“البام”… مشاهد من المؤتمر الاستثنائي

بيد الله يلقي خطبة الوداع والاستقلال أكبر الغائبين والأحرار غير مرغوب فيه وإنزالات تخفي صراع الأجنحة "لقد تجاوزنا بحمد الله هشاشة البداية، ولم تكن طريقنا مفروشة بالورود"، بهذه الكلمات ودع الأمين لحزب الأصالة والمعاصرة، رفاقه في الحزب، في كلمته الأخير بمناسبة افتتاح المؤتمر الاستثنائي للحزب. كلماته كانت قوية المبنى، وإن وصلت بأكثر من معنى إلى المؤتمرين، الذين تابعوها بشغف كبير ولم تقاطعها إلا تصفيقاتهم.بيد الله وخطبة الوداعبعد الكلمة الافتتاحية لرئيس المؤتمر، إلياس العماري، جاء الدور على الأمين العام للحزب، محمد الشيخ بيد الله، في كلمة كانت أشبه بخطبة الوداع، تحدث فيها عن المكانة التي اكتسبها "البام" داخل الساحة السياسية، وامتلاكه شرعية ديمقراطية جعلته "رقما غير قابل للتجاوز في المعادلة السياسية والحزبية"، كما عرض بيد الله الملامح الكبرى لنجاح الحزب، دون أن يغفل الإخفاقات، في إشارة إلى أن القيادة المقبلة ينتظرها الكثير لتحصين المكتسبات وتحقيق الانتظارات.كانت الجلسة الافتتاحية قد انطلقت، حين وصلت ميلودة حازب والطاهر شاكر وأحمد التهامي. كان هؤلاء الثلاثة أعضاء المكتب الوطني للأصالة والمعاصرة، آخر من التحق بمنصة الجلسة، في حين تعذر على بعض الوفود الأجنبية المشاركة في المؤتمر، لاعتبارات سياسية أمنية كما هو الشأن بالنسبة إلى وفد حركة حماس، أو لاعتبارات تهم ظروف التنقل إلى المغرب، كما هو الشأن بالنسبة إلى وفد كان يفترض أن يصل من أمريكا الجنوبية. كان لافتا حضور الأحزاب الاشتراكية الأوربية، من بلجيكا وإسبانيا وفرنسا وهولندا، وهي إشارة تلتقي مع توجهات الحزب نحو تبني هوية سياسية يسارية تعيد تموقُع حزب الأصالة والمعاصرة داخل الساحة السياسية. وفود جاءت من تندوف أشير إليها بالصفات دون أن يكشف عنها بالذات، لاعتبارات أمنية طبعا.سيارات الدولة تهيمن على المؤتمرفي الخارج، هيمن منطق الإنزال على أشغال المؤتمر الوطني الاستثنائي لحزب الأصالة والمعاصرة. واضطرت اللجنة المنظمة إلى إضافة مجموعة من الأسماء الجديدة إلى قائمة المؤتمرين، وهو ما رفع عدد المشاركين في الأشغال، وفق مصادر من داخل لجنة اللوجيستيك، من ثلاثة آلاف مؤتمر، كما كان مقررا، إلى أكثر من أربعة آلاف شخص، بالمقابل وجد بعض المؤتمرين صعوبة في العثور على "بادجات مؤتمِر" خاصة بهم، ما اضطرهم إلى الانتظار إلى حين انتهاء الجلسة الافتتاحية. قيادي في الحزب فسر هذا الإنزال بوجود صراعات بين أجنحة الحزب.خارج قاعة الجلسة الافتتاحية، اصطفت سيارات الدولة، غالبيتها في ملكية الجماعات المحلية، استخدمها المؤتمرون خارج أوقت العمل للتنقل بها إلى مؤتمر حزبهم. بل إن بعضهم تنقل إلى بوزنيقة عبر حافلات في ملكية المجالس الجماعية أيضا. هذا المشهد أثار فضول الكثيرين، فعلق أحدهم على الكم الهائل من سيارات الدولة التي ركنها أصحابها في ساحة مقابلة للمركب الدولي ببوزنيقة، بالقول: يبدو أن حكومة بنكيران لا تستطيع سبيلا إلى بعض المنتخبين الذين ألفوا أن يعيشوا عالة على أموال الجماعات المحلية. في حين كانت هذه السيارات تشي بشيء آخر مفاده أن حزب الأصالة والمعاصرة ما زال يحافظ على قوته الانتخابية، وأن انسحاب الهمة لم يؤثر كثيرا على موقعه في الخريطة الجماعية.الاستقلال غاب عن الافتتاح في الصفوف الأمامية للقاعة التي شهدت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الاستثنائي لحزب الأصالة والمعاصرة، جلس قادة الأحزاب السياسية. حزب الاستقلال كان أبرز غائب عن أشغال المؤتمر، بينما حضر الاتحاد الاشتراكي بوفد رفيع يتضمن أعضاء المكتب السياسي، يتقدمهم الكاتب الأول للحزب عبد الواحد الراضي. رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر، إلياس العماري، رد التحية بأحسن منها حين خص الحزب بترحاب خاص. حضر باها وغاب بنكيران والأحرار غير مرغوب فيه حضر عبد الله باها، عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، وغاب رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران. بعض الحاضرين اعتبر أن غياب حزب الاستقلال واكتفاء العدالة والتنمية بممثل وحيد (عبد الله باها) في أشغال المؤتمر، جاء ردا على الرسائل التي بعث بها العماري يومين قبل انطلاق أشغال المؤتمر، حين اتهم الاستقلال بتعذيب والد حكيم بنشماس وهاجم أمين عام العدالة والتنمية عبد الإله بنكيران.وفد التجمع الوطني للأحرار، لم يكن موضع ترحيب من قبل بعض المؤتمرين، فقد طالب بعضهم أنيس بيرو، عضو المكتب التنفيذي للحزب، بالخروج من القاعة ورفعت ضده شعارات "بيرو ارحل"، بينما تعالت أصوات الاحتجاج والصفير حين ذكر رئيس المؤتمر اسم التجمع الوطني للأحرار، ضمن قراءته للائحة ضيوف المؤتمر، ليضطر إلياس العماري إلى التدخل هذه المرة مذكرا بأن الأحرار يشكل حزبا حليفا للأصالة والمعاصرة، في حين أثار بعض الحاضرين الانتباه إلى غياب صلاح الدين مزوار رئيس الحزب. بالمقابل، لم تقاطعت صفتي الوزير في الحكومة مع العضو المؤسس للحركة من أجل الديمقراطية في حضور عزيز أخنوش الجلسة الافتتاحية. إحسان الحافظي (موفد الصباح إلى بوزنيقة)

“البام”… مشاهد من المؤتمر الاستثنائي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

المؤتمر منح "البام" انطلاقة قوية لتأسيس تنظيماته الموازية

صراع الأجنحة في مؤتمر الأصالة والمعاصرة

مقالات ذات صلة