أغضب واقع التهميش وغياب البنيات التحتية، سكان حي بنا بصفرو، الذين خاصموا صمتهم وجهروا بمطالبهم، قبل أن يقرروا الخروج للاحتجاج بالشارع العام للفت انتباه مسؤولي الجماعة المحلية التي يسير شؤونها حزب العدالة والتنمية، إلى مطالبهم العادلة. وشكل السكان لجنة، دعت إلى تنظيم مسيرة احتجاجية بدءا من العاشرة والنصف ليلة 14 يونيو، من الحي إلى مقر عمالة الإقليم لتنظيم وقفة إنذارية من أجل حقهم في التنمية الحقيقية، ولإثارة انتباه الجميع إلى ما يعانونه من مشاكل مختلفة. وقبل دعوتها إلى هذا الشكل الاحتجاجي الإنذاري، رفع سكان الحي أكثر أحياء المدينة تهميشا وفقرا وعطالة، لافتة بمدخله اختصروا فيها مطالبهم الاجتماعية والاقتصادية أملا في إثارة انتباه مسؤولي المدينة إليها وعملهم على تجاوزها، دون حاجة للخروج للاحتجاج. لكن السلطة المحلية بالمدينة كان لها رأي آخر امتعض منه السكان، بعد نزعها اللافتة وتهديدهم، ما اعتبروه "تعسفا وترهيبا وسلوكا مشينا لن يزيدنا إلا إصرارا وقوة في الدفاع عن حقوقنا العادلة"، فيما استنكرت اللجنة المنبثقة عن سكان الحي، ذلك. واستنكرت ما أسمته "عملية الاقتلاع التي تعرضت إليها اللافتة المطالبة برفع التهميش والإقصاء، من مدخل الحي"، متحدثة عن "تصرف استفزازي في حق السكان، محملة السلطة المحلية كامل المسؤولية في تأجيج الوضع بالحي والمدينة. وطالبت اللجنة بالتدخل الفوري والفعال للمسؤولين لرفع واقع التهميش وفك العزلة عن الحي، داعية كل المواطنين إلى تأسيس شبكة محلية ضد الحكرة والتهميش والإقصاء والعزلة، جراء السياسات التي تنهجها الجهات المسؤولة عن الشأن المحلي بالمدينة. حميد الأبيض (فاس)