ترحيل الفريق إلى تطوان وتغيير المدربين والأزمة المادية أبرز الإكراهات لم يكن أحد يتكهن بأن شباب الريف الحسيمي سيدخل آخر دورة من دورات البطولة، وهو يبحث عن سبيل يقوده إلى تفادي النزول إلى القسم الثاني، بعدما قارع الكبار في مرحلة الذهاب. مشاكل عديدة طبعت مسيرة الفريق الحسيمي، وكادت تعصف به إلى القسم الثاني، لينهي الموسم برصيد 33 نقطة، حصل عليها من فوزه في سبع مباريات وتعادله في 12 مباراة، مقابل انهزامه في 11. رحيل بيدرو ... التحول قضى شباب الريف الحسيمي فترات ناجحة في مرحلة الذهاب، بقيادة المدرب بيدرو بنعلي، انتهت بحصوله على 22 نقطة بعد نهاية الشطر الأول من البطولة. ورغم المستوى الجيد الذي ظهر به الفريق الحسيمي في الشطر الأول من البطولة، والنتائج التي حققها خارج ملعبه أمام المغرب التطواني والراسينغ والرجاء والفتح الرياضي، فإن انفصاله عن المدرب بنعلي لم يجد له العديد من المهتمين بشؤون الفريق تفسيرات واضحة. وأثرت التغييرات التي شملت الطاقم التقني على اللاعبين. وفي الوقت الذي عزا فيه بنعلي سبب الانفصال إلى تعنت رئيس الفريق عبد الإله الحتاش وإلحاحه الشديد على التعاقد مع لاعبين في مرحلة الانتقالات الشتوية، أكد الحتاش أن المدرب سبب متاعب للفريق، فكان من الضروري إنهاء الارتباط به. إكراهات مادية أكد الحتاش، رئيس الفريق، أن الأزمة المالية كانت لها انعكاسات على مردودية اللاعبين، وأن العديد من الجهات تخلت عن دعمه في الوقت الذي كان في أمس الحاجة إليها. واعتبر العديد من المتتبعين أن هذه الأزمة تسبب فيها جلب لاعبين كلفوا خزينة الفريق الشيء الكثير، دون الاستفادة منهم، خاصة أولئك الذين قدموا من خارج المغرب في فترة الانتقالات الشتوية. وبات الفريق بعد نهاية البطولة مطالبا بأداء مستحقات بعض اللاعبين العالقة منذ الموسم الماضي، خاصة منح التوقيع وبعض المباريات والرواتب عن الموسم الجاري. ويعاني شباب الحسيمة إضافة إلى مستحقات اللاعبين، ديونا مترتبة عن المعسكرات التي أقامها بالمدينة، وما رافقها من مبيت وتغذية، إذ تتجاوز حسب مصدر مطلع 200 مليون سنتيم. خلافات وجمهور يائس عرف الموسم الكروي أسوأ نسبة متابعة من الجماهير الحسيمية لمباريات الفريق، مقارنة مع المواسم التي تلت صعود الفريق للقسم الأول، وذلك بعد المستوى المتدني للمجموعة، واحتلالها المراكز الأخيرة قبل نهاية البطولة. وتخلف الجمهور الذي كان يتجاوز عدده 5000 متفرج، عن المدرجات، معبرا عن استيائه من حالة الفريق، والمستوى المتواضع الذي آل إليه شباب الحسيمة، في الآونة الأخيرة، خاصة في المباريات التي لعبها بملعب سانية الرمل بتطوان، رغم تسخير إمكانيات مالية مهمة لانتداب اللاعبين. وانتقد محبو الفريق طريقة جلب بعض اللاعبين، ممن فشلوا في فرض أنفسهم، ودعوا إلى فتح قنوات التواصل مع المنخرطين وجمعية الأنصار وبعض الغيورين، خدمة لمصلحة الفريق. إغلاق الملعب واجه شباب الريف الحسيمي معضلة كبيرة، تمثلت في الإصلاحات التي انطلقت بملعب ميمون العرصي بالحسيمة، بعد نهاية الشطر الأول من البطولة الوطنية. وفرضت هذه الإصلاحات على الفريق استقبال منافسيه بمدن أخرى، فدفعت كثرة التنقلات والبرمجة المكتب المسير للاحتجاج لدى جامعة كرة القدم ببيان شديد اللهجة. وعانى اللاعبون العديد من المشاكل، وتم تهديدهم في أكثر من مرة بإفراغهم من الشقق التي استأجرها المكتب المسير لهم بتطوان، ما زاد في معاناتهم، وأثر على مردوديتهم وعطائهم في المباريات الرسمية ما جعل فريقهم يصارع من أجل البقاء في القسم الأول، بعدما اعتبر ظاهرة الموسم الرياضي الجاري. إنجاز: جمال الفكيكي (الحسيمة) وعلي: أحسسنا بضغط رهيب مدرب الفريق يطالب بالحفاظ على الثوابت الأساسية عبر ميمون وعلي، مدرب شباب الريف الحسيمي، عن سعادته بعد ضمان البقاء بالقسم الأول. وأضاف وعلي، في حوار مع «الصباح»، أن شباب الحسيمة عانى الأمرين في الدورات الأخيرة، قبل أن يتنفس الصعداء بعد فوزه على اتحاد طنجة في آخر دورة، مؤكدا أن لاعبي الفريق أحسوا بضغوطات في الفترة الأخيرة بسبب وضعية الفريق الحرجة. وفي ما يلي نص الحوار: ماهو شعورك بعد ضمان البقاء بالقسم الأول؟ إحساس بالسعادة، خصوصا أننا لم ننجح في تحقيق هذا المسعى إلا بعد إجراء مباريات الدورة الأخيرة، ما يعني أن الفريق كان معنيا بشكل كبير بأمر النزول إلى القسم الثاني. اشتغلنا كثيرا على الجانب النفسي، وتمكنا من تجاوز المرحلة الصعبة التي مر منها الفريق. هل كنت واثقا من قدرة الفريق على الحفاظ على مكانته؟ كنت متأكدا من ذلك، لأنني أعرف مؤهلات اللاعبين، وقدرتهم على حسم مباريات مصيرية لفائدتهم، وعلى كسب التحدي. حاولنا تفادي ارتكاب بعض الأخطاء الفردية، وعملت على تحرير اللاعبين من الضغط الذي يعرفه هذا النوع من المباريات، ولعبنا مباراة جيدة، ونجحنا في كسب الرهان. كيف تمكن شباب الحسيمة من تحقيق ذلك؟ تم بفضل إستراتيجية سطرتها، بعد أن توليت مسؤولية تدريب هذا الفريق وهو في وضعية حرجة. لم يكن الطريق مفروشا بالورود، بل عانينا مشكل الأخطاء التي ارتكبناها. وجد اللاعبون صعوبة في تسجيل الأهداف، وتحرير أنفسهم من الضغط الذي حال دون تحقيقنا النتائج الإيجابية في العديد من المرات، على غرار مباراتنا أمام الكوكب المراكشي وأولمبيك خريبكة والرجاء. لكن تضافر جهود الأطر التقنية والإدارية والتسييرية، أدى إلى تجاوز الصعاب، والحفاظ على مكانتنا. هل عانيت بدورك الضغط؟ عانينا الأمرين في الدورات الأخيرة، قبل أن نتنفس الصعداء بعد فوزنا على اتحاد طنجة في آخر دورة. أحسسنا بضغوطات في الفترة الأخيرة بسبب وضعيتنا الحرجة، وكان لزاما علينا التركيز أكثر على الجانب النفسي. ما هي في نظرك العوامل التي أدت إلى هذه الوضعية؟ أعتقد أن الوضعية الحرجة التي مر منها شباب الحسيمة، مردها إلى ترحيل الفريق إلى تطوان، إذ عانى خلالها اللاعبون عدم الاستقرار، وتنقله لمدن فاس والرباط والعرائش لاستقبال منافسيه، ما حرمه من جمهوره، إلى جانب التغييرات التي طالت طاقمه التقني. ماذا ينقص شباب الحسيمة؟ تنقصه الاستمرارية في الإدارة التقنية والموارد البشرية، أي الحفاظ على الثوابت الأساسية للفريق. الآن وبعدما أفلت الفريق من مخالب النزول للقسم الثاني، بات على المسيرين التفكير في تجاوز جميع الأخطاء التي حدثت في الموسم المنتهي. فالكل في الحسيمة متحمس من أجل أن يكون للمدينة فريق كبير يلعب من أجل احتلال المراكز المتقدمة في البطولة الوطنية، رغم بعض الإكراهات. كما أن الأمر يتطلب لاعبين متميزين ليقدموا الإضافة المرجوة. في سطور الاسم الكامل: ميمون وعلي تاريخ ومكان الميلاد: 8 يناير 1967 بالدريوش حاصل على دبلوم " ويفا 1 " درب صغار أجاكس أمستردام وشباب الحسيمة عمل مساعدا للمدربين يوسف فرتوت وفؤاد الصحابي بالحسيمة