يدفعون أثمنة خيالية للاستفادة من مياه الشرب والسقي في صهاريج غير قانونية خلف تجدد المواجهات الدامية، بحر الأسبوع الماضي، بين عطشى دواوير بإقليم شفشاون، أغنى إقليم في الثروة المائية، إصابات بالغة في صفوف السكان، الذين تواجهوا بالعصي والحجارة والسكاكين، بسبب خلافات حول السقي، بعد استحواذ مافيا الماء على الصهاريج والسدود، وتدمير منابع الماء لتحويل مجاريه وجمعه، ما أثر على سكان الدواوير والحيوانات، التي تعيش في الغابة، والتي بدأت تنفق تباعا، ومنها مجموعات تنزل إلى التجمعات السكانية بحثا عن الماء. وقال أحد المتضررين إن مافيا الماء داست بأقدامها على أعراف تنظم عمليات السقي، منذ سنوات طويلة، ما خلف نزاعات بين سكان دواوير في أعالي الجبال وأخرى قريبة من الصهاريج والسدود، التي تتحكم فيها مافيا الماء، سجلت مديرية المياه والغابات في حق زعيمها 11 مخالفة أحيلت ملفاتها على المحكمة الابتدائية بشفشاون دون نتيجة، ليلجأ، أخيرا، إلى إجبار الراغبين في الاستفادة من مياه السدود والصهاريج إلى المصادقة قانونيا على التزامات تجبرهم على أداء ثمن الاستفادة من ماء السقي والشرب. وأوضحت مصادر مطلعة تفاصيل جديدة في ملف الاستيلاء على منابع المياه بإقليم شفشاون وبناء سدود وصهاريج لجمعها وتحويل مجاريها، ما يتسبب في نضوب مجموعة من الآبار، يتزود منها السكان، إذ أفادت المصادر ذاتها أن مافيا السدود والصهاريج المبنية في الملك الغابوي تلزم السكان بتوقيع التزامات قانونية مصادق عليها في الجماعات القروية، يشيرون فيها بوضوح، حسب ما يتبين من نسخ تتوفر عليها «الصباح»، أن الموقعين عليها يلتزمون «عن كامل الطواعية والتراضي، وبما تصح به الشهادة قانونا، بتأدية ما بذمتهم لفائدة صاحب السد أو الصهريج»، وأنه في حال لم يؤد أحدهم الثمن المتفق عليه، يكون خارج الاستفادة من الماء. من جهته، قال حقوقي بالمنطقة إن السلطات تسهر على إعطاء عمليات غير قانونية الغطاء الشرعي، وذلك بعدم تكثيف حملاتها لمنع بناء هذه الصهاريج والسدود خارج القانون، إضافة إلى أن مافيا الماء في المنطقة تستغل مياه المنطقة، وتضع سكان الدواوير بالإقليم تحت رحمتها. من جانبها، أقرت المديرية الجهوية للمياه والغابات ومحاربة التصحر، في إفادة حول الملك الغابوي، أرسلتها إلى رئيس جمعية الدفاع عن حقوق الإنسان، فرع شفشاون، بأن هناك مخالفات ترتكب في المنطقة رصدت منها المديرية 11 مخالفة ضد شخصين، تتعلق ببناء صهاريج واستخراج مواد غابوية من أجل ذلك والحرث والغرس داخل الملك الغابوي والقطع وحمل العود الحي وكلها أحيلت على النيابة العامة وجرت في شأنها المتابعة بالمحكمة الابتدائية بشفشاون. وترأس قائمة المخالفين المتابعين ببناء صهاريج شخص يجبر السكان على توقيع التزامات للاستفادة من الماء في الأماكن المسماة «بئر امزراق» و«عزابة أهندار» و«عين تلكراط»، إذ يلزم السكان بأداء أثمنة الاستفادة من الماء إما نقدا عن كل نصف ساعة سقي، أو نسبة 50 في المائة من المنتوج المزروع في حقولهم، كما تتحكم العلاقات الاجتماعية في تحديد الثمن وتحديد توقيت الاستفادة من الماء، إذ يوضع الفقراء في آخر لائحة المستفيدين، ولا يحصلون إلا على القليل من الماء، فيما يحصل الميسورون على توقيت جيد للاستفادة ومدة زمنية أكبر. ضحى زين الدين