بورتري: أبو هريرة…جندي القاعدة الأول

بعد مقتل أسامة بن لادن، أخذت الأسماء تتداول حول الخليفة المحتمل لرجل استطاع أن يجمع حوله الأتباع من مختلف أنحاء العالم، تحت راية «الجهاد والقتال»، باختلاف انتماءاتهم الجغرافية ليتوحدوا على الولاء إليه دون ظهور نزعات لمنافسته حول كرسي الزعامة أو الانشقاق من التنظيم، الذي ظل يتقوى رغم سنوات من القتال والضربات التي ظل يتلقاها. ومن بين الأسماء التي ترددت بشكل كبير، إلى جانب الزعيم الحالي للتنظيم، أيمن الظواهري، اليمني قاسم الريمي، الملقب ب"أبي هريرة"، والذي وصفه البعض بالقاعد الفعلي العسكري لتنظيم القاعدة. يعتبر قاسم يحيى مهدي الريمي، من أبرز المطلوبين أمنيا في كل من اليمن والسعودية. يعتبر العقل المدبر لكل العمليات العسكرية، لذلك جرت محاولات كثيرة لاغتياله، وأعلنت وفاته أكثر من مرة، بعد غارات نفذت على أماكن كان يعتقد أنه يختبئ فيها، ويشرف من خلالها على العمليات العسكرية في السعودية واليمن.تفيد المعلومات المتداولة حول الأدوار التي يضطلع بها داخل تنظيم القاعدة إشرافه على معظم العمليات العسكرية وتقلده منصب قائد التنظيم في شبه جزيرة العرب، إلى جانب ناصر عبد الكريم الوحيشي، المشرف على الجانب التنظيمي، والذي أعلن في تسجيل فيديو سنة 2009 اندماج جماعتي «القاعدة» في اليمن والسعودية، الذي كان النواة المؤسسة لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية. وتقوت علاقة قاسم الريمي وناصر الوحيشي خلال وجودهما في سجن صنعاء، الذي فرا منه في 23 فبراير 2006، ولعب الاثنان دورا كبيرا في تقوية ما كان يعرف حينها بفرع "القاعدة في اليمن»، وكانا ينشطان كثيرا في شبكة الأنترنت، التي كانا يستعملانها من أجل تجنيد عدد من المقاتلين لتنفيذ الهجمات.وأوردت الولايات المتحدة الأمريكية اسم الريمي في لائحة الارهابيين المطلوبين دوليا، وتعتبره الأخطر منهم، لاتهامه بتنفيذ عدد من العمليات الكبرى، منها الهجوم على ناقلة نفط فرنسية سنة 2002، والعملية التي استهدفت سياحا إسبان في اليمن سنة 2007، سقط فيها عشرة قتلى، اسبان ويمنيون، وجرح 12 آخرون، وعثر حينها على فيديو للريمي يتوعد فيه بالقتال قائلا "لن نضع سلاحنا عن عاتقنا حتى تسقط رؤوسنا عن رقابنا، وحتى نثأر لديننا وإخواننا».فكان رد الحكومة بغارة جوية نجا منها الريمي، كما نجا من غارة أخرى شنت على «أرحب»، قرب صنعاء، سنة 2009، والتي اتخذت إجراء استباقيا بعد وجود معلومات حول إعداده لتفجيرات في السفارة البريطانية في اليمن ومدارس أجنبية.ورغم ندرة المعلومات الشخصية المتوفرة حول الريمي، سواء من طرف عائلته أو أهل قريته التي غادرها في سن مبكرة، فإن بعض الشهادات تؤكد ذكاءه واعتداده الكبير بنفسه، وموهبته الكبيرة في التفاوض وحل النزاعات. ويوصف الريمي بقدرته الخطابية العالية وأسلوبه الذي يشبه الأسلوب الخطابي لأسامة بن لادن، واستعماله للمصطلحات نفسها التي كان يستعملها شيخ التنظيم في تسجيلات الفيديو التي كانت تعرضها القنوات الفضائية ويتوعد فيها الغرب بالقتال والدمار. وعلى عكس عدد من أعلام القاعدة الذين ما زالت تربطهم علاقات بعائلاتهم وأقاربهم، فإن الريمي انفصل تماما عن عائلته وإخوانه الاثني عشر، منذ أن كان في الخامسة عشرة من العمر تقريبا، حسب ما يرويه أبناء قريته نمر، بمحافظة الريمة، التي حمل اسمها عند انضمامه إلى القاعدة، واستعمل اسم قاسم الريمي، الذي اكتشف أهله من خلاله مصير ابنهم الذي اختفى عن الأنظار في سن المراهقة، وإن كان هذا الاسم بدوره يعتبر «رسميا» في التنظيم، حيث ينادى بكنيته الشهيرة «أبو هريرة»، المأخوذة عن كنية راوي الحديث الشهير.

بورتري: أبو هريرة…جندي القاعدة الأول

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جندي سوري: تلقيت أوامر بقتل المتظاهرين

الثورات العربية تزلزل الأرض تحت خيار التغيير بالدم

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات