لمريني أكد أن رئيس النادي القنيطري يبحث عن مدرب بدون شخصية أكد يوسف لمريني أن الرئيس الحالي للنادي القنيطري يسير بالفريق إلى الهاوية، من خلال تغليب مصالحه الشخصية على مستقبل النادي، مشيرا إلى أنه أساء إلى سمعته وتاريخه بسبب تدخله في أمور بعيدة عنه. وأضاف لمريني في حوار مع "الصباح الرياضي" أن مستقبل "الكاك" في أبنائه، لأنه يضم لاعبين شبابا بإمكانهم حمل المشعل، وأنه متشبث بجميع مستحقاته، لأن فسخ العقد كان من جانب واحد، وفي ما يلي نص الحوار: ما هي المشاكل التي واجهتها منذ إشرافك على تدريب النادي القنيطري؟ بعد إلحاح مكونات النادي القنيطري ضمنهم منخرطون وأعضاء بارزون، علما أن بعضهم جمد عضويته قبل أن أتولى تدريب النادي، ألحوا على التعاقد معي من أجل مساعدة الفريق للخروج من أزمة النتائج السلبية. وفي ثماني مباريات خضتها مع الفريق أحرزنا ثماني نقط، سجلناها من انتصارين وتعادلين وأربع هزائم، ولكن الفريق كان يتطور من مباراة إلى أخرى، وسعيت إلى جلب لاعبين جدد في الميركاتو الماضي، رغم ضعف الميزانية المرصودة، إلا أننا تمكنا من التعاقد مع بعض اللاعبين، علما أنها لم تسد الفراغ الحاصل، بحكم أننا لم نتعاقد مع اللاعبين الذين كنت أرغب في جلبهم، بسبب أن الرئيس جلب ثلاثة لاعبين دون علمي في آخر يوم من الميركاتو، وحرم النادي من لاعبين في المستوى الكبير، كما هو الشأن بالنسبة إلى اللاعب الكامروني الذي لعب 15 مباراة دولية. هل تحمل مسؤولية المشاكل التي عشتها في "الكاك" للرئيس؟ صراحة، أنا فهمت من خلال كل ما عشته بالنادي القنيطري منذ تعاقدي معه في الدورة الثامنة، أن الرئيس كان يسعى ليثير لي المشاكل، ويتحين الفرصة للاستغناء عني، وأحدث لي العديد من العراقيل للوصول إلى مبتغاه، ومنذ البداية يتحسر في جميع لقاءاته داخل النادي وخارجه عن رفض الأعضاء تعاقد الفريق مع مدرب على مقاسه، فبعد فوزي جمال الذي عانى المشاكل ذاتها التي عشتها، أبرزها التدخل في اختصاصات المدرب وجلب لاعبين لا يرغب فيهم، جاء بمدرب من فرنسا ولم يقدم أي إضافة والنتائج كانت معه كارثية وظل متشبثا به، الشيء الذي دفع المنخرطين إلى الاستنجاد بي، لكنه في قرارة نفسه ظل يحاربني ويتحين الفرصة لإقالتي. أتعتقد أنه احتفظ بالمدرب الفرنسي تحسبا للاستغناء عنك؟ ما يهمه مدرب ليست لديه شخصية، من أجل التدخل في اختصاصاته، وهذا يؤكد تشبثه بالمدرب الفرنسي الذي رفض الاستغناء عنه بصفة نهائية، ومنحه مهمة داخل النادي رغم فشله، وخصص له امتيازات أفضل مما كانت لدي، رغم أنني كنت مسؤولا عن الفريق الأول. ما هي المشاكل الأخرى التي سببها لك الرئيس؟ من جملة المشاكل التي عانيتها، أنه كان دائما يستدعي اللاعبين وينتقد طريقة عملي، وهذا بشهادة بعضهم، إذ أنهم أكدوا لي ذلك في أكثر من مناسبة. لماذا لم يناقش طريقة عملك معك؟ هذا هو بيت القصيد، لأن الأولى أن يتحدث إلي بشأن الملاحظات على طريقة عملي، لكن لم يرغب في تصحيح الأمور بقدر ما كان يهدف إلى التشويش على علاقتي مع اللاعبين، وغرضه الأساسي هو الاستغناء عني، وفي كثير من المرات حدثني اللاعبون بما يقوله عني. ما السبب الذي دفعك لرفض لاعبين يرغب في انتدابهما؟ بكل بساطة، لأنهما لم يكونا في المستوى، ولأنني رفضتهما بعد أن أخضعتهما إلى التجربة، فتبين لي عدم وجود مكان لهما بالفريق، وأفضل أن ألحق لاعبين من فريق الأمل على التعاقد مع لاعبين لن يقدما أي إضافة. وأعتقد أن المباراة الأخيرة التي لعبها الفريق أمام حسنية أكادير أثبتت محدوديتهما، لأنهما لم يقدما شيئا، بل أكثر من ذلك تعادل بمجرد دخولهما بعد أن كان متقدما بهدفين لصفر. أتعتقد أن الرئيس لديه أهداف أخرى غير مصلحة النادي؟ أظن أنا هذا هو الواقع، لأنه لا مصلحة للنادي عندما تستغني عن مدرب تحمل مسؤولية التعاقدات بنسبة 70 في المائة- وقلت هذه النسبة لأنني لا أتحمل مسؤولية التعاقد مع ثلاثة لاعبين جلبهم الرئيس من فرنسا- وبعد أول مباراة خضناها بعد الميركاتو أمام الرجاء. والجميع يعرف حيثيات مباراة الرجاء، لأن اللاعبين تعبوا كثيرا بعد رحلة البرازيل التي واجهنا فيها سانتوس العريق، إضافة إلى غياب خمسة لاعبين بسبب الإصابة. وهناك مسألة مهمة أن قرار الاستغناء عني جاء بعد أن تأكد من غياب الأعضاء البارزين بالفريق، ويتعلق الأمر بمولاي إدريس والحاج المديوني ومصطفى واسمين ونور الدين الحلوي وغيرهم، وهذا في حد ذاته لا يصب في مصلحة الفريق، وإنما في مصلحته بتمكين اللاعبين الذين جلبهم من اللعب في "الكاك". ما الغرض من التشبث بهؤلاء اللاعبين؟ الجميع يعلم أن رئيس النادي القنيطري في الوقت نفسه وكيل لاعبين، والأكيد أن لديه مصلحة في التشبث بهؤلاء اللاعبين، لأنه يرغب في إجراء صفقات أخرى بفضلهم، وهذا استهتار بقيمة وتاريخ النادي القنيطري. لماذا لم تقدم تقريرا للجنة التقنية بشأن اللاعبين الثلاثة؟ هناك عمل احترافي كان يجمع علاقتي باللجنة التقنية، عندما أنتدب أي لاعب جديد، فإنني أقدم تقريرا بهذا الشأن، وأسلمه لرئيس اللجنة مولاي إدريس، وعندما لا يعجبني أحدهم فلا أقدم تقريرا بشأنه، وبما أن الرئيس انتدبهم واقتنع بأدائهم لماذا لم يقدم تقريرا إلى اللجنة؟ ألا يؤكد هذا تدخله في أمور لا تعنيه؟ ألا تعتقد أن قبولك خوض مباراة سانتوس جر عليك سخط فعاليات الفريق؟ مباراة سانتوس كانت باقتراح من عمدة المدينة وكان علينا خوضها بالفريق الأول، لأننا واجهنا فريقا لعب له العديد من نجوم الكرة البرازيلية، أبرزهم بيلي ونيمار، وهل من المعقول أن نلعب أمامه بالفريق الثاني؟ إذ كان بإمكان الرئيس أن يرفض الذهاب إلى البرازيل وأرفض بدوري إجراء المباراة. لكن أعتقد أن الشراكة التي وقعها عمدة القنيطرة مع عمدة ريو دي جانيرو، كانت وراء إجراء المباراة، وأنا لبيت رغبة المسؤولين بالقنيطرة، وكان فيها بعض الإيجابيات، علما أنه حرم خمسة لاعبين من حضورها ضمنهم اللاعبون الأجانب، لأنه لم يقم بإجراءات الحصول على التأشيرة إلا في اليوم الأخير، كما حرم ثلاثة لاعبين آخرين لم يتسلموا جوازات سفرهم في الوقت المطلوب، من أجل إدماج اللاعبين الذين جلبهم ضمن اللائحة التي واجهت سانتوس. أؤكد أن الأمر مجرد إشاعات حاول الرئيس ترويجها في إطار الخطة التي رسمها لإقالتي، وإن كان ما يدعيه صحيحا بخصوص فرض إجراء مباراة سانتوس، فعليه أن يدلي بالوثائق التي توضح ذلك. هل توصلت بجميع مستحقاتك؟ منذ التحاقي بالنادي القنيطري اشتغلت ثلاثة أشهر، وتوصلت بأجرة شهر واحد ومنحة مباراتين فقط. ما هي الخطوات التي ستتبعها للتوصل بباقي المستحقات؟ ما يجب أن يعلمه الجميع أن فسخ العقد كان من جانب واحد، ولم يكن هناك تراض حول إنهائه، لذلك عليه أن يتحمل مسؤوليته، لأن قانون الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم يلزمه بمنحي جميع المستحقات إلى نهاية العقد في يونيو المقبل، وفي حال رفضه سأكون مضطرا للجوء إلى لجنة النزاعات، ولن يكون هناك تنازل عن أي شيء. ألم تلق معارضة من قبل أعضاء بالمكتب المسير للنادي القنيطري؟ على العكس، كانت تربطني علاقة جيدة معهم، وتواصلي بهم كان دائما، ولم يسبق لأحد منهم أن ضايقني في مهامي. كيف هي علاقة الرئيس بالأعضاء؟ أظن، أن من بين المشاكل التي يتخبط فيها الفريق، عدم الانسجام بين غالبية الأعضاء والرئيس، إذ أنه لم يكن هناك تواصل، والدليل على ذلك، أن خمسة أعضاء جمدوا عضويتهم قبل أن ألتحق بالفريق، وتراجعوا عنها بعد إقالتي، والآن يهددون بتجميدها مرة أخرى بسبب المشاكل التي يعانونها مع الرئيس. ويمكن القول إن هناك عشوائية في تسيير النادي، لأنه لا يعقل أن يشرف أربعة مدربين على تدريب النادي في 18 دورة من البطولة، كلهم خاطئون، علما أن جميع المدربين فرضوا عليه باستثناء المدرب الفرنسي الذي مازال متمسكا به. ما هو انطباعك حول مستقبل الفريق؟ النادي القنيطري يحتضر في ظل هذا الرئيس، لأنه يسير به نحو الهاوية، وسيسقط في وقت قياسي إلى الدرجة الثانية، وهذا ليس انطباعي لوحدي، وإنما الشعور السائد لدى غالبية المنخرطين. ألا تظن أن الجانب المادي أثر بدوره على الفريق؟ بالفعل يشكل أحد الأسباب، لأن اللاعب عندما يلعب دون تحفيز مالي وينتظر مستحقاته من الموسم الماضي، فلا تطلب منه أن يبدع في الملعب. هل أثر الجانب المادي على البرنامج الذي سطرته؟ في كثير من المرات، أذكر منها المباراة الإعدادية أمام المغرب التطواني، إذ طلب منا أن نخوضها بتطوان والعودة إلى القنيطرة في اليوم ذاته، وألغي تجمع كنا نرغب في خوضه بمديونة، كل هذه المشاكل كانت بسبب الوضع المالي، غير أن بعض الغيورين على الفريق كانوا يتكفلون في الكثير من الأحيان بتغطية هذه المصاريف. ما حقيقة استقبالك للاعب كامروني بالمطار؟ هذا المشكل اختلقه الرئيس، بداعي أني أرغب في التعاقد مع اللاعب المذكور، لأني أطمح للاستفادة من الصفقة ماديا، وهذا أمر غير صحيح، إذ أن الفريق كان قريبا من مطار الدار البيضاء وتحديدا بمديونة، وطلب مني أحد الأعضاء أن أقله معي في طريقي، هذا كل ما في الأمر، علما أنه كان عليه أن يبعث سائقا لاستقباله. كيف ترى مستقبل الفريق؟ ما يمكن أن أقوله، إن مستقبل النادي القنيطري بيد أبنائه، لأنه يتوفر على لاعبين في الفئات الصغرى جيدين، بإمكانهم أن يحملوا المشعل، وعندما أشرفت عليه استعنت بمجموعة منهم، وألحقت بعض لاعبي الأمل في فريق الكبار، ومنحتهم فرصة إجراء مباريات لكسب التجربة، وأذكر منهم الغطاس والعمراني وبنسعيد الدرعاوي، وهذا الأمر سيجنبهم مصاريف جلب لاعبين بصفقات كبيرة. وأود أن أعتذر للجمهور القنيطري وجميع فعاليات المدينة على عدم تمكني من إنقاذ الفريق، لأن العراقيل التي وضعها الرئيس حالت دون تحقيق ذلك. كيف تقيم تجربة المدرب داخل المنظومة الاحترافية الحالية؟ المدرب هو جزء من المنظومة الاحترافية، فإذا كانت ظروف الاشتغال مناسبة، واللاعبون يعرفون حقوقهم وواجباتهم، فلن ننتظر منه إلا أن يتقن عمله. وأظن أن المدرب إذا كانت لديه جميع وسائل الاشتغال، ويعمل دون ضغوط، بإمكانه أن يصل بالفريق إلى ما تطمح إليه جماهيره ومسؤولوه، ويمكن أن نلمس هذه الأمور في بطولتنا، عندما يسند إلى المدرب فريق يعرف معنى الاحتراف، فسينجح في مهمته، وإذا منح المدرب نفسه فريقا لا يساير المنظومة الاحترافية التي تحدثت عنها فلن ينجح. ويمكن القول إن المنظومة الاحترافية بالمغرب، مازالت تعرف بعض الاختلالات التي يجب الوقوف عندها وتصحيحها، لأننا نهتم بتطوير البنيات التحتية وبجلب التجهيزات، لكن من الناحية البشرية مازال أمامنا الكثير من الأمور التي يجب تقويمها من أجل تطويرها. أجرى الحوار: صلاح الدين محسن في سطور الاسم الكامل: يوسف لمريني تاريخ ومكان الميلاد: 14 أبريل 1961 بالرباط لاعب سابق لليوسفية الرباطية والجيش الملكي والمنتخب الوطني مدرب سابق لشباب أطلس خنيفرة وأحد السعودي واتحاد الخميسات والجمعية السلاوية وسبورتينغ سلا وأولمبيك خريبكة والمغرب التطواني والنادي القنيطري وأولمبيك آسفي ونهضة بركان وشباب المسيرة. حاصل على دبلوم الدراسات العليا في الرياضة وشهادة التدريب ألف من الجامعة أستاذ بمعهد مولاي رشيد بورتري الصــارم يملك الإطار الوطني يوسف لمريني تجربة كبيرة في كرة القدم، مزج خلالها بين ما هو أكاديمي وتجريبي، بحكم أنه من الأطر العليا في الميدان الرياضي، ولاعب سابق بالأندية الوطنية والمنتخب الوطني للشباب. ويتوفر لمريني على رصيد مهم في التدريب، بحكم أنه من بين أكثر المدربين المغاربة تدريبا لأندية القسم الوطني الأول والثاني، ومعروف لدى العديد من زملائه بشغفه في التعلم وكسب المزيد من التجارب للرقي بمستواه التقني في التدريب. ويعد لمريني من المدربين المعروفين بأصحاب المهام الصعبة، إذ أنه متمرس في انتشال الأندية من أسفل الترتيب، لذلك فغالبا ما يستعان به من قبل الأندية التي تضع من بين أهدافها البقاء بالقسم الوطني الأول، ويمكن القول إنه نجح في هذه المهمة. كما يعتبر لمريني أحد أبرز المدربين الذين بالإمكان الاستعانة بهم من قبل الأندية الراغبة في الصعود، إن وفرت له ظروف الاشتغال، وله تجارب عديدة في هذا الأمر، أبرزها تمكنه من الصعود رفقة المغرب التطواني إلى القسم الوطني الأول خلال 2005. وما يحسب للمريني أنه من المدربين المعروفين بالصرامة في التعامل مع اللاعبين والمسؤولين، ويرفض التدخل في شؤونه، كما يحسب له اكتشاف العديد من المواهب في كرة القدم، بالنظر إلى اعتماده على أبناء المدارس الكروية في تكوين الفريق. وما لا يعرفه الكثير من عشاق كرة القدم أن لمريني تدرج في الفئات الصغرى لفريق اليوسفية الرباطية، ولعب له لسنوات عديدة، قبل أن ينتقل إلى الجيش الملكي ويحمل قميصه، كما أنه لاعب سابق للمنتخب الوطني للشباب.