الشواطئ تحت رحمة “تجار الصيف”

إتاوات تصل إلى أزيد من 30 درهما للظفر بمكان قرب المياه و10 دراهم لركن السيارات يكثر الإقبال على الشواطئ خلال العطلة الصيفية لتفتح الأبواب أمام العديد من مقتنصي الفرص لتحقيق مداخيل طيلة فصل الصيف. وإذا كان البعض يلجأ إلى أنشطة تجارية، مثل بيع المرطبات والحلويات والوجبات السريعة على الشاطئ، فإن البعض يحول الشواطئ إلى ملكه الخاص ويفرض إتاوات على المترددين على الشواطئ، بعدما يضعون الشمسيات على الشواطئ، خاصة في أماكن إستراتيجية لإرغام المصطافين على أداء مبالغ مالية تتراوح بين 20 و 60 درهما للظفر بمكان في المساحة التي يتم "تحفيظها" بأسماء هؤلاء الفتوات. يمثل فصل الصيف فرصة بالنسبة إلى العديد من العاطلين من أجل تحقيق مداخيل وتوفير مصدر لتحسين دخل العديد من الذين لا يتوفرون على شغل قار. وهناك من يتعاطى للتجارة الموسمية على الشواطئ، من خلال عرض بعض المنعشات والحلويات ولوازم الاصطياف، في حين أن البعض الآخر لا يبذل أي مجهود ويعتمد على عضلاته لاستخلاص إتاوات من المصطافين. استياء المصطافين لا يخلو أي شاطئ من مثل هذه العينة التي تفرض على المترددين على الشواطئ دفع مبالغ مالية للسماح لهم بالجلوس في الأماكن التي يرغبون فيها على الشاطئ. ويقصد هؤلاء، في الغالب، الشواطئ التي لا تكون مكترية من قبل السلطات المحلية، إذ تجدهم في الغالب في الشواطئ الخارجة عن المدارات الحضرية. بالمقابل، فإن الشواطئ المكرية، مثل شاطئ عين الذياب، الشركة الفائزة بالصفقة هي التي تتولى تجهيز الشواطي بالشمسيات وتعيد كراءها للأشخاص الذين كانوا يسيطرون عليها في السابق، الذين يتحدرون في الغالب من دور الصفيح المجاورة للشاطئ. وهكذا وفي محاولة لاحتوائهم تعمد الشركة الفائزة بالصفقة إلى تقسيم شاطئ، عين الذياب، الذي يمتد على مسافة تصل إلى ثلاثة كيلومترات، إلى قطع تفوضها إلى شباب من أجل استغلالها بمقابل، من خلال تهيئتها بشمسيات وكراس وطاولات يتم كراؤها للمترددين على شاطئ عين الذياب. وأفاد أحد الشباب المستفيدين أن هناك أزيد من 30 منطقة يتكفل بكل واحدة منها ما بين 7 و 9 أشخاص، ما يتيح فرص عمل لأزيد من 30 شخصا، إضافة إلى العاملين بالمقاهي وفضاءات الألعاب. ويلعب هؤلاء الشباب دورا في تنظيم الشاطئ، خاصة أن الشركة فرضت عليهم توحيد ألوان الشمسيات وضمان أمن المصطافين. وأكد عثمان، الذي قدم من سيدي مومن بواسطة الطرامواي، مصحوبا بزوجته وابنتيه، أن الشاطئ أصبح أكثر تنظيما، لكنه لم يخف تحفظه على كراء الشمسيات الذي يتطلب دفع 30 درهما مقابل الاستفادة منها، واعتبر أن هذا المبلغ مرتفع، خاصة بالنسبة إلى ذوي الدخل المحدود. بالمقابل يرى خالد، شاب في العشرينات من عمره صحبة رفيقته، أن السعر مناسب، مضيفا أنه يمكن اصطحاب شمسية إلى الشاطئ وأداء 10 دراهم، إذا كان الشخص لا يتمكن من توفير المبلغ. لكن رغم التشكي من ارتفاع سعر كراء الشمسية، فإنه يصعب إيجاد مكان أو شمسية فارغة بالنسبة إلى الذين لا يأتون إلى الشاطئ إلا في الفترة الزوالية، إذ تكون كل الأماكن محجوزة . ويقدر الشباب الذين يدبرون الشاطئ عدد الوافدين على عين الذياب بحوالي 50 ألف مصطاف، في حين يمكن أن يرتفع العدد إلى أزيد من مائة ألف زائر في عطلة نهاية الأسبوع. فتوات السواحل وإذا كان شاطئ عين الذياب أصبح منظما ويخضع تدبيره لشركة مفوض لها من قبل جماعة الدار البيضاء، التي تناول تدبير الشاطئ بدورها لبعض الأشخاص، فإن شواطئ أخرى تخضع لفتوات السواحل الشاطئية، إذ يفرضون السعر الذي يريدون ويعمدون منذ الساعات الأولى من الصباح إلى "تسييج" الأماكن القريبة من المياه بالشمسيات لمنع المصطافين من الجلوس بها إلا بعد أداء مقابل مالي. هناك البعض الذين لا يتمكنون من بسط سيطرتهم على الشواطئ، فيعمدون إلى البحث عن مصادر دخل أخرى، مثل فرض نفوذهم على أماكن ركن السيارات، ويطالبون بمبالغ لا تقل عن 10 دراهم للسماح للمصطاف بركن سيارته وإلا فعليه أن يبحث عن مكان بعيد من الشاطئ، ما يضطر العديد من الذين يقبلون على هذه الشواطئ إلى أداء المبلغ. وعلمت "الصباح" أن أغلب "حراس" مرائب السيارات لا يتوفرون على أي رخصة من السلطات المحلية، بل يكتفون بارتداء "جيلي" أصفر أو برتقالي، ليصبح لهم الحق في ابتزاز مرتادي الشواطئ. ولا يتوانى هؤلاء عن استخدام العنف مع المصطافين الذين يمتنعون عن أداء المبلغ المطالبين بتسديده. ورغم العديد من حالات التعنيف التي يكون المصطافون ضحيتها، فإن السلطات لا تحرك ساكنا، ويظل هؤلاء الأشخاص فتوات الشواطئ دون منازع. عبد الواحد كنفاوي

الشواطئ تحت رحمة “تجار الصيف”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

رسائل تهديد بالتصفية ضد مسيحيين مغاربة

الشبابيك "الفارغة" تغضب الزبناء

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات