اليمنيون يطوون صفحة صالح

اختاروا عبد ربه منصور هادي المرشح الوحيد للرئاسة في الفترة الانتقالية انتخب اليمنيون المرشح التوافقي عبد ربه منصور هادي، رئيسا للبلاد خلال الفترة الانتقالية المقبلة التي قد تمتد سنتين. وشهدت عمليات الاقتراع إقبالا كثيفا رغم مقاطعة الانفصاليين في الجنوب لها. واقترع اليمنيون للمرشح التوافقي والوحيد عبد ربه منصور هادي ضمن استحقاق تاريخي يطوي صفحة حكم الرئيس علي عبدالله صالح، رغم أن الجنوب شهد أعمال عنف في الجنوب بين القوات الحكومية والانفصاليين المتشددين الرافضين لانتخابات أسفرت عن ستة قتلى وعرقلت عمليات التصويت.ورغم أن هادي نائب صالح وحليفه، يحمل انتخابه لفترة انتقالية من سنتين الكثير من الآمال على ما يبدو لليمنيين الذين يقبعون بغالبيتهم تحت خط الفقر وشاهدوا بلادهم تقترب خلال الأشهر الأخيرة من الحرب الأهلية.ويعتقد المتتبعون للشأن السياسي أن انتخابات اليمن لن تطوي صفحة علي عبد الله صالح فحسب، بل تمهد لمرحلة صعبة وخطيرة في تاريخ البلد، وكأن كل شيء فيه يحتاج إلى إعادة تأسيس من الصفر، فالحكم الاستبدادي يبني سلطة ونظاماً لخدمة شخص، ولا يبني دولة للجميع. وفي حالة اليمن ينبغي أيضاً ترميم العلاقة بين مكوّنات المجتمع ورأب الصدع الكبير الذي يهدد وحدة الشعب والأرض بمشاريع انفصالية ما تزال ماثلة. هذا هو الإرث الثقيل الذي خلفه علي عبد الله صالح لنائبه عبد ربه منصور هادي، وهو المرشح التوافقي الوحيد لرئاسة انتقالية لمدة سنتين هدفها تطبيع الأوضاع ومباشرة الإصلاحات الرئيسية، وأبرزها إعادة هيكلة المؤسسة العسكرية الأمنية كإجراء عاجل وضروري لتوطيد ثقة الشعب بالدولة، بعد سنين نظر خلالها إلى هذه المؤسسة كفصيل منبثق من عائلة الرئيس وتابعٍ لها، لكن الرئيس الجديد يعرف مسبقاً أن مهمته الأولى هي إحياء الاقتصاد المتداعي واستعادة الحياة الطبيعية لليمنيين. وهذا يتطلب مساعدة دولية سريعة. لذا حث دول الخليج والولايات المتحدة والاتحاد الأوربي راعية الحل السياسي للأزمة، على توفير دعم مالي كانت وعدت مرارا بتقديمه، إلا أن فساد النظام السابق أحبط حماسة الدول المانحة جميعا. أما الآن فهي مستعدة للمساهمة في إنهاء الأزمة استناداً إلى الثقة التي يوحي بها عبد ربه منصور هادي، لكن بشروط أهمها، أمريكيا وسعوديا، أن يتابع الحرب على «القاعدة»، وهو ما تعهد به. ومن تلك الشروط أيضا أن يدعو إلى حوار وطني وينفض الغبار عن خطط التنمية في الجنوب والشمال للتخفيف من تطرف حركات الانفصال فيهما. وهو ما كان تعهده الرئيس السابق ولم يف به أبدا، فيما نائبه، الرئيس الجديد، وهو جنوبي من أبين، لديه كل الدوافع والأسباب للقيام بما يلزم للتصالح مع الذين لم يشاركوا في انتخابه، أي مع الجنوبيين الناقمين والحوثيين في الشمال، لأنه يريد أن يبرهن للجميع على أن عهد علي صالح وألاعيبه وتهوراته، انتهى بلا رجعة.إلى ذلك، شهدت عمليات التصويت إقبالا كثيفا مع تقدم ساعات النهار، خصوصا في العاصمة صنعاء، ولكن في ظل مقاطعة كبيرة في مناطق المتمردين الحوثيين في شمال اليمن، فيما تمكن الناشطون الانفصاليون في الجنوب من إغلاق نصف مراكز الاقتراع في عدن ومراكز أخرى في باقي المحافظات الجنوبية، وبذلك تصبح اليمن أول دولة من دول الربيع العربي تشهد انتقالا للسلطة بموجب اتفاق سياسي حفظ ماء الوجه لصالح الذي حكم اليمن 33 سنة ولن يحاكم مثل حسني مبارك أو ينفى مثل زين العابدين بن علي، كما انه لم يقتل مثل معمر القذافي.وأكد الرئيس اليمني أثناء إدلائه بصوته في صنعاء وسط تدابير أمنية مشددة أن استحقاق الانتخابات هو «إغلاق لصفحة الماضي وفتح لصفحة جديدة ناصعة البياض نكتب عليها مستقبل اليمن الجديد». بتصرف عن فرانس 24

اليمنيون يطوون صفحة صالح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

روس: إيران أصبحت في عزلة دولية

اعتصام نساء ببرشيد في العراء

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات