الرياضيون والتجميل … الطريق السريع للشهرة

سباق محموم للظهور بشكل "جذاب" في التلفزيون بحثا عن عقود الإشهار أخذت عمليات التجميل في الانتشار بشكل كبير في الفترة الأخيرة لدى الرياضيين، وذلك بغرض الظهور يشكل لائق وجميل، يجذب شركات الإشهار التي باتت تضخ أموالا طائلة وقياسية في جيوب الرياضيين عامة، ولاعبي كرة القدم والتنس وألعاب القوى على الخصوص. وإذا كانت ظاهرة التجميل لدى الرياضيين بالمغرب في بدايتها، فإنها أخذت زخما كبيرا عبر العالم، وباتت ضرورية وشرطا لا محيد عنه من أجل كسب الأموال الكثيرة والشهرة الزائدة، بل باتت تزاحم المستوى الرياضي. ومن بين عمليات التجميل الأكثر انتشارا عبر العالم، هناك العمليات التي تهم الوجه والعضلات والحقن ب"البوتوكس" وتجميل الأنف والعينين وشفط الدهون، فيما ينفي أغلب المستفيدين منها لجوءهم إلى هذه الوسيلة من أجل جذب الإشهار وبيع صورتهم ل"ماركات" عالمية. وساهمت عوامل كثيرة في انتشار هذه الظاهرة، من بينها النقل التلفزي الذي بات يوفر متابعة إعلامية كبيرة للمباريات واللقاءات والنزالات، وبالتالي متابعة جماهيرية كبيرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي خاصة. البداية من أوربا أصبح الجمال والابتسامة من بين أهم الشروط لتحقيق الشهرة بالنسبة إلى الرياضيين، إذ لم تعد الموهبة واللياقة البدنية الجيدة وسيلة وحيدة لتحقيق النجاح المرغوب فيه. ولعل أفضل مثال على ذلك، النجمين العالميين، البرتغالي كريستيانو رونالدو لاعب ريال مدريد، والأرجنتيني ليونيل ميسي لاعب برشلونة، إذ يكفي أن تقارن بين صورهما في سنتين على الأقل ليتضح لك الفرق، بل يتباهى بعضهما على الآخر بالصور التي تظهر إجراءهما لتغييرات على ملامح وجهيهما، على مواقع التواصل الاجتماعي. وبات لاعبو كرة القدم مثلا، والتي تعتبر الرياضة الأكثر انتشارا بالعالم، يتسارعون على مواقع التواصل الاجتماعي في نشر صور تظهرهم بأسنان ناصعة البياض، أو بأعين أكثر جذبا وابتسامة واضحة المعالم، إذ اعتبر عدد من المحللين أن لاعبي الكرة يمارسون أيضا مهنة عارضي الأزياء وذلك من أجل جذب صفقات إشهار بأموال كبيرة. ولم تقف هذه الأفكار بأوربا، بل امتدت إلى إفريقيا خاصة شمالها، ثم إلى آسيا، وخاصة الدول الغنية التي تتوفر على بطولات احترافية لكرة القدم، مثل السعودية واليابان وقطر والإمارات وغيرها. إفريقيا والمغرب... البداية محتشمة في إفريقيا اجتاحت عمليات التجميل كل المجالات، وسيكون من الإجحاف إبعاد مشاهير الرياضة عنها، خاصة الذين يعرفون متابعة إعلامية وجماهيرية كبيرة. وحسب معلومات استقتها "الصباح" من قبل أطباء متخصصين في المجال، فإن أغلب عمليات التجميل تتم على مستوى الوجه لتحسين مظهر العينين و"الحواجب" والأنف، فيما يلجأ البعض الآخر إلى تحسين صورة الأسنان والشعر والعضلات وتقليل الوزن، لعلهم يجذبون أنظار شركات الإشهار المحلية أو العالمية. وإذا كانت هذه العمليات الباهظة الثمن قليلة جدا في أغلب الدول الإفريقية جنوب الصحراء، بحكم قلة الإمكانيات المالية لفرق كرة القدم، فإن الظاهرة تعرف انتشارا متزايدا في السنوات الأخيرة في دول شمال إفريقيا ومن بينها المغرب، إذ تشهد عمليات تهم التقليص من الوزن وتبييض الأسنان، ويمكن أن تذهب إلى حد تكبير العينين وتحسين صورة "الحواجب" والأظافر، وهي عمليات تحتاج لموارد مالية كبيرة. التلفزيون ساهم في انتشار الظاهرة من بين العوامل التي ساهمت بشكل كبير في الفترة الأخيرة في انتشار الظاهرة، النقل التلفزي للمباريات عبر قنوات محلية وعالمية كثيرة، والذي جلب جماهير جديدة من الشباب ورواد مواقع التواصل الاجتماعي عبر العالم، إذ يرى اللاعب بمجرد ولوجه لأرضية الملعب، أنه متابع من الملايين عبر العالم، يمكن أن يكون ضمنهم وكلاء للاعبين وعملاء لشركات إشهار عالمية وعاملون في "ماركات" كبيرة للموضة أو التجميل أو غيرها. ويجد اللاعب البيئة مناسبة خلال مباراة لكرة القدم لتقديم نفسه، على أنه لاعب "وسيم" و"مثير للاهتمام" بدنيا، قبل التفكير حتى في أسلوب لعبه وطريقة أدائه بالملعب، وهو ما يدفعه في غالبية الأحيان إلى اللجوء إلى عمليات التجميل لتغيير ملامحه أو مناطق في جسمه. وبات اليوم الرياضيون يولون أهمية قصوى للظهور التلفزيوني، إذ صار الجمهور بشكل عام يتابع قصات شعر جديدة وغريبة، يحاولون من خلالها جذب الاهتمام، فيما يفضل البعض الآخر صرف الملايين في الخفاء لتحسين المظهر. المغرب رائد إفريقيا تحدثت تقارير إعلامية كثيرة في الفترة الأخيرة، عن الإمكانيات اللوجيستيكية التي باتت تتوفر عليها المملكة في هذا المجال، إذ ارتفعت أرقام السياح الذين يفضلون المغرب من أجل القيام بعمليات التجميل بشكل لافت. ويكفي أن تقوم بجولة في بعض الأحياء الراقية بالبيضاء، لتكتشف ظهور مراكز ومصحات وصالونات تجميل بقوة خلال السنوات الماضية، إذ يعمل بها أطباء تجميل يملكون خبرة كافية وسمعة جيدة، تكسبهم شهرة زائدة عالميا. وإلى جانب الريادة قاريا، فإن المغرب يعتبر من بين أكبر الدول العربية في هذا المجال، إلى جانب السعودية ولبنان والإمارات والأردن، بناء على تقارير إعلامية متعددة، أكدت أيضا أن اللجوء إلى هذه العمليات لا يقتصر فقط على الجانب النسوي، وإنما حتى على الرجال. وأكدت الجمعية الدولية للجراحة التجميلية، في تقاريرها الأخيرة، أن الدول العربية تعرف عشرات الآلاف من عمليات التجميل سنويا، بل باتت قبلة للأوربيين والأمريكيين بالنظر إلى قلة تكاليفها المالية. وتحدثت الجمعية أنه من بين أكثر عمليات التجميل انتشارا في العالم العربي، هناك "تجميل البشرة" و"إزالة الشعر بالليزر" و"شفط الدهون" و"تقشير الجلد" و"تجميل تشوهات الأنف". الكلفة وأماكن الانتشار تتراوح كلفة عمليات التجميل بالمغرب، ما بين 30 ألف درهم و50 ألفا، بالنسبة إلى العمليات الأوسع انتشارا، والتي تهم تجميل مناطق في الوجه أو الجسم، فيما يتقلص الرقم ما بين 1000 درهم إلى 5000 درهم في العمليات البسيطة مثل الحقن ب"البوتوكس"، حسب موقع "تجميلي" الشهير. ويوفر المغرب أثمنة مناسبة مقارنة بدول عربية أخرى رائدة هي هذا المجال، فيما تعرف الأثمنة بأوربا وأمريكا أرقاما قياسية، وهو ما جعل المملكة قبلة مهمة وكبيرة لرواد التجميل في السنوات الأخيرة. وتنتشر أبرز المصحات والعيادات وصالونات التجميل الكبيرة بالبيضاء ومراكش والرباط، فيما بدأت بعض المراكز في الظهور أخيرا بمدن كبيرة مثل أكادير وطنجة. إنجاز: العقيد درغام

رحيل هنري ميشيل ... مدلل الحسن الثاني

مباراتا أوكرانيا وسلوفينيا بجنيف

مقالات ذات صلة