معدل النمو متوقف على الأمطار

بنعلي المحلل الاقتصادي قال إن وتيرته لن تتعدى 3.5 في المائة في حال لم تمطر أكد عدد من المحللين الاقتصاديين أن معدل النمو ما يزال مرتبطا بشكل بنيوي بأداء القطاع الفلاحي رغم بعض التحسن المسجل خلال السنوات الأخيرة على مستوى الأنشطة غير الفلاحية، ما ساهم في تقليل تأثيرات المحصول الفلاحي على وتيرة النمو، لكن ما يزال معدل النمو يتوقف بشكل كبير على الموسم الفلاحي، خاصة محصول الحبوب، إذ في حال كان المحصول ضعيفا، فإن المغرب يضطر إلى استيراد الحبوب بكميات كبيرة لسد الخصاص، مع ما يعني ذلك من تأثير على توازنات الميزان التجاري وميزان الأداءات، كما يؤثر ذلك على الميزانية العامة من خلال الغلاف المخصص لدعم الحبوب لضمان استقرار سعر الخبز، الذي يعد مادة إستراتيجية.في السياق ذاته، فإن ضعف المحصول الفلاحي يؤثر على مداخيل العالم القروي وعلى الاستهلاك ما ينعكس على معدل النمو. ومن خلال تتبع تطور معدل النمو خلال العقدين الأخيرين، يتضح أن وتيرة النمو تظل مرتبطة بأداء القطاع الفلاحي، إذ تكون نسبة النمو مرتفعة، خلال المواسم الفلاحية الجيدة، وتنخفض خلال السنوات العجاف.وفي هذا الإطار، أكد إدريس بنعلي، في تصريح ل «الصباح» أن تأخر التساقطات سيؤثر على الزراعات الخريفية، وأوضح أنه في حال لم يعرف المغرب تساقطات خلال الأسابيع المقبلة، فإن محصول هذا الموسم، سيكون في أحسن الأحوال متوسطا أو دون المتوسط، ما سينعكس بكل تأكيد على وتيرة النمو، مضيفا أنه في هذه الحالة لن يتعدى معدل النمو 3.5 في المائة. وإذا كان معدل النمو بالمغرب، خلال ثمانية أعوام الأخيرة، اكتسب نوعا من الاستقلالية النسبية عن التقلبات المناخية، بفعل بروز قطاعات جديدة واعدة ساهمت في رفع مستوى معدل النمو غير الفلاحي، فإنه رغم هذه المؤشرات الإيجابية ما تزال وتيرة النمو بطيئة، بالمقارنة مع بعض البلدان المنافسة والمماثلة للمغرب، كما تظل وتيرة النمو مرتبطة بشكل وثيق بالتقلبات المناخية. وتجدر الإشارة إلى أن التصريح الحكومي حدد نسبة نمو الناتج الداخلي الإجمالي السنوي في 5.5 في المائة، في حين أن عددا من المحللين الاقتصاديين يشككون في قدرة الاقتصاد الوطني على النمو بهذه الوتيرة طيلة خمس سنوات المقبلة، ما دام أن هناك عوامل خارجية تؤثر على أداء عدد من القطاعات الاقتصادية، ومن أهم هذه العوامل التساقطات المطرية، التي تؤثر بشكل واضح على القطاعات ذات الصلة، إذ أن استهلاك العالم القروي يتراجع إذا كانت حصيلة الموسم الفلاحي ضعيفة، ما ينعكس على الناتج الداخلي الإجمالي بشكل عام. كما أن الظروف الصعبة التي يمر منها الاقتصاد العالمي ستؤثر على مستوى النمو بالمغرب، علما أن الاتحاد الأوربي، الذي يعتبر الشريك التجاري والاقتصادي الأول للمغرب سمر من أزمة لم يشهد مثيلا لها منذ عقود.لكن ما زال مبكرا الحديث عن حصيلة الموسم الفلاحي الحالي، إذ في حال عرفت الأسابيع المقبلة تساقطات، فإن الأضرار ستكون محدودة ولن تتأثر وتيرة النمو بشكل كبير، غير أنه في حال لم تشهد الأسابيع المقبلة، كما جاء ذلك على لسان عدد من المزارعين، تساقطات، فإن الزراعات الخريفية ستتضرر بشكل كبير، خاصة الحبوب، وفي هذه الحالة لن يصل معدل النمو إلى المستوى الذي حددته الحكومة في برنامج عملها.يشار إلى أن السياسات العمومية ركزت في العقد الأخير على الإستراتيجيات القطاعية، من أجل دعم الأنشطة غير الفلاحية وتقليص تبعية الاقتصاد الوطني للتقلبات المناخية، لكن ما تزال استقلالية الاقتصاد تجاه القطاع الفلاحي محدودة، رغم تسجيل بعض التحسن على مستوى وتيرة نمو الناتج الداخلي الإجمالي غير الفلاحي. ع . ك

معدل النمو متوقف على الأمطار

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

موجة البرد تؤثر على أسعار الخضر

ندرة الأمطار أضعفت الموسم الفلاحي بدكالة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات