28 ألف معتقل شاركوا في أنشطة وراء الأسوار

التامك استعرض في "اليوم الوطني للسجين" إبداعات النزلاء وأرقام الإصلاح والتأهيل أكد محمد صالح التامك، المندوب العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج، أن المؤسسات السجنية حققت نتائج مشجعة، باعتماد الاستراتيجية الجديدة، وفق رؤية جلالة الملك محمد السادس، التي تجعل من التكوين والتعليم والتأهيل والانفتاح على القطاعات والهيآت الفاعلة في هذا المجال مدخلا أساسيا لتهييء السجناء للإدماج. وأفاد المندوب العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج، الخميس الماضي، في الكلمة التي ألقاها بمسرح محمد الخامس بالرباط، في إطار الاحتفال باليوم الوطني للسجين، المنظم لتتويج النزلاء الفائزين بمختلف المسابقات التي نظمتها المؤسسات السجنية خلال السنة 2016، «أن مجموع السجناء المستفيدين من برامج التعليم ومحو الأمية والتربية غير النظامية والتكوين المهني في ارتفاع متزايد خلال السنوات الخمس الأخيرة، أي بزيادة تفوق نسبتها 100 في المائة أي ما يقارب 18000 مستفيد خلال الموسم الدراسي الماضي»، في مقابل ارتفاع عدد سكان السجون خلال الفترة نفسها بنسبة 26 في المائة، ما يعكس حجم الجهود المبذولة على مستوى تطوير البنيات التحتية والتجهيزات اللوجيستيكية والتأطير، وذلك في إطار شراكة متميزة مع مؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء ومع القطاعات الحكومية المعنية بإعادة إدماج السجناء في المجتمع. واستعرض التامك مختلف الأنشطة الفنية والثقافية والرياضية التي نظمتها مختلف السجون ومراكز التأهيل، مبرزا أن سنة 2016 عرفت مشاركة مكثفة للسجناء بمختلف وضعياتهم الجنائية، إذ بلغ عددهم ما يقارب 28000، بزيادة تقدر بنسبة 65 في المائة، مقارنه مع السنة الماضية، ساهموا في 33 مسابقة منها، مسابقات دينية شملت تجويد وترتيل وحفظ القرآن الكريم وتفسير الحديث النبوي الشريف، ومسابقات ثقافية وفنية في مجالات الشعر والزجل والقصة القصيرة والخط العربي والمسرح والموسيقى والأمثال والحكم، وأخرى رياضية شملت كرة القدم وكرة اليد والكرة الطائرة وكرة الطاولة والشطرنج. وأضيفت مسابقات خاصة بالمعتقلين الأحداث، إذ شاركوا بنسبة 78 في المائة، من مجموع هذه الفئة، وأخرى بالنساء السجينات، حيث تجاوز عدد المشاركات النسوية 2000. وقال التامك إن المندوبية العامة تريد من الاحتفال بالسجين، فرصة لتكريس انفتاح قطاع إدارة السجون و إعادة الإدماج على المجتمع، وترسيخ التواصل والتفاعل الايجابيين بين الرأي العام والسجناء بما يحقق الإصلاح والتأهيل، وكذا لتثمين الجهود المبذولة من قبل مختلف الشركاء حول تكريس المؤسسة السجنية كفضاء فعلي لتهييء السجناء للإدماج. كما أكد على أنه تم قطع أشواط مهمة لتحقيق هذا المسعى، بفضل العناية المولوية لجلالة الملك بالسجناء الذين أنعم عليهم بزيارات عديدة يتفقد خلالها أحوالهم ويدشن العديد من المراكز البيداغوجية للتكوين والتأهيل، ناهيك عن إحداث جلالته لمؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء ورئاسته الفعلية لمجلسها الإداري، وهو ما يؤكد اهتمامه بهاته الفئة من المواطنين وبضرورة إعمال التأهيل والتكوين كآلية جوهرية في مقاربة الدور الإصلاحي للمؤسسة السجنية. واستعرض المندوب العامة أرقام مشاركة السجناء في العديد من الأنشطة الثقافية والرياضية والدينية الأخرى، والتي بلغ مجموعها خلال سنة 2016 ما يقارب 37000 بمجموع المؤسسات السجنية، وكذا في ورشات تأهيلية في مجالات المسرح والموسيقى والرسم والتصوير الفوتوغرافي والكتابة الأدبية،إذ بلغ عدد المشاركين فيها ما يقارب1190. ولم يفت المندوب العام في الكلمة نفسها التذكير بمشاركة العديد من السجناء في برامج نوعية تشكل محطة لتتويج وتثمين مسارهم الدراسي والتأهيلي، ويتعلق الأمر ببرنامجين، الأول يخص الجامعة الصيفية التي نظمت في دورتها الأولى بمركز الإصلاح والتهذيب بسلا في شتنبر الماضي، وشارك فيها أزيد من 150 سجينا من الحاصلين على الإجازة أو الماستر، وأطرها أساتذة بارزون، وشكلت فرصة للحوار والنقاش وتبادل الأفكار في إطار علمي أبان خلاله السجناء عن تميزهم وتجاوبوا معه تجاوبا كبيرا. أما الثاني فيتعلق بالملتقى الوطني الأول للتأهيل والإبداع في نسخته الأولى لفائدة الأحداث نزلاء مراكز الإصلاح والتهذيب الذي نظم أيام 29و30 نونبر وفاتح دجنبر 2016 بمركز الإصلاح والتهذيب بالدار البيضاء والذي عرف مشاركة أزيد من 700 سجين حدث ومساهمة فعالة لجمعيات المجتمع المدني في تأطير فقراته. وختم كلمته بالتأكيد على أن المندوبية العامة عازمة على المضي قدما نحو تعزيز انفتاح هادف ومسؤول على كل الفعاليات سواء أكانت قطاعات حكومية أو مؤسسات وطنية، أو جمعيات المجتمع المدني. وعرف الحفل، تقديم عروض مسرحية وموسيقية وقراءات أدبية وشعرية من أداء النزلاء الفائزين في مختلف المسابقات الثقافية بحضور عائلاتهم، إلى جانب تتويج المؤسسات السجنية المتميزة في العمل الاجتماعي لفائدة النزلاء. المصطفى صفر

أخبار الصباح

عودوا إلى "شيرّا" فلسنا أمة كرة

مقالات ذات صلة