العيـد بطعـم الانفصـال

زيجات أنهتها خلافات بسبب خروف العيد وصلت حد الاعتداء الجسدي كثيرة هي الحالات التي انقلبت فيها فرحة العيد إلى حزن ومأساة بسبب مشاكل سببها الأول والأخير خروف العيد، وأظهرت تلك الخلافات هشاشة العلاقة التي تجمع الزوجين، والتي يمكن أن تصل حد الطلاق بسب الخروف. هي حالات عرت الواقع بشأن الفهم الخاطئ للشعائر الدينية، الذي يعانيه المجتمع المغربي، الذي لم يستطع التغلب عليه، بسبب سنة مؤكدة إن لم تكن الاستطاعة في تطبيقها فلا حرج في ذلك، بل تحولت إلى واجب مؤكد، ليس من الجانب الديني وإنما من أجل المجتمع الذي كرس عادات وأعرافا وتقاليد حلت محل الدين، وأضحت تشرع باسمه. "الحولي صغير" كان عنوان الجريمة التي اقترفتها زوجة من البيضاء في حق زوجها بعد أن اعتدت عليه بالضرب المبرح أفقدته الوعي وكادت أن تحدث كارثة عظمى لولا تدخل الجيران الذين يسكنون معها المنزل نفسه، لثنيها عن مواصلة الاعتداء على زوجها الذي لم يقترف أي جرم سوى أنه أحضر كبش العيد، غير أنه لم يلق إعجاب الزوجة التي اعتبرت أنه أهانها بذلك "الحولي" وتعمد إذلالها أمام الجيران وهي التي اعتادت أن تضحي بكبش "محترم"، يحسدها عليه كل الجيران. لم تسعف كل تدخلات الجيران في تقبلها الفكرة، إذ رغم الحالة التي كان عليها الزوج وبعد استرجاعه الوعي هددته بترك المنزل وطلب الطلاق إن هو لم يغير "داك المش لي جاب"، وأقسمت بأغلظ أيمانها أنها لن تعود إلى المنزل، لتنهي بذلك علاقتها بزوجها التي استمرت سنين، بعد أن رفض مجاراتها وقرر تقديم شكوى في الموضوع. واعتبر الزوج أنه عانى الكثير لأجل الاحتفال بعيد الأضحى وظل يعمل دون توقف لتوفير ثمن الأضحية التي لم تنل إعجاب الزوجة، ليقرر رفع دعوى الطلاق للشقاق، منهيا بذلك زواجا دام لسنين عدة وأثمر إنجاب ولدين. ولا تختلف قصة زينب كثيرا عن سابقتها في حديثها ل"الصباح" عن النهاية المأساوية لعلاقتها الزوجية بعد أول عيد أضحى تمضيه في بيت الزوجية، والتي لم يكن لها ولزوجها دخل فيها بل بسبب أسرتيهما، بعد أن حضرت أمها وحماتها لزيارتها فصادف وجودهما إحضار زوجها لخروف العيد الذي اتفقت معه على أن يكون متوسطا وأن لا يغالي في الثمن، وهو ما قام به فعلا، إذ اشترى خروفا ب1600 درهم، وبمجرد أن لمحته والدتها صرخت في وجهه، "أشنو هاد المش لي جايب لابنتي"، ما أثار غضب حماتها التي اعتبرت أن الأمر تقليل من شأن ابنها خاصة بعد أن خاطبت والدة العروس العريس بالقول إن والدها بإمكانه أن يشتري لها أحسن الأكباش إن لم يكن في استطاعته هو ذلك، لتبدأ شرارة الخلافات التي لم تنته إلا في محكمة الأسرة وقرر الاثنان الانفصال، ورغم أن الحادث مر عليه أزيد من أربع سنوات، إلا أنها مازالت تعاني بسببه الكثير، وأضحت تكره شيئا اسم عيد الأضحى، بل إنها تصاب في تلك المناسبة باكتئاب شديد فقد كان لسوء فهم شعيرة دينية الأثر السلبي على حياتها التي حولها إلى جحيم لم تتمكن من تخطيه. تختلف الحكايات في شأن الخلافات التي تنجم بسب أضحية العيد إلا أنها تتوحد في شيء واحد هو سوء الفهم لتلك الشعيرة الدينية. كريمة مصلي

العيـد بطعـم الانفصـال

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

هالة قدسية مفرطة

"بؤسـاء" ضحايـا العيـد

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات