الركود يلهب المنافسة بسوق الأجهزة المنزلية

عروض متنوعة وتخفيضات في الأسعار وصيغ تمويل دون فوائد أكوام من الملصقات ملقاة في أبواب العمارات أو توزع من قبل شباب عند إشارات المرور تتضمن عروض مختلف موزعي التجهيزات الإلكترو منزلية. ووعود بتخفيضات وتسهيلات في الأداء وهدايا لمن يقصد المتاجر المعلنة عن هذه العروض. المنافسة على أشدها بين مختلف الموزعين. وهناك عروض تجمع بين عدد من التجهيزات الكهرو منزلية في عرض واحد، مثل ثلاجة وتلفزيون وآلة غسيل أو ثلاجة ومطبخ وميكرو أوند. ومن أجل رفع مستوى الإثارة أكثر تقترح بعض المساحات التجارية تمويلا دون فوائد. واحتدت المنافسة بين الشركات وموزعي التجهيزات بعد النتائج المسجلة خلال السنة الماضية، إذ عرف رقم معاملات القطاع شبه ركود. تشير معطيات مكتب دراسة السوق "KFG" أن رقم معاملات سوق التجهيزات الإلكترومنزلية عرف نموا متواضعا، خلال السنة الماضية، لم تتجاوز نسبته 0.3 %، مقارنة بـ 2016، ليستقر في حدود 6 ملايير و800 مليون درهم. وكانت التجهيزات الإلكترومنزلية كبيرة الحجم، مثل الثلاجات وآلات الغسيل، الأكثر تأثرا بحالة الركود، إذ لم يتجاوز رقم معاملاتها 0.2 %. وساهمت سياسة الأسعار التي ينهجها مختلف المتدخلين في السوق في تشجيع المستهلكين على الإقبال على منتوجات التجهيز المنزلي، كما أن دخول منتوجات من مصر وتركيا، بعد توقيع المغرب على اتفاقيات التبادل الحر مع هذين البلدين، جعل الأسعار تعرف انخفاضا متواصلا. وهكذا سجلت أسعار الثلاجات انخفاضا، إذ يناهز متوسط السعر 4 آلاف درهم، في حين تراجعت أسعار آلات الغسيل الأوتوماتيكية بناقص 3.4 في المائة، حسب أحد المهنيين، وبذلك أصبح متوسط السعر في حدود 3 درهم آلاف درهم، بل هناك ماركات تعرض بأسعار أقل. ويعتمد الموزعون على تخفيض الأسعار والعروض السخية من أجل جلب الزبائن، إذ يسعى معظم المستهلكين إلى استغلال العروض التجارية الخاصة،التي تعرضها متاجر الأجهزة الكهرومنزلية، ويسارعون إلى الاستفادة من العروض الفريدة قبل غيرهم، مخافة نفاد الكمية لدى الموزعين. لكن تخفيض الأسعار لوحده لا يكفي، إذ هناك بعض الموزعين الذين ينهجون سياسات تسويقية تعتمد، إضافة إلى التخفيضات، على الخدمة بعد البيع. كما أن البعض منهم تربطه اتفاقات شراكة مع بعض شركات التمويل من أجل منح قروض للراغبين في اقتناء هذه التجهيزات دون أسعار فائدة. وأشار أحد بائعي التجهيزات المنزلية إلى أن النسبة الكبرى من المقتنيات تمول عن طريق القروض. لذا فإن بعض المساحات التجارية الكبرى سمحت بفتح مكاتب تمثيل لشركات التمويل من أجل تسهيل الولوج إلى مصادر التمويل بالنسبة إلى الراغبين في اقتناء هذه المنتوجات، كما تعمل هذه المساحات بشراكة مع الشركات المصنعة على تخصيص عروض تحفيزية تهم أغلب فترات السنة. ورغم كل التسهيلات التي اعتمدها الموزعون، فإن نشاط القطاع عرف ركودا، خلال السنة الماضية. وأرجع أحد المهنيين ذلك إلى الوضع الاقتصادي، بشكل عام، وإلى الركود الذي يعرفه قطاع الإنعاش العقاري، إذ سجل تراجع ملحوظ، خلال السنة الماضية، في مبيعات الشقق. وأوضح أنه عندما يكون الإقبال على اقتناء الشقق، فإن ذلك ينعكس على كل القطاعات المرتبطة بتجهيز المنزل، مثل التجهيزات الإلكترومنزلية. وتشير إحصائيات مكتب الدراسات "KFG" إلى أن الأفرنة كانت الأكثر تأثرا بحالة الركود، إذ تراجعت مبيعاتها بناقص 9 في المائة، تليها الثلاجات بناقص 6 في المائة، نتيجة تراجع مبيعات الثلاجات المجمدة بناقص 11 في المائة، مع انخفاض طفيف في فئة الثلاجات غير المجمدة بناقص 2 في المائة، وكذا المجمدات المسطحة بناقص5 في المائة. وعرفت مبيعات آلات التصبين تراجعا بناقص 3 في المائة خلال السنة الماضية، هم بوجه خاص المنتوجات ذات القدرة التشغيلية بين 5 و6 كيلوغرامات، وتلك ذات القدرة العالية، ما فوق 7 كيلوغرامات، متأثرة بمنافسة آلات التصبين نصف الأوتوماتيكية، التي تتميز بسعرها المنخفض وسهولة استخدامها. سحابة عابرة اعتبر عدد من المهنيين بقطاع التجهيزات المنزلية أن حالة الركود التي مر منها القطاع، خلال السنة الماضية، سحابة صيف عابرة، ويتوقعون أن تعرف المبيعات انتعاشا، خلال السنة الجارية. وتعتزم شركات بيع التجهيزات الإلكترومنزلية توسيع شبكة محلاتها، خلال السنة الجارية لتغطية المناطق التي لا توجد بها. ويتوقع المهنيون أن تسجل المبيعات ارتفاعا مع نهاية 2018 بنسبة لا تقل عن 7 %. عبد الواحد كنفاوي

الركود يلهب المنافسة بسوق الأجهزة المنزلية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تيار جديد داخل حزب بنعبدالله

القضاء يبرئ "الطرق السيارة" من جرائم الرشق بالحجارة

مقالات ذات صلة