كبـور يعـود إلـى الباديـة

حسن الفد قال إن الفن يتطلب المجازفة يستعد الفنان حسن الفد لتقديم جزء جديد من سلسلة «كبور ولحبيب». عن تفاصيل هذا الجزء وعن شخصية «كبور» يفتح الفنان الفكاهي قلبه ل»الصباح» في هذا الحوار التالي. < شرعت منذ أسابيع في تصوير جزء جديد من سلسلة "كبور ولحبيب". ما سر تمسكك بشخصية "كبور" التي تصر على العودة إليها بعد أن جربت شخصيات أخرى لم يحالفها النجاح كما هو الشأن مع "سلوى والزوبير"؟ < لا أرى عيبا في العودة إلى هذه الشخصية، كما لا أرى عيبا في العودة إلى "الزوبير" نفسه، إذ أرى أن مسألة نجاحها من عدمها نسبي، فكل شخصية فنية اشتغلت عليها قد أجد في كل مرة إمكانية العودة إليها، فكبور أو "الكوبل" نفسه كان مجرد سكيتش ضمن سلسلة "الشانيلي تي في" في 2003، لكن استمرار هذه الشخصية أو الاسترسال في تقديمها راجع إلى الإقبال الكبير الذي لاقته، إذ بالإمكان تطوير هذه الشخصية لترى النور عبر السينما أو على الخشبة، فلديها إمكانية كبيرة لأن تنجح، علما أنه يجب أن نحتاط من تعابير النجاح أو الفشل لأنها تظل نسبية، وأنا أنطلق دائما من أرقام لكي أقطع الطريق على التأويلات الشخصية والمغرضة في بعض الأحيان أو غير المنصفة. أعتمد على مقاييس علمية وإحصائيات، فبمجرد الانتهاء من "كبور ولحبيب" يكون هناك استطلاع للرأي من قبل مؤسسة محايدة ومتخصصة. < ما هي الملامح التي توقفت عندها في شخصية "كبور" وارتأيت أنها تستحق الاستمرار وتتطور؟ < أحسن دليل على وجوب استمرار "كبور" هو انتقاله بسلاسة إلى الخشبة والفرجة الحية، من خلال العروض الأخيرة التي قدمتها، وتوجس الكثيرون من هذا الانتقال، لكن في كل الأحوال لا بد من مجازفات، فالأعمال الناجحة عبارة عن مجازفات، مثلها مثل الأعمال الفاشلة، والمجازفة شرط عين في الإبداع، ولا يمكن أن تشتغل فقط انطلاقا من المعطيات المطمئنة والتي تمنحك إشارات واضحة على النجاح. ليس هذا هو منطق الإبداع، فالبحث يقتضي المغامرة، فليس هناك نجاح بدون مجازفة كما ليس هناك فشل بدونها. < هل ترى أن شخصية "كبور" تطورت؟ < "كبور" اليوم يتطور وحرام علي أن أقبر هذه الشخصية سيما أنها تلقى نجاحا كبيرا في كل العروض التي قدمتها سواء في المغرب أو إفريقيا أو أوربا أو حتى الولايات المتحدة الأمريكية التي أنا بصدد جولة بها، هذا لايعني أنني أجامل الجمهور بمنتجات فنية يحبها، مبدئي هو اقتسام المتعة، إذ لو لم يكن "كبور" يحقق لي متعة شخصية ما قدمته ولا أصررت على الاستمرار فيه، فأنا حاليا في غنى عنه وعن الفن بشكل عام. < رغم أنك اشتغلت على مواضيع فكاهية سابقا بلمسة بارودية وأكثر عمقا إلا أنها لم تلق الإقبال نفسه الذي لاقاه "كبور" هل معنى هذا أن هناك ميلا فطريا للمغاربة تجاه شخصية "العروبي"؟ < هناك مرجعية مشتركة وإجماع في المعرفة والاطلاع حول شخصية "العروبي"، ففي المغرب ليس هناك جمهور واحد بل جماهير والقاسم المشترك بينها هو إدراكها ومعرفتها بشخصية العروبي، ورغم أنني اشتغلت على "كبور" فهناك اشتغال حديث جدا من الناحية التقنية ومن ناحية الشكل. < تحرص في كثير من الأحيان على تجديد فريق عملك تقنيا وفنيا حتى ولو كان ناجحا كما هو الشأن بالنسبة إلى شخصية "الشعيبية"؟ < لا أدفع للجمهور ما يشتهيه دائما، فمبدئي هو تحقيق المتعة الذاتية واقتسامها، هناك أنانية منتجة، وهذه ليست أول مرة أغير الشخصيات وأعود إليها بين الفينة والأخرى مثلا شخصية "الديناصور" في سلسلات "سي بي بي" أو "الفد تيفي" أو "الشانيلي تي في"، ففي النهاية المتعة هي التي تتحكم في هذا المعطى. < ما هي ملامح "كبور ولحبيب" في صيغته الجديدة؟ < الملمح الأبرز هو العودة إلى البادية، واستقراره عند أخته، وهو ما يخلق مواقف أسرية وعائلية تتولد عنها أزمات وتشابك للعلاقات بشكل يثير مواقف ساخرة وطريفة. < عادة ما كان الإضحاك عن طريق شخصية "العروبي" من خلال استغلال سذاجة الشخصية، إلا أن العكس هو الذي ينطبق على شخصية "كبور" الذي لم يكن ساذجا؟ ثم مسألة العودة إلى الاشتغال على "العروبي" ألم يكن في الأمر مجازفة خاصة أنها مستهلكة؟ < أولا شخصية "كبور" في تركيبته النفسية ينطبق عليه ما نصفه ب"الشاطر" وهناك مثال مغربي يقول "الشاطر كايتعشى مرتين" فقد يفلح بشطارته أو يخسر، كما هو الشأن بالنسبة إلى العديد من الشخصيات المماثلة منها "جحا" أو "حديدان الحرامي"، وهو دائم التربص بالآخر ويسيء النية به وانتهازي، هي مجموعة سلوكات التي تمنحك شخصية بمواصفات خاصة، لأنه بالمقابل وضعنا شخصية أخرى رصينة تمثل القيم المجتمعية ولغة العقل وهي شخصية "الشعيبية" التي تقوّم كل انزلاقات "كبور" الأخلاقية بسذاجتها وحسن نيتها. كما أن التخوف الذي كان حاضرا هو أنني كنت لأول مرة أخوض تجربة سلسلة فكاهية على ذلك النحو، رغم أنني تمرنت إلى حد ما على السلسلة من خلال سكيتشات "الشانيلي تي في" وهي التي كنا نجسد فيها أدوار "الكوبوي" على نحو بارودي، وكانت تلك المحاولات تتسم بتسلسلها الدرامي لم تتجاوز عشر حلقات بثت في وقت متفرق عبر "الشانيلي تي في"، وهذا الأمر ساعدني نفسيا وتقنيا على إنجاز "لكوبل" في ما بعد. < هذا تحد كبير... < فعلا لقد كنت أمام تحديات كان علي اجتيازها، منها التقني أي الانتقال من السكيتش إلى السلسلة كما قلت، ثم كيفية الإضحاك بشخصية "عروبية" غير ساذجة، علما أن شخصية العروبي مستهلكة، اندثرت خلال السنوات الأخيرة من التلفزيون لأسباب عديدة على الأقل في ما يمكن تسميته ب"بدو الحواضر"، لكن ثقتي في شخصية "كبور" وبالشكل الذي رسمت هو الذي ساهم في نجاحها، كما كان هناك تحدي ربح المسافات القصيرة زمنيا، وهي مسألة تجلت من خلال أسلوب كتابة هذه السلسلة التي اشتغلت فيها إلى جانب أسماء شابة، جعلتني أنفتح على الآني وألتقطه بسهولة، خاصة أن الكتابة للتلفزيون هي كتابة صناعية، وليست حرفية (من الحرفة) كما هو الشأن بالنسبة إلى المسرح، تعتمد العمل الجماعي في كل مراحلها. أجرى الحوار: عزيز المجدوب

كبـور يعـود إلـى الباديـة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

صحيفة سعودية تطالب بتدخل المجتمع الدولي بعد تورط إيران بالمغرب

‎تعليق التغطية الاجتماعية للعمال المستقلين

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات