اعتبر عبد الباري الزمزمي، رئيس الجمعية المغربية للدراسات والبحوث في فقه النوازل، ظهور بعض المغربيات على أغلفة مجلات وطنية ودولية عاريات انتهاكا لحرمة أجسادهن، "فهن ّبذلك ينزلن به إلى منزلة البضاعة، وكل من تعرض جسدها فكمن تقول إنها تعرضه للطلب لمن شاء أن يشتري، وليس ضروريا أن تعبر عن ذلك شفهيا، بل إن حالها تنطق عنها، فالجسد حرمة ومن ينتهكها فهو يفعل ذلك للإضرار به". وزاد الزمزمي، في اتصال هاتفي أجرته معه "الصباح"، أن حتى الحرية الشخصية في مفهومها الدولي والشرعي تضع حدودا للتعري، "هناك في القوانين سواء المغربية أو الدولية ما يحدد هذه الحرية الفردية، فهي ليست حرية مطلقة، بل إن القانون يعاقب من يخالف الحدود والضوابط المرسومة، والحرية المطلقة مرفوضة ليس شرعا فحسب، بل حتى بالقانون، وإذا كنت تسألين عن موقف الشرع، فهو بكل تأكيد واضح، أي أن التعري أمام الناس محرم شرعا وكل من تقوم بذلك فهي ملعونة من الله عز وجل، لأن الله كرم بني آدم وعليه أن يحافظ على هذا التكريم وألا يستهين به". وقال الزمزمي إن المتعريات يحرقن أنفسهن بدعوى إضاءة الآخرين، والحال أنهن ينتهكن حرمة أجساد كرمها الله، "ولا يمكننا الحديث عن الحريات الشخصية هكذا دون ضوابط، فاستهلاك المخدرات أيضا حرية فردية، لكن القانون يعاقب عليها، فهي أيضا انتهاك لحق الصحة وغيرها، ولأجل ذلك تحرمها القوانين، وهناك أمثلة عدة في هذا الأإطار، لكن ما يجب أن نخلص إليه هو أن الحريات الفردية لها حدود، ولا يمكن أن ننزل بالإنسان إلى درجة الحيوان لنقول إنها حريته الشخصية". ض.ز