العماري قال إنه مارس أسلوب الأبوية السياسية وتعامى عن التحسب لمراكز القوى في البلاد وصف عبد الله العماري، قيادي في حزب النهضة والفضيلة، وأحد أبرز وجوه الشبيبة الإسلامية، حزب العدالة والتنمية بالغرور والاستقواء بعواطف الناس الدينية والأخلاقية، التي تنقاد للخطاب الروحي. وقال المحامي، الذي يقدم نفسه واحدا من الفاعلين الذين ساهموا في تحويل وجهة الحركة الإسلامية نحو مشروع، أفضى إلى إنتاج حزب العدالة والتنمية، بعد الانشقاق عن الشبيبة الإسلامية وتأسيس الجماعة الإسلامية سنة 1981، (قال) إن الآفة العظمى التي أوردت وتورد جماعات وأحزاب الحركة الإسلامية في التاريخ المعاش، مصير المهالك المدمرة، والمحارق القاتلة المبيدة، هي الشعور بالقوة، والغرور والتبختر بهذا الشعور، بين الفرقاء والشركاء والخصماء السياسيين والاجتماعيين والإيديولوجيين، وهي قوة يجنيها الحزب الإسلامي أحجاما من الولاء العارم في صناديق اقتراع المحطات الانتخابية، أو تحشدها تنظيمات مؤتلفة في ظلال المساجد والروابط والمواعظ. وأوضح القيادي الإسلامي أن القوة التي تحوزها الحركة الإسلامية في المضامير الانتخابية، تحولت إلى لعنة على أصحابها الفائزين، كما أنه تكاد تكون القوة التنظيمية التي تحرزها الحركة الإسلامية ويعجز عن اكتسابها الآخرون، ووبالا على الإسلاميين. لكن هذه اللعنة وذلك الوبال، لا يكون ولا يحل بديار الإسلاميين، يضيف العماري، إلا "عندما يفقدون القدرة على تصريف انتصاراتهم الانتخابية أو التنظيمية الميدانية في اتجاه التشارك مع الأطراف المنافسة، والتقاسم التعاوني مع الخصوم والفرقاء لامتيازات النفوذ في الساحة السياسية، ويستأثرون وحدهم بما أفاضه عليهم ، صندوق الاقتراع، فيتحول منطق أنا أو الطوفان هو الطوفان بعينه، وتصبح عقلية المنقذ من الضلال هو الضلال بذاته. وتنقلب المنهجية الديموقراطية إلى كابوس مضجر". واتهم العماري حزب العدالة والتنمية بالاستئساد على باقي الأحزاب السياسية، بعد عشرين سنة، من الإذن للإسلاميين بولوج المعترك السياسي، والالتحاق بحزب الدكتور الخطيب، بقرار إستراتيجي من الملك الحسن الثاني، سنة 1996، الذي كان بصدد الإعداد للمستقبل السياسي للبلاد، إذ استفاد الحزب الإسلامي للوصول إلى الرتبة المتقدمة، من عنصرين هامين في المسار السياسي للبلاد، أولهما، حسب تحليل القيادي الإسلامي هو "عنصر الحراك الديموقراطي، وتراكم تضحيات النضال الديموقراطي منذ الاستقلال، والذي قدمت فيه قوى اليسار مئات الشهداء، وعشرات الٱلاف من المعتقلين والمختطفين والمنفيين، في الصراع المرير مع النظام السياسي، إلى أن أصبح صندوق الاقتراع قيمة فاعلة في المجتمع، أفاض خيراته على الحزب الإسلامي، دون ضريبة من قطرة دم منه ، أو معاناة بطش سلطة برجالاته". أما العنصر الثاني فيتجلى في الغطاء السياسي والديني الذي أفاد به النظام السياسي، الحركة الإسلامية في البلاد، حيث إن ما يزرعه النظام السياسي في المجتمع من تعبئة دينية وروحية، يحصده الإسلاميون، ويحصدونه وحدهم دون باقي الشركاء. ووصف العماري استعلاء حزب العدالة والتنمية بحجة الاستقواء بالمنهجية الديموقراطية، بالحيف والخروج على فلسفة المنهجية الديموقراطية التي تفترض تقاسم التراكم الديموقراطي، لأنه ثمرة النضال الديموقرطي، لقوى اليسار، وثمرة تدبير الاستقرار في البلاد لقوى اليمين. مضيفا أن تدبير المفاوضات الرامية إلى الخروج بأغلبية سياسية لتشكيل الحكومة، بالشكل الذي كان يستحضر فيه بنكيران منطق حساب الصناديق الانتخابية، وحساب الشخصنة في الصراع، وأسلوب الأبوية السياسية، وبالشكل الذي كان يغفل فيه قراءة الراهن السياسي المغربي، ويتعامى فيه عن التحسب لمراكز القوى في البلاد، وينأى بنفسه عن التجاوب مع النسق السياسي السائد، إن هذا التدبير غير السليم، كان وبالا على الحزب الإسلامي، حال دونه ودون الاستمتاع بفوزه الانتخابي وشكل من حوله جدارا من النفور السياسي، من قبل الأحزاب السياسية التي كتلت اتحادا لعزله اختلط فيه اليمين واليسار. ضحى زين الدين