مغربيات الإمارات: بنخلوق… من “ليسي شوقي” إلى المركز العالمي

اشتغلت بالمبيعات والاتصالات والعقار قبل أن تستقطبها مؤسسة محمد بن راشد قد تكون حنان بنخلوق، من بين أكثر "البروفيلات" التي أضاءها الإعلام المغربي، سواء من خلال مقالات كتبت عنها في العديد من المجلات والجرائد والمواقع الإلكترونية المغربية، أو من خلال ظهورها في برنامج "تحقيق" لمعده ومقدمه محمد خاتم، في حلقة خاصة عن مغربيات الإمارات، عرضت على شاشة القناة الثانية، قبل سنوات. لذلك، ليس غريبا أن يرد اسمها الأول، عند سؤال أي باحث عن نماذج مشرقة لمغربيات مقيمات في الإمارات ويتبوأن منصبا مهما. تعمل حنان اليوم في تخصص صعب وحيوي وليس متاحا للجميع. يتعلق الأمر بإدارة وتطوير الرأسمال البشري والمهارات القيادية وروح المقاولات، التي تستلزم الكثير من الثقافة والمعرفة والتفهم والصبر وسعة الصدر، وإدراكا لعلم النفس ومكنونات النفس البشرية وقدراتها. وقبل أن تؤسس شركتها الاستشارية الخاصة، مرّت حنان من عدة مناصب وشغلت الكثير من المسؤوليات، استنادا إلى دبلوماتها وكفاءتها وخبراتها في العديد من المجالات من بينها المبيعات والتسويق والاتصالات والتأمين والعقار والمجال المالي الذي عملت به في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث تابعت دراساتها العليا التي توجتها بشهادة ماجستير في إدارة الأعمال. هي ابنة عائلة بيضاوية شغف أبناؤها بطلب العلم. تابعت دراستها الثانوية ب"ليسي شوقي" الشهير بالعاصمة الاقتصادية، قبل أن تتخرج من المعهد العالي للتجارة وإدارة المقاولات، ثم تشد الرحال نحو نيويورك، حيث يقيم شقيقاها، وحيث حصلت على الماجستير في تخصصها، وعملت بعد ذلك في العديد من المجالات التي اكتسبت فيها خبرتها، رغم أن ميلها كان دائما نحو تطوير الرأسمال البشري، لذلك كانت لديها أنشطة جانبية في تطوير المقاولات الصغيرة ومساعدة أصحاب الأفكار المبتكرة لتحويلها إلى مشاريع مربحة. "كان تركيزي على فئة المهاجرين مغاربة وعربا ومن جنسيات أخرى من بلدان في طريق النمو، الذين لم يحالفهم الحظ لتطوير لغتهم الإنجليزية أو تعلمها، فكان يصعب عليهم الحصول على وظائف بدخل يناسبهم، بينما يوفر مناخ العمل في الولايات المتحدة الأمريكية، فرصا لبدء المشاريع الصغيرة لكل من يطمح إلى ذلك"، تقول حنان في لقائها مع "الصباح"، مضيفة "تطور شغفي بتوجيه المقاولين وتطوير الأعمال، فارتأيت أن أضيف إلى شهاداتي، شهادة اختصاص في استشارات وتطوير شركات الامتياز". تقيم حنان في الإمارات منذ 2005. ورغم أنها لم تكن مقتنعة بداية بالعمل في واحد من بلدان الخليج، وكانت زيارتها للبلد للسياحة وصلة الرحم مع شقيقتها المتزوجة والمقيمة في دبي، إلا أنها اقتنعت بتحويل وجهتها من بلد العم سام إلى "دار زايد"، بعد أن حصلت على منصب مديرة إقليمية لشركة امتياز في مجموعة شركات خليجية متنوعة، قبل أن تشتغل بالمركز العالمي المالي بدبي في 2010 بمجال الاستثمار رئيسة قسم التسويق الدولي، وهو المنصب الذي ستغادره نحو منصب آخر بمؤسسة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حاكم دبي، مديرة لمشاريع الابتكار والريادة بالعالم العربي، حيث وجدت نفسها في المجال الذي تعشقه أكثر، وتعتبره رسالتها في الحياة، ألا وهو تطوير الرأسمال البشري والريادة والمقاولة، لتؤسس بعد ذلك شركتها الخاصة. لدى حنان، مثلها في ذلك مثل العديدات من المغربيات المقيمات بدبي، حساسية كبرى تجاه موضوع النظرة إلى المغربية من الجنسيات الأخرى، التي لا تخلو من تلميحات وأحكام مسبقة. تقول في هذا السياق، في حديثها إلى "الصباح": "عن أي امرأة مغربية نتكلم. لسنا سواسية، وفئات المغتربات المغربيات عبر العالم متعددة، منا المرشدات الدينيات والطبيبات والمحاميات والأطر العليا والموظفات بمستويات مختلفة، وربات البيوت، منهن متزوجات من كبار الشخصيات في البلاد ممن يفخرن أن تكون المغربية أما لأولادهم ومربية لأجيالهم. ومنا أيضا من اخترن أقدم مهنة في التاريخ، وتلك حقيقة لن ننكرها ولن نخفيها. منهن من زج بهن بدافع الفقر، ومنهن من اخترن الطريق الأسهل نحو حياة الرفاهية". تركز حنان بن خلوق اليوم كثيرا في عملها على عنصري الشباب، جيل المستقبل، والنساء، نصف المجتمع، وأسست في هذا الإطار برنامجا خاصا بتطوير وتعزيز الطاقات النسوية، كل أمانيها أن تستطيع المساهمة به في تنمية المهارات بالمغرب، وهو ما تعتبره حلما لن تتوانى عن تحقيقه رغم الصعوبات، تؤكد، في لقائها مع "الصباح".

مغربيات الإمارات: بنخلوق… من “ليسي شوقي” إلى المركز العالمي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

برقية تهنئة من الملك إلى خادم الحرمين الشريفين

مسؤول صيني رفيع: العلاقات مع المغرب ستعرف تطورا ملحوظا

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات