سواء من المدرب أو وكيل أعماله يفيد العكس، مبرزا أن الوداد سيكون له الرد الرسمي دفاعا عن مصالحه حينما تظهر الحقيقة. وعن الانتدابات التي أثارت ضجة كبيرة في الآونة الأخيرة، أفاد الناصري، أن الوداد حقق أرباحا كبيرة من تسريح بعض اللاعبين، مقابل انتداب آخرين عقودهم منتهية، مبرزا أن بعض الاختيارات الخاطئة واردة في كرة القدم، داعيا بعض المعارضين إلى التفكير في مصلحة الفريق، بدل التفكير في مصالحهم الشخصية. ووعد الناصري، الجمهور الحقيقي للفريق، بالمنافسة على كل الألقاب الموسم المقبل، مؤكدا أن الوداد من يصنع المدربين واللاعبين وليس العكس. وفي ما يلي نص الحوار: ماذا حدث مع فوزي البنزرتي، مدرب الوداد؟ بالنسبة إلى الوداد، فإن البنزرتي مازال مدربا للفريق، سافر إلى تونس مباشرة بعد نهاية البطولة، وننتظر عودته لاستئناف التداريب والاستعداد للاستحقاقات التي تنتظر الفريق. لكن هناك حديثا عن التحاقه بنجم الساحل بعد أن قرر إنهاء علاقته مع الوداد؟ كما قلت هذه مجرد أحاديث، ولم نتوصل بأي شيء رسمي سواء من المدرب أو وكيل أعماله، والعقد شريطة المتعاقدين، والبنزرتي مدرب للوداد لموسم إضافي، وهناك شرط جزائي، وشخصيا لا أحب الخوض في هذا الموضوع، لأنه بالنسبة إلي رئيسا للفريق، لم أتوصل بأي شيء رسمي. هناك من يتحدث عن خلافات حول الانتدابات... أبدا، لقد كان لي حديث مع البنزرتي قبل الرحيل صوب تونس، وحددنا المراكز ونوعية اللاعبين الذين سيعتمد عليهم خلال الموسم المقبل، ووعدته بجلب الأسماء التي حددها، قبل أن أفاجأ بأعداء النجاح يروجون لمثل هذه الإشاعات، وللأسف تعودنا السماع بأسماء بعينها تنشط في مثل هذه الظروف، ولكن لمثل هؤلاء أؤكد أن الأمور تغيرت، وأن الوداد لن يظل مكتوف الأيدي أمام مثل هذه الأمور، وسيأتي الوقت الذي سنكشف فيه الأسماء التي تعودت على الخوض في الماء العكر، وتزعجها النتائج والمشاريع التي يحقق الفريقها في الآونة الأخيرة. من تقصد بالضبط؟ لن أذكر الأسماء في الوقت الحالي، لكن الأكيد أنه لدي ما يثبت ضلوع ونشاط هؤلاء في تخريب كل ما يحققه الوداد، وسيأتي اليوم الذي أكشف فيه حقيقتهم أمام الجمهور، لأن "كرشي خاوية ولا أخشى أي أحد". سئمت من سياسة الصمت واللامبالاة وحان الوقت لأرد على كل المتربصين والغيورين من النجاحات التي يحققها الفريق. ما السر وراء هذا التغيير في سياسة الفريق؟ لقد سئمت من المؤامرات وقررت الرد بالمثل، خصوصا أنني أتوفر على المستندات التي تكشف هؤلاء. تسلمت الفريق في ظروف صعبة، مثقل بالديون ومهدد من قبل "فيفا"، وفي زمن وجيز، أعدت له التوازن والألقاب، وبدل الامتنان والشكر، أتعرض إلى الطعن من كل الجهات. نعمل بوضوح ونسير بالفريق في الاتجاه الصحيح، لكن للأسف هناك من لا تعجبه هذه الأمور، لأنه تعود على الاسترزاق، واستغلال الظروف الصعبة التي يجتازها الفريق بين الفينة والأخرى. لكن الوداد حقق نتائج إيجابية في المواسم الثلاثة الأخيرة... بشهادة جل المتتبعين، لكن مع ذلك هناك من لم يعجبه الوضع، ويصر على اختلاق قضايا ومواضيع لا توجد سوى في مخيلته، وخير دليل ما حدث بعد اقتناء مركز "ويلنس»، وذهاب بعض أصحاب النيات الحسنة للتفتيش في المحافظة العقارية عن المالك الحقيقي لهذه المعلمة الرياضية، علما أن الصفقة مرت بشكل عاد وطبيعي، وبدل الافتخار بهذا الإنجاز، هناك من يبحث عن إفساد فرحة الوداديين، وحتى حينما أعلنا عن إنشاء الشركة، هناك من تحرك لإحباط هذه الخطوة، وافتعال النصوص والقوانين، للحيلولة دون تحقيق هذا الحلم. قد نكون أخطأنا في اتباع بعض المساطر القانونية، لكن هذا ليس مدعاة للفخر والانتشاء بالفوز قبل الأوان. هناك بعض المؤاخذات حول طريقة الانتدابات داخل الوداد؟ كل اللاعبين الذين تم انتدابهم في فترة رئاستي لم يكلفوا خزينة الفريق الشيء الكثير، بالمقابل تم تسريح آخرين بملايير السنتيمات، وهذا في حد ذاته ربح كبير، يؤكد نجاح العملية. وسبق للاعبين أن غادروا الوداد بسبب عدم اقتناع المدربين، وبين عشية وضحاها أصبحت قيمتهم مرتفعة في سوق الانتقالات. لقد حاولنا انتداب أسماء قادرة على تقديم الإضافة للوداد، وباستشارة المدربين، الذين تعاقبوا على تدريب الوداد، لكن للأسف لحد الساعة لم ننجح سوى في القليل منهم، وهذه سنة كرة القدم. هل هذا اعتراف منكم أنكم كنتم تفرضون أسماء بعينها على المدربين؟ أبدا، لم أفرض أي لاعب على المدربين الذين توالوا على تدريب الوداد، بل في بعض الأحيان كنت أقدم تنازلات حول بعض الأسماء، لكن للأسف هناك من يلعب هذه الورقة للتشكيك في ذمة الناصري، ومن الآن فصاعدا لن أسمح بذلك، وسأرد بكل قوة. طلبوا تفعيل الموقع الرسمي، وأعتقد أنه حان الوقت لذلك. هل أنتم راضون عن الفترة التي قضيتموها على رأس الوداد؟ ليس من حقي الرد على هذا السؤال، وأترك الكلمة للجمهور الحقيقي للوداد، الذي تبقى له الصلاحية في تقييم هذه الفترة، والإنجازات المحققة. لقد أعدنا الفريق إلى سكة الألقاب، وأصبحت بنيته التحتية تضاهي أكبر الأندية القارية، وقريبا إن شاء سيتوفر الفريق على ملعب خاص به، لكن شريطة أن يتركونا نعمل، والابتعاد عن التشويش، لأن كل هذه الإنجازات باسم الوداد، وليست باسم الناصري. هل الوداد قادر على التنافس على لقب عصبة الأبطال بهذه التركيبة البشرية؟ أكيد، ونحن في الطريق الصحيح إلى حدود الجولة الثانية من عصبة الأبطال، والأكيد أننا سنعزز صفوفنا في المستقبل، بأسماء وازنة قادرة على تقديم الإضافة، مهما كلفنا ذلك من ثمن، لأن الوداد أسس من أجل التنافس على الألقاب مع أي مدرب كان، وأريد أن أؤكد للجميع أن ما يهمنا هو مصلحة وخدمة الفريق، بغض النظر عن كل ما من شأنه أن يشوش على مسارنا، لأننا واثقون من عملنا، لا تهمنا تلك الأسماء التي تفكر فقط في مصالحها الشخصية. أجرى الحوار: نور الدين الكرف في سطور الاسم الكامل: سعيد الناصري المهام: رئيس الوداد الرياضي ورئيس العصبة الاحترافية الصفة: رجل أعمال وبرلماني الإنجازات: لقبان للبطولة وكأس السوبر وعصبة الأبطال والمشاركة في مونديال الأندية بورتري ... قائد الثورة الحمراء سعيد الناصري أحدث ثورة داخل وداد الأمة، يتميز عن غيره بالحنكة والتجربة التي اكتسبها من مدرسة الحياة. دخل مجال كرة القدم صغيرا، من الباب الضيق، بعد انقلاب أبيض على الرئيس السابق، لكنه سرعان ما تسلق الدرجات ليبلغ قمة الهرم، داخل فريقه صنع جزءا من تاريخ كرة القدم الوطنية، بدهائه وجرأته في اتخاذ القرارات، التي غالبا ما كانت صائبة... حقق خلال ثلاثة مواسم لقبين للبطولة، وعصبة الأبطال الإفريقية، ومشاركة في مونديال الأندية. إنجازات يعتبرها صغيرة أمام حلمه الكبير الذي يتجلى في التأسيس لفريق قادر على مواجهة الصعاب، بعيدا عن الأسماء... الناصري له فلسفته الخاصة في الحياة، يلخصها في القدرة على التغيير والتأقلم مع المحيط، فهو ذلك الإنسان البسيط مع عامة الشعب، والأرستقراطي العنيد، مع من أراد أن يتحداه وينال من شخصه... سئم الناصري الطعنات من الخلف، ونقل صراعه مع البعض إلى الطاولة، وردد مرارا " كرشي خاوية ولا أخشى أحد". يعتبر الناصري من طينة المسيرين الصامتين، الذين لا يقولون بل يعملون، وتجلى ذلك من خلال ندرة تصريحاته، التي يحولها بشهادة المتتبعين إلى واقع وحقيقة، وبدل الصراعات والخلافات على بلاطوهات القنوات والمحطات، يفضل الناصري المواجهة المباشرة، وجرد حصيلته بالأرقام. جاء الناصري إلى الوداد منقذا، قبل أن يتحول إلى زعيم وقائد لثورة الوداد على جل المستويات، ليصبح نموذجا يحتذى به في مجال التسيير. قد يختلف اثنان حول شخصيته، ولا يمكن الاختلاف حول ما قدمه للوداد في ظرف وجيز، وهذا بشهادة المتتبعين... بعيدا عن مجال الرياضة، فهو رجل أعمال ناجح بكل المقاييس، انطلق من أسرة صغيرة في قرية بجنوب المملكة، ليصبح أحد أقطاب العاصمة الاقتصادية، ويشق طريقه في عالم السياسة في زمن قياسي. الناصري، لا يخشى التحديات، ويهوى ركوب الصعاب، وتحقيق الصعاب، طيب إلى أبعد الحدود، وجبار عند اللزوم. يكره التملق ويحب الصراحة. ساذج في بعض الأحيان، لكنه ليس غبيا... الناصري أصبح اليوم نموذجا في التسيير، رغم الانتقادات ووصفه بـ "الدكتاتور"، لكن يبدو أن وصفته ناجحة أعطت أكلها في ظرف وجيز، بعد أن انتشل الوداد من المشاكل، ووضعه في أعلى هرم الأندية المحلية والقارية ...