أصوات التميز…البحث عن المسلك الآمن

آلاف التلاميذ يخططون لمرحلة ما بعد الباكلوريا إنجاز: عصام الناصيري - تصوير : (عبد اللطيف مفيق) التأم آلاف التلاميذ حول منتدى أصوات التميز، يومي 10 و11 مارس الجاري بالبيضاء، على بعد 3 أشهر من امتحانات الباكلوريــا، إذ دخل المقبلون على الامتحــان نفقا ضيقا، يتحتــــم معه اتخاذ القــرار الصحيـح، في اختيار الجامعة أو المعهد الذي يناسب كفاءاتهم، خصوصا أن عشرات المدارس العمومية والخاصة شاركت في المنتدى، وأرسلت ممثلين عنها يعرفون بالفرص الأكاديمية والمهنية التي تفردها لطلبتها. ولم يقتصر المنتدى على التلاميذ والأساتذة، بل كان فرصة أيضا لاستعراض تجارب المسار الدراسي لشخصيات سياسية أمام تلاميذ 75 ثانوية تأهيلية بالبيضاء. أمام مبنى الإعدادية والثانوية التأهيلية الدولية التابعة لمجموعة مدارس "إلبيليا"، كان عشرات التلاميذ يتجولون، فيما كان آخرون ينزلون من الحافلات التي أقلتهم إلى منتدى "أيام أصوات التميز"، في دورته السابعة، الذي تنظمه مجموعة مدارس "إلبيليا"، والذي حل به آلاف التلاميذ، الذين يتابعون دراستهم بـ 75 ثانوية تأهيلية عمومية وخاصة، رفقة أولياء أمورهم، وثلة من المدرسين والمديرين، وبحضور سعد الدين العثماني رئيس الحكومة ونبيلة منيب، رئيسة الحزب الاشتراكي الموحد، ومديري مجموعة إلبيليا وآخرين. البحث عن التميز لعل التميز الدراسي والمهني، أكثر العوامل التي دفعت آلاف التلاميذ المقبلين على امتحان الباكلوربا إلى المشاركة في المنتدى، إذ شكل فرصة للتعرف على الآفاق المتاحة للطالب داخل المدارس والمعاهد الوطنية، بعد اجتيازه عتبة الباكلوريا، وحتى الراغبين في إتمام دراساتهم العليا بالخارج. وفي الوقت الذي كانت فيه قاعة المؤتمرات تعج بالتلاميذ وأولياء أمورهم وأساتذتهم، الذين كانوا يتابعون الكلمة التي ألقاها سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة أمامهم، كان مئات التلاميذ يتنقلون في بهو ثانوية إلبيليا، بين فضاءات تتسع حوالي مترين، خصصت لممثلين اثنين عن كل مدرسة عليا أو معهد أو جامعة، مهمتهم التعريف بالمؤسسة وإعطاء الكم الكافي من المعلومات للتلاميذ حول الدراسة بها. وعاينت "الصباح" مشاركة عدد من المؤسسات التعليمية العليا بمنتدى "أصوات التميز"، عمومية وخاصة، وأخرى دولية تفتح النافذة أمام الكفاءات الصاعدة لإتمام المسار بفرنسا وأمريكا وإنجلترا، ومن بينها المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بالبيضاء، والمدرسة الوطنية للهندسة المعمارية بالرباط، والمعهد الوطني للتجارة وإدارة المقاولات، بالإضافة إلى جامعتي عين الشق وابن امسيك بالبيضاء، و كلية علوم التربية بالرباط، وغيرها من المدارس. وقال عمر، موفد كلية علوم التربية بالرباط إلى المنتدى، وهو طالب في سنته الأخيرة من الإجازة بالكلية ذاتها، "هناك إقبال كبير من قبل التلاميذ، يسألون عن جميع التفاصيل، وعن شروط الولوج وعن الآفاق المهنية التي تتيحها الدراسة بكليتنا"، مضيفا أن "مسؤولي الكلية حرصوا على أن نشارك في هذا المنتدى، لأنهم وفروا لنا الإمكانيات المادية واللوجيستكية للتعريف بمؤسستنا في أوساط الطلبة المستقبليين". وكان موفد آخر عن الكلية نفسها، يقف إلى جانب عمر، وهو منهمك في شرح نظام الدراسة في كليته، حينما تحلقت حوله ثلاث تلميذات، كن يقتربن منه لسماع حديثه، جراء الضوضاء التي كانت تملأ المكان، وقال الطالب الشاب "إن الكلية تضطلع بمهمة تكوين أطر في مهن التدريس، وتزودهم بديداكتيكات التربية، كما أنها تمكن طلبتها من متابعة دراستهم بسلك الماستر والدكتوراه". ورد المتحدث ذاته عن سؤال تلميذة "محجبة" حول ماستر"تدريس التربية الجمالية وتدبير مهام الفن والثقافة" قائلا "لولوج هذا الماستر يجب أن يكون الشخص حاصلا على تكوين في ميدان الموسيقى لا يقل عن أربع سنوات، إما من المعهد الوطني العالي للموسيقى أو ما يعادله، لأن الكلية لا تعلم الموسيقى بل تزود الأشخاص المكونين فيها بالمهارات التربوية والبيداغوجية و تقنيات التدريس". طرائف "القادة" لعل أكثر الطرائف إثارة خلال منتدى أصوات التميز، هو لحظة إفشاء سعد الدين العثماني سر رسوبه في الباكلوريا، دخل إثره الحضور الذي قدر بالآلاف، في نوبة ضحك كبيرة، إذ فاجأ العثماني التلاميذ المقبلين على الاختبارات، خصوصا بعدما أردف أنه كرر مرتين في كلية الطب، الأولى بسبب الاعتقال، والثانية نتيجة إعلان سنة بيضاء. وأما نبيلة منيب، رئيسة الحزب الاشتراكي الموحد، فلم يخل كلامها من الطرائف أيضا خلال مشاركتها في المؤتمر الافتتاحي لمنتدى أصوات التميز، خصوصا حينما كان العثماني يتحدث عن إعادته سنة دراسية بسبب السنة البيضاء، والتفت ناحية منيب، محركا رأسه وكأنه كان يود القول "هل تتذكرين"، لكنها أجابته بصوت مرتفع ممزوج بالضحك "لا نتا راك كبر مني"، وهي الجملة التي انفجرت القاعة ضحكا بمجرد سماعها. واغتنمت منيب كلمتها للثناء على مصطفى ربيع الأندلسي وشقيقته سلوى، مسيري مقاولة مجموعة مدارس "إلبيليا"، التي قالت عنها "المجموعة استثمار وطني مبني على التربية والقيم، التي استقاها القائمون عليه من والدهم رحمه الله وأمهم السيدة آسية الودغيري التي تحضر معنا اليوم". مؤسسة طموحة بلغت مؤسسة التعليم الإعدادي والثانوي "ليون أفريكان" مستوى أصبحت تراهن فيه على معدل نجاح في الباكلوريا يصل إلى نسبة 100 بالمائة، وذلك سنتين بعد إنشائها في ماي 2016، من أجل تعزيز بنية مجموعة مدارس "إلبيليا"، التي اشتغلت عقودا في الميدان، منذ تأسيسها سنة 1966، صنعت خلالها مسارا طبعته إنجازات مهمة. ولعل من بين أسباب نجاح مؤسسة "ليون أفريكان"، اهتمامها بفضاء تربوي يتلاءم مع الأهداف المسطرة في الرفع من جودة خدماتها التعليمية، إلى جانب اعتمادها على تجهيزات متطورة، تحتوي على أحدث التكنولوجيات، لتسهيل ظروف تكوين وتربية وتنمية شخصيات أزيد من ألف و300 تلميذ، منذ الأشهر الأولى من انطلاقها. ومن بين المرافق الحيوية التي تتميز بها هذه المؤسسة، والتي تزيد من منسوب ثقة الأسر فيها، مسبح نصف أولمبي، وفضاء للألعاب الرياضية المختلفة من طابقين، وكذا جدار للتسلق، بالإضافة إلى مدرج تصل طاقته الاستيعابية إلى 400 مقعد. وتنتمي مؤسسة "ليون أفريكان"، إلى صنف مؤسسات التعليم الأجنبي بالمغرب "ميسيو". يذكر أن الحفل الذي نظم لمناسبة افتتاح المؤسسة قبل سنتين، حضره عدد من المسؤولين رفيعي المستوى، من قبيل "أرنود دي سيري"، القنصل العام الفرنسي في الدار البيضاء، وكبار مسؤولي الوكالة من أجل التعليم الفرنسي في الخارج (AEFE)، ومسؤولو خدمات التعاون والأنشطة الثقافية، إلى جانب مجموعة من مديري المؤسسات الفرنسية المحلية، ووجوه معروفة من عالم الثقافة والفنون والاقتصاد. أجواء كان محيط مؤسسة "ليون أفريكان" بالبيضاء يعيش على وقع حركة دؤوبة للراجلين والسيارات وسيارات النقل المدرسي، إذ بمجرد انطلاق أشغال المنتدى في تمام التاسعة والنصف صباحا من السبت الماضي، بدأ توافد التلاميذ على المؤسسة، سواء الذين يدرسون بها وبالوحدات التابعة لها، أو الذين جاؤوا من 75 ثانوية تأهيلية عمومية وخاصة بالبيضاء، بالإضافة إلى الأسر التي حرصت على حضور المنتدى، من أجل التعرف على الفرص المتاحة لأبنائهم، كما أن بعضها جلبت رفقتها أطفالا لم يصلوا بعد إلى مستوى الباكلوريا قصد الاستئناس بجو المنتدى، الذي شكل فرصة لا تعوض، إذ استقطب حوالي 4 آلاف تلميذ، سيتمكنون من خلال النقاش وتبادل الرؤى من اتخاذ القرارات الصائبة، التي ستنعكس على مستقبلهم الأكاديمي والمهني. وخصصت مؤسسة "ليون أفريكان" عدة فضاءات لإقامة أنشطة المنتدى، إذ أفردت قاعة للمؤتمرات والندوات والورشات، أعطيت منها انطلاقة النسخة الحالية، باللقاء الافتتاحي الذي انطلق بكلمة مصطفى الأندلسي مدير المجموعة، تلاه العثماني ثم منيب، بالإضافة إلى عبد المومن طالب، مدير الأكاديمية الجهوية للتربية التكوين بالبيضاء. كما خصصت فضاء مفتوحا لمختلف المعاهد والمؤسسات الجامعية العمومية والخاصة من أجل تقديم تفاصيل ومعلومات حول نظم الدراسة بهاته المؤسسات وشروط القبول فيها.

أصوات التميز…البحث عن المسلك الآمن

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الطالبي: أنا وزير "ماشي شفار"

فرقة أمنية مزورة اغتصبت 8 فتيات

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات