خطط الإرهابيين لعدم إثارة الانتباه

خلايا ضمت جناة من مدن مختلفة قاسمهم المشترك استهداف رموز الدولة كشفت مجمل العمليات التي نفذها الأمن الوطني، سواء من قبل الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، أو من قبل بسيج بعد شروع الجهاز الجديد في تبني تجفيف الفكر الإرهابي ومطاردة الموالين له، (كشفت) أن الجناة يكونون في حرب استباقية، مع قوات الأمن، تماما كما الأخيرة، تجري تحرياتها لاستباق تنفيذ العمليات الإرهابية. ويخضع المتربصون بأمن واستقرار البلد، لتعليمات تملى عليهم من قبل قادة ميدانيين، أهمها التخفي والحيطة والحذر، وعدم التجمع في مكان واحد، لتضليل عناصر المخابرات المدنية، وهي تعليمات هدفها الأساسي، الوصول إلى النتيجة التي لا تتحقق بالنسبة إليهم إلا بالدم والقتل. ولعل الخلية التي فككت في يناير 2014، الصورة المصغرة لنموذج عمل الخلية الإرهابية وطريقة تسترها، فالمتهمون الذين وقعت عليهم أيدي الأمن، أزيد من21 فردا، والغريب أن من ضمنهم مدانون سابقا بجرائم الإرهاب، خبروا تجربة الاعتقال كما خبروا سجون المملكة. فالمتهمون ينتمون إلى الناظور وتطوان والحسيمة وتازة وفاس ومراكش، ولهم امتداد أوربي يتجلى في منظر تكفيري بمليلية، وجندي قدم استقالته من الجيش الإسباني، ناهيك عن امتداد أوسع، عبر شبكة الأنترنيت، بلغ مداه التواصل مع قادة ميدانيين في بؤر التوتر بسوريا والعراق. ولعل يقظة الأمن المغربي، في التتبع، مكنت في أوقات مختلفة من القيام بعمليات متزامنة في مدن مختلفة لاعتقال المشتبه في انتمائهم إلى الخلايا الإرهابية، ما يبين التطور الخطير لتلك الخلايا التي أصبحت تميل أكثر إلى الانتشار في مناطق متفرقة لضمان التخفي والبقاء بعيدا عن الأعين. ففي خلية الجندي الإسباني، التي بلغ عدد الموقوفين فيها 21 مشتبهافيه، كان المتهمون ينتمون إلى مدن مختلفة، وأفلحوا في استقطاب المقاتلين لتوجيههم إلى بؤر التوتر بالعالم، كما أنهم كانوا يتواصلون عبر الأنترنت، ولهم امتداد وعلاقات بآخرين يوجدون في سوريا، والحدود التركية السورية. وكان زعيم الخلية الجهادية، مجندا سابقا في الجيش الإسباني، وقدم استقالته منه بسبب فتوى أحد المنظرين التكفيريين المقيم في مليلية المحتلة، كما سبق له أن التحق بمعسكرات القاعدة بأفغانستان وباكستان، حيث تشبع بالفكر التكفيري وتلقى تدريبا في مختلف الوسائل والتقنيات القتالية التي يعتمدها الإرهابيون. وبعد أن خبر فنون الحرب النظامية وحرب العصابات المعتمد عليها من قبل الجهاديين، حل بمدينة الناظور في شتنبر 2013، ومنها شرع في التخطيط واستقطاب أفراد للدفاع عن معتقدات مشروعه التكفيري، وبالمدينة نفسها نجح في استمالة المجموعة الأولى التي كانت تقيم اجتماعات سرية بأحد المنازل، للتهييء والتخطيط لعمليات إرهابية ضد رموز الدولة. وكانت خطة المتهم الرئيسي وأتباعه تنصب على تجنيد أكبر عدد من مختلف المدن فلم يجد من وسيلة إلا استقطاب عدد من سجناء الحق العام في سجن القنيطرة، والتخطيط للقيام بعمليات إجرامية من بينها السطو والسرقة للتمويل، عن طريق الفتاوى التكفيرية التي تبيح ذلك تحت مسميات متعددة، منها الفيء والاستحلال واستباحة سرقة من يصنفونهم كفارا وتصفيتهم جسديا. وكشفت الأبحاث أن لأفراد العصابة امتدادا أوربيا، إذ كانوا أيضا يحظون بدعم نظرائهم في دول أوربية. أما المحجوزات فكانت بدورها تشير إلى طبيعة تفكير المتهمين، وإلى مخططاتهم الدموية والتخريبية، إذ حجزت في منازلهم بالناظور وتطوان والحسيمة وتازة وفاس ومراكش، وثائق تتعلق بالإسلام الجهادي التكفيري لمنظر سلفي تكفيري غادر السجن بعد عفو ملكي، وأسلحة بيضاء عبارة عن سكاكين وسيوف وفأس، ومصباح كهربائي ببوصلة ومنظارات عسكرية وأوراق تعريفية مزورة. المصطفى صفر

خطط الإرهابيين لعدم إثارة الانتباه

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الاتحاد الإفريقي ... عودة ملكية

الأغنية المغربية ليست موجة

مقالات ذات صلة