المزواري: العدالة والتنمية استحوذ على القطاعات البراغماتية

قال المهدي المزواري، عضو الفريق النيابي للاتحاد الاشتراكي، إن حزب العدالة والتنمية حرص على التشبث، ضمن التشكيلة الحكومية التي يقودها، بالقطاعات البراغماتية والتي ليس بها مشاكل بنيوية حتى يحقق حصيلة إيجابية، مؤكدا أنهم تشبثوا بالقطاعات التي سوف تحقق مردودية سياسية وانتخابية. وأبرز أن تعيين امرأة واحدة ضمن الفريق الحكومي يمثل أول وأكبر هزة في مسار الحكومة الجديدة، معتبرا أن ذلك يشكل تناقضا مع مبدأ المناصفة الذي نص عليه الدستور. لماذا تخلى وزراء العدالة والتنمية عن القطاعات الاجتماعية؟ما يلاحظ هو أن حزب العدالة والتنمية ظل طيلة هذه السنوات التي مارس فيها المعارضة يبني مرافعاته على القطاعات الاجتماعية الأساسية، وعلى رأسهــا التعليم والصحة، إلا أنه ومع بدء هيكلة الحكومة سمعنا أنهم لجؤوا إلى وضع رؤية استراتيجية في تقسيم المجالات الكبرى للعمل الحكومي، المجال السيادي والمجال الاقتصادي والحكامة والمجال الاجتماعي. الغريب اليوم هو أن حزب العدالة والتنمية تصرف بمنطق الاستحواذ على القطاعات البراغماتية أو التي ليس بها مشاكل بنيوية، وثانيا يتجنبون المغامرة في هذه القطاعات حتى لا يحسب عليهم فشل تدبيرها، وثالثا اتضح أن حزب العدالة والتنمية، الذي هو الحزب الأغلبي داخل الحكومة، لم يتحمل مسؤولية القطاعات الاستراتيجية ذات الطابع الاجتماعي، وهم يسعون بهروبهم من هذه القطاعات إلى تحقيق حصيلة إيجابية، فهم اليوم خارج التضامن الحكومي لأنه كما تعرف فإن من يتحمل حقائب هذه القطاعات هم من يحاسب انتخابيا، لهذا نجدهم تخلوا عنها لحساب أحزاب أخرى، في حين تشبثوا بما يرون أنه قطاعات لها مردودية، سواء من ناحية المشاريع أو من الناحية السياسية أو الناحية الانتخابية بالأساس.كيف تقرؤون التشكيلة الحكومية الجديدة بامرأة واحدة؟هذه أكبر هزة يمكن أن تعرفها الحكومة الجديدة من بدايتها، وعمليا كنا ننتظر أن يكون هناك انسجام بين الخطاب والشعارات التي رفعتها الأحزاب المشاركة في الائتلاف الحكومي، وفي مقدمتها حزب العدالة والتنمية الذي دافع وزراؤه على مبدأ المناصفة والتمثيل النسوي، وهذا لا يمكن إلا أن يعتبر كارثة وتراجعا خطيرا عن هذا المبدأ، خصوصا أن الدستور لأول مرة ينص في الفصل 19 على مبدأ المناصفة، ولا وجه للمقارنة بين سياق تعيين حكومة بنكيران والحكومات السابقة التي رغم أن الدستور لم يكن ينص في عهدها على هذا المبدأ، إلا أنها كانت تراعي وتعتمد مقاربة النوع في تشكيل الحكومة. ثانيا الحكومة عرفت تراجعا من ناحية الوزارات الحزبية، ولو أن بعض الوزراء يحملون صفات حزبية، فالاستقلاليون مثلا، وهم يصرحون بهذا، قدموا وزيرين ضمن اللائحة التي تقدموا بها إلى رئيس الحكومة لا يحسبان تنظيميا على حزب الاستقلال، وبالتالي فهذا يمثل عودة إلى صيغة التقنقراط، ولكن بصبغة سياسية، إضافة إلى الوزراء المنتدبين في القطاعات الكبرى في الخارجية والداخلية التي عين على رأسها وزراء تقنقراط.وما هي طبيعة الممارسة التي ستنهجون؟سنمارس معارضة جديدة ومختلفة عن تلك التي مارسنا من قبل، والتي ستكون معارضة للسياسات والاقتراحات والمشاريع التي ستتقدم بها الحكومة. وما يدفعنا إلى قول هذا هو أننا في السابق كنا نمارس معارضة تستهدف التوجه العام للدولة ولم نكن نعارض الحكومات، واليوم سنعارض السياسات التي ستتتبعها الحكومة، وحتى في المنظومة القيمية، لأنه الملاحظ اليوم أن الوزيرة الوحيدة في الحكومة الجديدة لم تكن تؤيد في الكثير من الأحيان الكثير من المبادئ الديمقراطية لصالح المرأة، ومن هذا المنطلق فإننا سنمارس معارضة قيمية تجاه هذه الحكومة. أجرى الحوار: محمد أرحمني

المزواري: العدالة والتنمية استحوذ على القطاعات البراغماتية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الـعـاطـلـون خـائـفـون

الداودي: التوافق كان حاسما في توزيع الحقائب

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات