أطفال شنقوا حقهم في الحياة

أغلبهم تلاميذ والحب وراء انتحار بعضهم وقاصر شنق نفسه ندما عاشت أنحاء مختلفة بجهة فاس، قصصا مؤلمة لقاصرين أنهوا حياتهم بطريقة درامية غير منتظرة منهم، بعدما انتحروا شنقا أو بشرب مواد سامة أو برمي أنفسهم من علو مرتفع، في مشاهد تدمي القلوب، وخلفت أخاديد وندوبا في نفوس أقاربهم. اختلفت وتنوعت وسائلهم في وأد حقهم في الحياة أهم حقوق الإنسان، وتعددت أسباب انتحارهم وظروفه. لكن موتهم وحيد متشابه ترك غصة في أفئدة ذويهم فجعوا لفقدانهم المفاجئ دون أن يجدوا أجوبة مقنعة لأسئلة حيرتهم وتحتاج إلى اهتمام رسمي، بعدما امتدت هذه الظاهرة لتجتث أطفالا سكنتهم الهموم مبكرا. الضغط والظروف العائلية والاجتماعية، من أسباب اختيار قاصرين الموت انتحارا بطريقة أسرع، بعيدا عن الأعين أو أمام الملأ كما حال تلميذ في القسم التاسع بإعدادية النهضة بتاونات، انتحر أمام زملائه بالفصل قبل وفاته بعد نقله للمستشفى بفاس. مات هذا الطفل بسبب مضاعفات شربه مادة سامة تستعمل لإبادة الفئران، ودفن سر انتحاره، كما تلميذ آخر في المستوى نفسه بإعدادية الأدارسة بفاس، عمره 14 سنة، وجد جثة هامدة معلقة بواسطة حبل مثبت بسقف غرفته بمنزل عائلته في زنقة الرباط بالحي الحسني الثاني في طريق عين الشقف. اختار الضحية منديل والدته لشنق نفسه في غفلة من أفراد عائلته الموجودين خارج المنزل، الوسيلة ذاتها لانتحار قاصر شنقت نفسها على جذع شجرة بدوار المحامدة ببني وليد بتاونات، ضدا على تزويجها لطاعن في السن ميسور الحال دون تحقيق حلمها في الزواج بمن أحبته وعاهدته على ذلك دون علم أهلها. الحب والحرمان من الارتباط بالحبيب، من أهم دوافع انتحار طفلة بمدينة صفرو شنقا، وأخرى بطهر السوق شربت سم فئران كما تلميذة بالقسم الداخلي بثانوية المنصور الذهبي بتاونات وأخرى بإعدادية علال الوديي بفاس تخلصت من كوابيسها اليومية بعد اكتشاف عائلتها علاقتها العاطفية، بالانتحار. ويبقى الندم على علاقة عاطفية فاشلة، سببا مباشرا لانتحار قاصرين كما حال طفلة أنهت حياتها على نحو مأساوي بعدما رمت بنفسها من شقة بالطابق العلوي لعمارة تسكنها عائلتها بحي الجنانات بفاس، ليصبح "من الحب ما قتل" عنوانا لقصة غرامية طالت وانتهت بتلك الفاجعة التي أدمت قلوب عائلتها. العنوان نفسه يمكن إسقاطه على قصة انتحار طفلة عمرها 12 سنة شنقت نفسها بحبل ثبتته بعمود بسطح منزل عائلتها بحي المرجة بمقاطعة زواغة، بالطريقة ذاتها لانتحار طفل يكبرها بسنتين، كان يتابع دراسته بالثالثة إعدادي، ووجد جثة هامدة معلقة بواسطة حبل بمنزل عائلته بالحي الحسني بالمرينيين. ويشكل التلاميذ المشهود لهم بحسن سلوكهم وانضباطهم، نسبة مهمة من القاصرين المنتحرين لأسباب مختلفة، قد لا تكون لها علاقة بدراستهم، كما حال طفل دوار بإقليم إفران الذي أثار انتحاره نقاشا كبيرا بعد نسبه لعدم توفره على تكاليف شراء لوازم دراسته، ما نفته عائلته ومديرية التربية الوطنية. الجدل نفسه أثير حول ظروف وأسباب انتحار تلميذ آخر بدوار بلعاجيات بحبل ثبته بسقف مرحاض قرب منزل عائلته، وانتحار تلميذ مجتهد في منتصف عقده الثاني، وجد جثة هامدة معلقا بجذع شجرة بدوار بجماعة كلاز في أول حالة انتحار تطول أطفالا بإقليم تاونات، قبل أن تتفاقم هذه الظاهرة. ويحطم هذا الإقليم القروي أرقاما قياسية في عدد حالات الانتحار الذي يطول حتى الأطفال، في قصص مثيرة من أطرفها شنق طفل عمره 13 سنة، نفسه بحبل ثبته بشجرة زيتون قرب محل سكنى عائلته بدوار أسكار بجماعة زريزر، ندما على فعل جرمي ارتكبه وأدين بسببه بالحبس الموقوف لسنة واحدة. اتهم الضحية بالتغرير بزميله وهتك عرضه بالعنف بمزارع المنطقة، ووجد نفسه في دوامة من المشاكل وتأنيب الضمير بعد الحكم عليه، إلى درجة انطوائه بعد الإفراج عنه، إلى أن حدث ما لم يكن في حسبان أحد من أفراد عائلته، باختياره الموت رأفة بسمعته الملطخة بالقيل والقال من قبل أبناء قريته الصغيرة. هذه الظاهرة المحتاجة إلى بحث رسمي عن أسبابها، طالت أيضا طفلا حافظا للقرآن الكريم، عمره 12 سنة، شنق نفسه بمنزل عائلته بدوار أفوزار بجماعة الرتبة بتاونات، وضحايا آخرين حيرت كيفية وظروف انتحارهم، معارفهم وأصدقاءهم قبل عائلاتهم المكلومة لفقدانهم المفاجئ. حميد الأبيض (فاس)

أطفال شنقوا حقهم في الحياة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"الإمهال القضائي"... طوق النجاة

رائحة الفم المزعجة... الحماية أولا

مقالات ذات صلة