عيـون الأمـن فـي قلـب الأحيـاء

هم عيون الاستعلامات الأمنية بالشوارع القادرون على فك ألغاز محيرة، فتقاريرهم حول الخلايا الإرهابية وكل القضايا حاسمة وأحد أسباب النجاعة الأمنية. تكشف أحداث كثيرة أن المخبرين نجحوا في مساعدة الأجهزة الأمنية على تفكيك خلايا إرهابية، مباشرة بعد أحداث 16 ماي بالبيضاء، إذ تكلفوا بجمع المعلومات عن جميع المتورطين في تلك الأحداث الإرهابية بالأحياء، مما مكن الأجهزة الأمنية من مراقبة المشتبه فيهم، وتتبع مسارهم، فالمخبرون هم العمود الفقري للأجهزة الأمنية ومصدر معلوماتها، خاصة مصلحة الشؤون العامة والاستعلامات العامة ومديرية الدراسات والمستندات. لا أحد يتجاهل دور المخبرين داخل الأحياء في إفشال خطط عدد من الخلايا النائمة، فقد تكلفوا برصد وتتبع تحركات بعض أفرادها، رغم ضعف إمكانياتهم المالية وغياب أي نوع من الحماية والضمانات. ورغم الأدوار المتعددة للمخبرين، إلا أن العلاقة التي تجمعهم بالسلطات المحلية والأجهزة الأمنية تبقى غامضة، خاصة من الناحية المالية، إذ لا يخضعون إلى أي تكوين حول طرق عملهم، رغم الوعود العديدة والمسؤوليات الملقاة على عاتقهم. ويعاني المخبرون، بالإضافة إلى "غموض" المبالغ التي يتلقونها من تنافس الأجهزة الأمنية حول المعلومة، ناهيك عن ضبابية مستقبلهم الذي يقتصر في بعض الأحيان على المطالبة بإدماجهم ضمن أعوان السلطة، حتى يصل راتبهم الشهري إلى 1800 درهم، ناهيك عن مكافأة الأقدمية والتعويضات العائلية، والتعويضات الخاصة بالخدمة. وتشير تصريحات أحد المخبرين بالبيضاء إلى أن الحديث عن تلقيهم امتيازات يبقى مجرد حبر على ورق، في الوقت الذي يعملون على مدار اليوم، وفي غياب أي حماية أو ضمانات من أي نوع في حال تعرضهم لأي مكروه. ويحكي المتحدث نفسه، أن جدار الصمت يحيط بمهامهم وعلاقاتهم، وأن بعضهم لا يخفي تذمره من الوفاء ببعض الوعود والمطالب التي يعتبرونها مشروعة، فالمخبرون في الأحياء الجامعية، مثلا، يتلقون وعودا بالإدماج في سلك الوظيفة العمومية، وتمنح لآخرين وعود بمساعدتهم في إنجاز مشاريعهم الخاصة، إلا أن أغلبهم يعيش وضعية مزرية جراء تجاهل "مهامهم"، رغم الوعود الممنوحة لهم، ناهيك عن الإجراءات العقابية التي تطول بعضهم في المدن والقرى، والوضعية المهنية السيئة التي يعانونها، في حال انكشاف أمرهم، دون الحديث عن الاستياء مما وصفه بـ"عدم وفاء الجهة المشغلة بالوعود التي منحتهم إياها، و عدم تسوية وضعيتهم و تحديد اختصاصاتهم، مثل تجارب دول أخرى". ويتكلف المخبرون، في غالب الأحيان، بمساعدة "رؤسائهم" في إعداد تقارير سرية يومية عن الأوضاع في مناطق نفوذهم، ومد الإدارة المركزية بإخباريات يومية عن الوضع العام بهذه المناطق، مع التركيز على توجهات الرأي العام، وشؤون الأمن، والتوجهات الدينية، والبنيات التحتية، وقطاع التعليم، وشؤون الجماعات المحلية، في حين يكلف آخرون بتجميع معطيات في تقارير توجه إلى السلطات المحلية. خالد العطاوي مواضيع الملف: "سربيس لودن"... من يراقب من؟ كباريهات وملاه… العلب السوداء المقدمـون والشيـوخ … “الريـزو” نربي مخبرين صغارا ثلاثة أسئلة: ثقافة “الحفير” الفضوليون… مخبرون بالفطرة “التخابـر”… اعلـم تحكـم عالم المال… للمعلومة ثمن “العطاية”… القوة الضاربة لـ”الزعماء” “الكارديانات”… الإنس والجن

عيـون الأمـن فـي قلـب الأحيـاء

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

ثلاثة أسئلة: ثقافة "الحفير"

ملف الصباح: "سربيس لودن"... من يراقب من؟

مقالات ذات صلة