شاهد يسرد تفاصيل مقتل الطالب أيت الجيد

استرجع مشاهد الحادث المرعب والجلسة دامت 12 ساعة قبل تأجيلها استرجع الخمار الحديوي شاهد وحيد على مقتل الطالب محمد بنعيسى آيت الجيد، أمام المحكمة، مشاهد مرعبة لحادث انحفر في ذاكرته رغم مرور 24 سنة عليه، حاكيا تفاصيل دقيقة عن مهاجمته ورفيقه، من قبل مجموعة مكونة من حوالي 30 طالبا إسلاميا قبالة مقهى مجاورة لمحطة بنزين قريبة من معمل للمشروبات الغازية بسيدي إبراهيم. نحو الثانية والنصف زوال 25 فبراير 1993، أو «الخميس الأسود» بنعته، خرجا من مقر كلية العلوم ظهر المهراز، بعد حوار مع العميد دام 5 ساعات، ليستقلا سيارة أجرة صغيرة أمام الحي الجامعي إناث في اتجاه حي القدس بليراك، لتأخر حضور حافلة النقل الحضري، دون أن يعتقدا أن سيناريو فيلم الدم المرعب ينتظرهما. بالموقع الشاهد على جريمة لم تندمل جراحها، عرقلت سيارة مرقمة بالخارج، مسار الطاكسي على بعد مسافة قصيرة من الوصول إلى الوجهة. فوجئا بمحاصرتهما من قبل «جيش» من الطلبة الإسلاميين المدججين بالعصي والسلاسل الحديدية، أخرجوهما بالقوة من السيارة، لينطلق مسلسل تعنيفهما والعبث بجسديهما. «الخوانجية» عبارة كررها بنعيسى الجالس بجانب السائق الشاهد المتوفى قبل أشهر، مرتين، تنبيها لزميله بالخطر، بعدما تقاطرت الحجارة على الواجهة الأمامية للطاكسي، قبل أن يجدا نفسيهما هدفا لضربات متتالية لم تستثن عضوا من جسديهما، إلى أن حضرت سيارة أمن صدفة، نقلتهما إلى مستشفى الغساني القريب. بتفصيل سرد الشاهد ذلك، مؤكدا إصابته في ظهره ووجهه ورأسه إلى أن أغمي عليه، موازاة مع تعذيب بنعيسى قبل تناول لبنة (طوار) ورميها فوق رأسه، من قبل ثلاثة طلبة أحدهم من العدل والإحسان مدان ب10 سنوات في ملف سابق، واثنين من «بيجيدي» يتابعان أمام غرفة الجنايات لأجل المساهمة في القتل العمد. الأسماء نفسها ذكرها جوابا على أسئلة الدفاع طيلة ساعتين، محاولة تبيان تناقض ذلك مع أسماء أوردها في شهادته في ملف العدلاوي «ع. م» وأثناء محاكمته و»ع. ر» و»ع. ع. ح. د» القيادي الحالي في حزب عبد الإله بنكيران، قبل 23 سنة وإدانتهم بسنتين حبسا نافذا، لأجل «المساهمة في مشاجرة وقعت فيها وفاة». «مشيت فيها أخاي الخمار» آخر عبارة رددها بنعيسى مخاطبا رفيقه، حسب رواية الشاهد، مؤكدا تخييره وزميله من قبل طلبة فصيلي العدل والإحسان والتجديد الطلابي، بين الوفاة ذبحا أو رميا بالحجر، متسابقين في ما بينهم في سعيهم لقتل «الكافرين» طمعا في الجنة، مشيرا إلى أنه لولا حضور الأمن لكانت الجريمة أبشع. وأوضح أن عضوي بيجيدي الآخرين المتابعين بجنحة الضرب والجرح بالسلاح، ضرباه ورفيقه كما باقي مهاجميهما ممن لم يتعرف عليهم جميعهم، مؤكدا أن قيادي الحزب نفسه المحفوظة شكايتين ضده لسبقية البت، وضع رجله فوق عنق بنعيسى استعدادا لذبحه، مؤكدا تعرفه عليه بالسجن ومراسلته الوكيل العام في شأنه. وأكد في شهادته معرفته المسبقة بالمتهمين الأربعة الذين أنكروا كل المنسوب إليهم أو وجودهم في عين المكان، لأنهم طلبة في التخصص نفسه بكلية العلوم، مضيفا «كنت حافظهم بصورهم وملامحهم، لأنهم مارسوا علي الإرهاب»، مشيرا إلى أنه لم يسترجع وعيه إلا بمستشفى الغساني، قبل أن يخبر في فاتح مارس بوفاة زميله. ورغم محاصرة دفاع المتهمين له بأسئلة مختلفة، ظل وفيا للرواية ذاتها للحدث، مؤكدا ردا على سؤال حول إن كان مسلحا آنئذ، «كنت حاملا ثلاثة كتب»، فيما لم يخل الاستماع إليه بعد أداء اليمين القانونية ورفض هيأة الدفاع طلب التجريح فيه، من أجواء تشنج بين دفاع الطرفين، طيلة 12 ساعة من المناقشة. الانفعال امتد إلى كل القاعة والهيأة وحضورها الذي انتظر إلى الليل للنظر في باقي الملفات الجنائية المدرجة في الجلسة ذاتها سيما خلال تقديم دفاع المتهمين للدفوع الشكلية المتعلقة بالتقادم وإيقاف البت وبطلان المحاضر وقرار الإحالة لقاضي التحقيق، وأثناء تجريحه في الشاهد الوحيد بداعي سوابقه وتشكيه وانتصابه ضحية. حميد الأبيض (فاس)

شاهد يسرد تفاصيل مقتل الطالب أيت الجيد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

البراءة لسعودي احتجز مغربية

فضيحة في إسرائيل ... استدعاء نتنياهو إلى المحكمة بتهمة الفساد والنصب

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات