جدل بلا حدود

مواطنون يختلفون في تقييم سلبيات استعمال التكنولوجيات الحديثة يطفو جدل كبير على السطح كلما أثير النقاش حول الأنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، خصوصا بين فئة تعارضها بشكل صريح، وتعتبرها آفة دخيلة على العائلات المغربية، وكانت السبب في ضياع المبادئ والقيم والتقاليد المحلية، وبين فئة أخرى ترى فيها هبة من السماء، استطاع العالم بفضلها أن يصبح قرية صغيرة تتواصل مع بعضها، إضافة إلى أنها فضاء افتراضي يحفظ ذاكرة العالم، ويوثق الأحداث البارزة بالصوت والصورة. إنجاز عصام الناصري ومصطفى شاكري –تصوير: (عبد اللطيف مفيق وعبد الحق خليفة) الهاتف لا يفارقني الأنترنت أخذ منا الكثير، لم نعد نشعر بقيمة الوقت، بعض الأحيان يود الشخص قضاء أغراضه ويتخلف عن مواعده بسبب انشغاله بمواقع التواصل الاجتماعي، أو مشاهدة فيلم أو مقطع فيديو. لا أخفيكم أني لا أفارق الهاتف في البيت والشارع والعمل، حتى أصبح ذهني مرتبط كليا بالأنترنت. لم أعد قادرة على الاستغناء عن الهاتف. يمكن أستغني عن أمور مهمة مثل العائلة أو وجبة أكل بسببه، واعتبر أنه يسلب الشخص نصف حياته، كما أن علاقاته الاجتماعية تصبح جميعها في المجال الافتراضي. سكينة (مستخدمة) لهو كنت أستعمل الأنترنت بكثرة، حتى وصلت مستوى الإدمان، إذ كنت منقطعا عن الواقع، ولم أعد أبالي بعائلتي وأصدقائي وجيراني، وفي مرحلة من حياتي قمت بتقييم فخلصت إلى نتيجة اكتشفت معها أني لا أستفيد من الأنترنت، بقدر ما أضيع وقتي، فقررت أن آخذ مسافة فاصلة عنه. وبحكم عملي البسيط لا أجدني أستعمل الأنترنت في ما هو مهني بل من أجل اللهو فقط. عيسى (بستاني) منتوج غربي الأنترنت هو ما أدخل قيم الانحلال إلى العائلة المغربية، والسلوكات اللاأخلاقية، خصوصا أنه منتوج غربي بعيد كل البعد عن قيم المغاربة، والمبادئ والتقاليد التي تربينا عليها. اليوم لدي أطفال وأواجه صعوبة كبيرة في ضبط تصرفاتهم وتربيتهم، والسبب هو وسائل التواصل الاجتماعي، لأن الأسرة تربي وتقوم بدورها المعتاد، لكن حينما ينفرد الطفل بالهاتف أو الحاسوب في بيته فلا يمكن أن تراقب تحركاته. العوينة (جمعوي) عروض خاصة بالمتقاعدين كنت أتمنى لو ظهر الأنترنت في الوقت الذي كنت فيه شابا، لأني أعتقد أن أبناء ذلك الجيل كانوا سيحسنون استعماله في دراستهم، أما الآن فالمعرفة أصبحت متوفرة بشكل كبير على الأنترنت، لكن للأسف نجد أن استعمالاته غير مفيدة لدى نسبة كبيرة من الشباب. مع ذلك أود الإشارة إلى أن شركات الاتصالات وجب عليها التفكير في إحداث عروض خاصة بفئات المسنين، من أجل أن ينشغلوا بمشاهدة الفيديوهات وقراءة المقالات عوض لعب «الضامة» في الأزقة والشوارع. أحمد (متقاعد) ذاكرة العالم أعتقد أن حياتنا ستغدو مملة بدون أنترنت، رغم ما يروجه البعض أنها تستنزف الوقت، وأن جزءا من الشباب سقطوا ضحية الإدمان عليها، لكن كيف سنتواصل، وكيف سننجز أبحاثنا؟، قد يتناسى البعض أن الأنترنت يوثق ذاكرة العالم، ويوفر لنا قاعدة معلومات وبيانات لا يمكن للشخص تصور مدى ضخامتها. كوثر (طالبة) الغش في المدرسة أثّرت مواقع التواصل الاجتماعي سلبا على المستوى الدراسي للتلاميذ، الذين أصبحوا غير قادرين على التركيز في القسم، دون ذكر الإزعاج الذي يتسببون فيه طيلة إلقائي للدرس، ما يؤدي إلى تعثر وتيرة سير الدروس، فضلا عن توظيف مواقع التواصل الاجتماعي في تسريب الامتحانات والغش في الفروض المدرسية، ما يؤدي إلى غياب الشفافية بخصوص النقط النهائية، بذلك يؤثر على مردودية وجودة المدرسة العمومية. حسن بويهي (أستاذ) ابتزاز جنسي أعتقد أن الأنترنت يضطلع بأدوار إيجابية، لكنه سلاح ذو حدين، مرهون بكيفية الاستعمال. ولعل أغلب المغاربة لا يجيدون توظيف مواقع التواصل الاجتماعي بشكل جيد، إذ سبق أن توصلنا بحالات كثيرة للابتزاز الجنسي، قمنا بإحالتها على الشرطة، وتعاني النساء بشكل أخص بسبب وسائل التكنولوجيا الحديثة في المغرب، باعتبارهن الفريسة التي يترقبها المجتمع الذكوري الذي نعيش فيه. محمد بودرير (جمعوي) تفكك الأسر أدت مواقع التواصل الاجتماعي إلى تفكك عشرات الأسر المغربية، نتيجة التوظيف السيئ للتكنولوجيا من قبل الأزواج والأبناء، وصرنا نفتقد للنموذج السابق للعائلات التقليدية، التي تجمعها روابط وثيقة، في حين أضحت أسر الجيل الجديد لا تفهم معنى العاطفة، إذ ما يفرقها أكثر مما يجمعها، لذلك ينبغي إعادة النظر في طريقة التعامل مع هذه التكنولوجيا الجديدة، التي ساهمت في زيادة نسب التشتت الاجتماعي والطلاق. حسن تيجي (مستخدم) علاقات عابرة لاشك أن «فيسبوك» وغيره من التطبيقات الجديدة، سهلت مأمورية العلاقات العاطفية، خاصة العابرة منها، لكنها تؤدي في بعض الأحيان إلى نتائج لا تحمد عقباها، من قبيل التعرض للابتزاز الجنسي، وقد تصل الأمور إلى مساوئ أكبر. رغم أن التكنولوجيا سهلت التعارف بين الناس، إلا أنها سلاح خطير لابتزازهم، إذ توجد فئة تستغلها لأغراض أخرى، خاصة ما يتعلق بالقرصنة وسرقة المعلومات الشخصية. إلهام (طالبة) التدبير الجيد أساند المقولة التي تقول «الحب يأتي من النظرة الأولى». إن الحب عبر وسائل التواصل الاجتماعي ليس فاشلا في جميع الحالات، ولا يمكن التعميم، إذ توجد حالات ناجحة وأخرى فاشلة. يمكن أن تسهم عوامل السن والثقافة في فشل علاقة الحب عبر الأنترنت، خاصة في مرحلة المراهقة، التي يكون فيها الشاب أو الفتاة في سن الطيش، ولا ينظران إلى الأمور بعين العقل. لذلك، أعتقد أن الحب عبر الشبكة العنكبوتية رهين بالتدبير والعقلنة. هند خماسي (باحثة)

جدل بلا حدود

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"سلعة الشينوا" لتنزيل المخطط الاستعجالي

طريق إلى "الورقة الحمراء"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات