اشتراطات “بيجيدي” ترهن تشكيل الحكومة

يعيب الفرقاء السياسيون على عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة منهجيته في تدبير المشاورات السياسية مع الأحزاب التي عبرت عن رغبتها في المشاركة في الحكومة. ويكاد أغلب الزعماء الذين التقاهم خلال الجولة الأولى من المشاورات، يجمعون على انتقاد منهجية رئيس الحكومة المكلف، إذ ظل يستمع إليهم دون أن يكشف عن رؤيته للهندسة الحكومية التي سيتقدم بها، ولا إلى الخطوط العريضة لبرنامجه الحكومي. ويرى المتتبعون أن منهجية المشاورات من أجل تشكيل أغلبية حكومية واجهت تعقيدات منذ البداية، بالنظر إلى الخريطة التي أفرزتها الانتخابات التشريعية لسابع أكتوبر الماضي، والتي وضعت الأصالة والمعاصرة في الرتبة الثانية، في الوقت الذي فقدت مكونات الأغلبية السابقة العديد من المقاعد، التي ذهبت إلى "البام"، ناهيك عن التحول المثير في موقف حزب الاستقلال، الذي فك الارتباط بالمعارضة، وأعلن دعمه للعدالة والتنمية، وخوض حرب ضروس مع الأصالة والمعاصرة، ما جعل بنكيران يعتبره حليفا أساسيا إلى جانب التقدم والاشتراكية، في الفريق الحكومي المقبل. هذا التحول، أثر أيضا على موقف الاتحاد الاشتراكي الذي لم يتجاوز عدد المقاعد التي فاز بها عشرين مقعدا، ما جعل تنسيقه مع "البام" يصل إلى الباب المسدود، ليغير هو الآخر الوجهة من موقع المعارضة إلى التعبير عن الرغبة في تيسير مهمة بنكيران، لتشكيل الأغلبية. ومن القضايا التي أزمت المشاورات، بعد انتخاب عزيز أخنوش، رئيسا للتجمع الوطني للأحرار، هي اشتراطاته في مواجهة شروط بنكيران، والتي حددها في ما أسماه شروط قوة الفريق الحكومي وانسجامه. والملاحظ في منهجية بنكيران في المشاورات، هو حسمه من البداية في ضم حزبين، هما الاستقلال والتقدم والاشتراكية إلى جانبه، وسعيه من خلال باقي المشاورات إلى فرض هذا المعطى، باعتباره أمرا واقعا لا مفر منه، مشترطا على الأحزاب الأخرى أن تكمل مشهد الأغلبية، وهو الأمر الذي انتفض ضده امحند العنصر، أمين عام الحركة الشعبية، رافضا التعامل معه بمنطق الرقم المكمل، وربط مصيره بالأحرار والاتحاد الدستوري، ردا على تشبث بنكيران بأحزاب الكتلة الديمقراطية. ويرى المتتبعون أن منهجية بنكيران في المشاورات، من خلال وضع اشتراطات قوية، وتخيير الأحزاب القبول بها للمشاركة، تحاول اللعب على عنصر الزمن لاستنزاف حلفائه المفترضين، وترويضهم، وهو منهج لا يساهم إلا في تأزيم المشاورات، لأنه بكل بساطة لا يحترم آراء الأحزاب التي يسعى للتحالف معها، ويحاول التعامل مع الأمر بمنطق توزيع الغنيمة، وباعتباره الحزب الفائز بالرتبة الأولى، فمن حقه فرض شروط هذه القسمة، دون الحاجة إلى استشارة أو أخذ رأي الآخرين. وكشفت الخمسين يوما من الفراغ الذي تسبب فيه تأخر تشكيل الأغلبية، عن تضخم المصلحة الحزبية الضيقة وتحكمها في نصير البلاد، إذ ما معنى أن يعاود رئيس الحكومة تجربة الجولة الأولى من المشاورات، دون أن يغير من منهجية التشاور، ويتجاوز شروطه التي تعرقل تقدم المفاوضات. ويرى المتتبعون أن اختيار عقد لقاء للفريقين البرلمانيين للتجمع والدستوري برئاسة زعيمي الحزبين، الثلاثاء الماضي، قبيل لقاء أخنوش برئيس الحكومة، يحمل أكثر من رسالة إلى بنكيران، مفادها أن تحالف الحزبين أصبح أمرا واقعا، وأن مصيرهما مشترك، ما يعني ضـــــــــــــــرورة مخاطبة التجمع والدستوري ليس بمنطق ورقة 37 مقعدا التي أشهرها، في وقت سابق، في وجه أخنوش، رافضا شروطه، بل الأمر يتعلق اليوم باندماج فريقين يمثلان اليوم 58 برلمانيا. برحو بوزياني

اشتراطات “بيجيدي” ترهن تشكيل الحكومة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

فيديو ... هذا ما حدث في القمة الرقمية الإفريقية بالمغرب

بلقاضي: بنكيران مسؤول عن "البلوكاج"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات