ندرة الأمطار أضعفت الموسم الفلاحي بدكالة

التساقطات تراجعت بحوالي 50 في المائة مقارنة بالموسم الماضي أكدت مصادر من المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي بدكالة أن التساقطات المطرية لم تتجاوز بمجموع تراب إقليمي الجديدة وسيدي بنور 120 ميليمترا، بينما كانت في الفترة نفسها من الموسم الماضي وصلت 240 ميليمترا بنقص قدرته المصادر ذاتها بـ50 في المائة معتبرة تلك التساقطات إلى حد الآن ضعيفة وغير مشجعة في منطقة تعتمد زراعة حبوب خريفية في مساحة بورية تصل 94 في المائة من المساحة الإجمالية المزروعة، ما يعني أن الموسم الفلاحي الحالي يظل بشكل كبير تحت رحمة التقلبات المناخية.إلى ذلك، كان اجتماع عقد، أخيرا، لتقييم حصيلة تقدم الموسم الفلاحي بدكالة، خلص إلى أن ندرة التساقطات أدخلت يأسا كبيرا في قلوب السواد الأعظم من فلاحي المنطقة، التي تعد خزانا هاما من الحبوب واللحوم والحليب، وكان التشاؤم خيم على أشغال هذا الاجتماع، خاصة أن المساحة المزروعة المؤمنة من الحبوب بشتى أنواعها لا تتجاوز 18 ألف هكتار من أصل 135418 هكتارا.وأكد محمد لفحل بن الشرقي، عضو الغرفة الفلاحية الجهوية لدكالة عبدة ورئيس اللجنة الإقليمية للفلاحة بالجديدة، في تصريح ل»الصباح» أن التساقطات المطرية تأخرت بشكل كبير في هذه الفترة من الموسم الفلاحي، التي تحتاج فيها المزروعات إلى كميات هامة من الماء الضروري لنمو طبيعي يصمد في وجه الظروف المناخية وفي مقدمتها الجريحة، وأضاف بن الشرقي أن ندرة الأمطار أضعفت الموسم الفلاحي الحالي بنسبة 40 في المائة، خاصة الأراضي الفلاحية ذات التربة الرملية.وأشار بن الشرقي إلى أن قلة كميات الأمطار بدكالة لم يسلم من آثارها السلبية أي قطاع فلاحي، مبرزا أن في مجال التسمين تراجعت أثمنة الغنم بحوالي 20 في المائة، مقارنة مع فصل الصيف الأخير، ما من شأنه خلق اختلالات خطيرة في الاقتصاد القروي المعتمد أساسا على تربية المواشي. وفي هذا السياق، أوضح رئيس اللجنة الإقليمية للفلاحة أن أثمنة الأعلاف بجميع أنواعها ارتفعت بنسبة 100 في المائة، إذ أكد أن سعر علف الشمندر ارتفع من 1.50 درهم إلى 3.25 دراهم للكيلوغرام والنخالة من 1.50 درهم إلى 2.75 درهم للكيلوغرام، والعلف المركب للحليب من 1.60 درهم إلى 3.60 دراهم للكيلوغرام والتبن من 10 دراهم إلى 17.50 درهم للبالة. وأبرز لفحل أنه إذا ما استمر الوضع على حاله، فإن ذلك سيضر بإنتاج الحليب الذي ستتناقص إنتاجيته بشكل كبير جدا وسيضطر الفلاح إلى بيع بقرة لإطعام أخرى.وبخصوص الخضر والبواكر، اعتبر بن الشرقي أن الفلاح يراكم خسارات متتالية، وأعطى مثالا على ذلك أن الكيلوغرام من البطاطس يكلف 2 دراهم بينما يتم بيعه بسعر 1.40 درهم في ظل فوضى تطبع السوق الداخلي وتوقف التصدير الخارجي .وختم محمد لفحل بن الشرقي بالقول إن الدولة لحد الآن لم تقم بأي بادرة لمساعدة الفلاحين لتجاوز هذه المرحلة الصعبة من الموسم الفلاحي الحالي، وطالب وزير الفلاحة بعقد اجتماع طارئ مع الفلاحين للاطلاع على ما آلت إليه الأوضاع من تدهور في منطقة تعد دعامة إستراتيجية في الأمن الغذائي ببلادنا.من جهة أخرى، يلوم فلاحو دكالة المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي باعتباره يبخل عليهم بمياه السقي والتي حددها في 4 أيام في الشهر، التي يراها الفلاحون غير كافية ويطالبون بأكثر من ذلك لإغاثة الحبوب، خاصة أن الأنباء القادمة من المركب المائي المسيرة الحنصالي تؤكد أن حقينته تتوفر على 3.1 ملايير متر مكعب من الماء بنسبة ملء تصل إلى 91 في المائة، وأن دكالة خصصت لها حصة مائية تقدر ب650 مليون متر مكعب، استهلك منها لحد الآن 131 مليون متر مكعب.ويرى متتبعون للشأن الفلاحي بدكالة أن انحسار التساقطات، من شأنه أن يغذي موجات قلق بالمنطقة، التي لم تتح لها الفرصة للانعتاق في إطار مخطط المغرب الأخضر من مخلفات سنوات جفاف سابقة وانسداد آفاق التسويق في وجه الخضر والبواكر منذ حرب الخليج الأولى سنة 1990، كما أنه يدفع إلى موجات هجرة قروية نحو التجمعات الحضرية بدكالة مع ما يرتبط بذلك من ظواهر اجتماعية سلبية مرافقة.وكان المتتبعون أنفسهم أكدوا أنه في ظل محدودية التأمين ضد الجفاف، يتعين على الدولة أن تبادر إلى إجراءات لها من الفعالية، ما يجعلها ترقى إلى مبادرات حقيقية لإغاثة الحرث والنسل في هذة المنطقة الفلاحية المهمة. تراجع زراعة الشمندر من 22 إلى حوالي 6 آلاف هكتارأحجم المكتب الجهوي بدكالة عن تجاوز حصة 4 أيام حتى لا ترتفع مديونية الفلاحين بخصوص مياه السقي، في ظل ظروف منطقة سقوية سفلى وعليا تتسم هذا الموسم بتراجع زراعة الشمندر السكري من 22 ألف هكتار إلى حوالي 6 آلاف هكتار، وذلك على شكل ردة فعل من طرف المنتجين على حصيلة الموسم الماضي التي اتسمت بحصدهم خسارات كبيرة مترتبة عن هزالة ثمن الشمندر والأعطاب المتكررة التي لحقت المعمل، ما تسبب في تعفن المنتوج، وكذلك المشاكل المرتبطة بوسائل النقل، بل هناك من اعتبر أن إغلاق معمل الزمامرة كان ضربة قاضية لقطاع الشمندر السكري بالمنطقة. عبدالله غيتومي (الجديدة)

ندرة الأمطار أضعفت الموسم الفلاحي بدكالة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

معدل النمو متوقف على الأمطار

فلاحو جهة مراكش يتنفسون الصعداء ويطالبون بالدعم

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات