تواصل مصالح الشرطة القضائية والعلمية بالصويرة البحث في ملابسات اختفاء جثة رضيع من المقبرة الإسلامية "دوار العرب"، منذ الاثنين الماضي، بعد أن تم استخراجها من القبر وكسر الصندوق الذي كانت مودعة فيه. وذكرت مصادر مطلعة لـ "الصباح" أن الأبحاث شملت العمال وحفاري القبور و"الفقهاء" الذين يترددون على المقبرة لتلاوة القرآن، إضافة إلى نائب محافظ المقبرة بحكم أن محافظها كان غائبا في إجازته السنوية، لحظة اكتشاف أمر الجثة المسروقة، دون أن تسفر عن الوصول إلى الفاعل الحقيقي أو مصير الجثة إلى حدود أمس (الأربعاء). وأضافت المصادر ذاتها أن الرضيع المتوفى بالمستشفى الإقليمي محمد بن عبد الله بالصويرة، دفن، قبل أسبوع بمقبرة "دوار العرب"، من قبل إدارة المستشفى، وأن أسرته تتحدر من منطقة حاحة بإقليم الصويرة. وزادت المصادر نفسها أن الواقعة تعد الأولى من نوعها في المقبرة، المشيدة بضواحي المدينة، قبل حوالي خمس عشرة سنة، بل إن الفاعلين لم يعمدوا إلى انتزاع جزء أو عينة من الجثة كما هو الشأن في العديد من الجرائم المماثلة، بل سرقوا الجثة كاملة بعد استخراج الصندوق الخشبي وكسره بآلة حادة وتركه مرميا إلى جانب القبر. ورجحت المصادر سرقة الجثة من أجل استعمالها في طقوس الشعوذة، خاصة أن العديد من المشعوذين يكثفون أنشطتهم خلال شعبان، أو يتم توظيفها في طقوس أخرى لها علاقة بعبدة الشيطان، خاصة أن القرار التنظيمي الجماعي ينص على أوقات محددة لحراسة المقبرة من طلوع الشمس إلى مغربها، وهو ما يشجع على اقتحام المقابر ليلا والعبث بمحتوياتها. وفي سياق متصل، علمت "الصباح" أن مصلحة الولادة التابعة للمستشفى الإقليمي للصويرة تعرف ارتفاعا كبيرا في نسبة المواليد الرضع، إذ استقبل مستودع الأموات الاثنين الماضي خمس حالات، جلهم استسلم للموت بعد أن فشلت التدخلات الطبية في إنقاذهم بسبب بعد مسافة الدواوير والقرى عن المركز وتردي الخدمات الصحية والطرقية ما يجعل مصير الكثير من المواليد وأمهاتهم في كف عفريت. عزيز المجدوب