“سهام … الحزن الجميل” وثائقي للسيد

عراب مجموعة ناس الغيوان يستعيد ذكرى والدته وابنته أنهى الفنان عمر السيد، أخيرا، آخر لمسات الشريط الوثائقي الجديد الذي أعده رفقة المخرج خالد بدري تحت عنوان «سهام... الحزن الجميل». الوثائقي الجديد، الذي عاينته «الصباح» في زيارة خاصة لبيت عراب مجموعة ناس الغيوان، تضمن جوانب غير مطروقة في مسار الفنان عمر السيد تتصل بالبعد الإنساني وحضور المرأة فيه من خلال شخصيتين نسائيتين أثر رحيلهما فيه، وهما ابنته سهام ووالدته «مّي الضاوية». ولأول مرة يتحدث السيد في شريط وثائقي عن حياته بعيدا عن تجربة «ناس الغيوان» التي كان حضورها عرضيا في الشريط، في الوقت الذي ركز فيه الحديث عن جوانب من طفولته وعلاقته بوالدته «مّي الضاوية» وكيف كان تأثيرها بالغا في شخصيته، خاصة أنها شكلت الرافد «العروبي» الذي غذى ملكاته الفنية، بحكم تحدرها من قبيلة «احمر»، في الوقت الذي يتحدر والده من قبيلة «تالكردوست» التابعة لإقليم اشتوكة آيت باها بمنطقة سوس. واعتبر قيدوم مجموعة ناس الغيوان، أن انتماءه إلى المكونين الأمازيغي والعروبي، جعله يفتح عينيه مبكرا على أهمية تفاعل خصائص المكونين معا في شخصيته، وهو ما جعله ينفح على إمكانات تعبيرية وموسيقية وثقافية لم تكن لتتأتى له لولا أن الأقدار قيضت له أن يولد في أسرة ينتمي الأب والأم فيها إلى منطقتين متباينتين من عمق المغرب. واستعاد عمر السيد، في الشريط الوثائقي الذي استغرق إنجازه أزيد من ثلاث سنوات، علاقته بوالدته التي كانت تحميه من قسوة الأب الصارم، والذي تسبب نشاطه الوطني في إبعاده عن أسرته أكثر من مرة، وهو ما جعل الأم تضطلع بأعباء تدبير البيت في غيابه، و»تتحزم» لرعاية الأبناء وتربيتهم. كما استحضر العديد من التفاصيل والجزئيات التي عاشها مع والدته واعتبر أنها شحنته بقيم إنسانية رفيعة، مثل واقعة استضافته عابر سبيل في ركن من بيت أسرته، واضطر معه السيد إلى أن يطلب من والدته تزويد الضيف بفراش ووسادة وغطاء «عبانة»، وفي صباح اليوم التالي لم يجدوا الضيف في مكانه إذ انصرف دون استئذان وأخذ معه الغطاء، فلم تعتبر الأم ذلك فعل سرقة بل قالت «كون ما كانش محتاجهم ما يدّيهمش». وجاء الشريط الوثائقي أشبه بمرثية لسهام السيد، ابنة الفنان الغيواني، التي غيبها الموت في 2010 عن سن الثلاثين، بعد صراع مع المرض، وهو الأمر الذي ظل يشكل هاجسا لوالدها الذي ما زال يتعامل مع ابنته وكأنها حية، حريصا على استعادة ذكراها وحضورها الواقعي والرمزي في حياته. وبلغ شغف عمر السيد بابنته إلى حد إعادة دفنها في مكان آخر بعد مضي خمس سنوات على وفاتها، إذ ظل يشعر في قرارة نفسه أن المكان الذي ضم جثمان ابنته بمقبرة الشهداء بالبيضاء، لم يكن مناسبا خاصة أنه كان يقع في مكان قصي، ويتطلب منه اجتياز مسافة طويلة وسط القبور، فطلب ترخيصا من السلطات لإعادة دفنها في مكان عند مدخل المقبرة ووفر لابنته صندوقا جيدا ووسادة وضعت تحت رأسها، وهي الوقائع التي يستعيدها السيد في الشريط الوثائقي الذي ما زال لم يحدد بعد ما إذا كان سيبث تلفزيونيا أم سيقتصر الأمر على بعض الأنشطة والملتقيات الثقافية الخاصة. عزيز المجدوب

“سهام … الحزن الجميل” وثائقي للسيد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

هذه هي مجموعات إقصائيات كأس إفريقيا 2019

الجوهري: الشهرة شيء تافه

مقالات ذات صلة