مثلية النساء ليست موضة أو مرضا

الناجي رئيس مجموعة "أقليات" قال إن أطباء نفسانيين ينصبون على الأسر و"مجتمع الميم" يشكل 10 % بالمغرب قال طارق الناجي، الرئيس المؤسس لـ"مجموعة أقليات لمناهضة التجريم والتمييز ضد الأقليات الجنسية والدينية" بالمغرب، ومدير نشر مجلتها الإلكترونية "أقليات"، إن "المثلية" لدى النساء ليست اختيارا أو "موضة العصر"، بل هي توجه جنسي فطري ملازم للبشرية منذ ظهورها وحتى قبل نشأة الأديان، مؤكدا أن أطباء نفسانيين مغاربة، يواصلون النصب والاحتيال على أسر المثليين المغاربة، بادعاء أن ذلك مرض، في حين أن منظمة الصحة العالمية، حذفت المثلية من لائحة الأمراض منذ 1990. أجرى الحوار: امحمد خيي كيف تتابعون في مجموعة "أقليات" ملف المثليات؟ هل هناك خصوصية معينة لهذا الملف؟ وماهي المعطيات المتوفرة حول هذه الفئة؟ نتعامل في مجموعة "أقليات" مع ملف النساء المثليات كباقي الملفات أو الفئات التي نشتغل عليها. هذا يعني أننا لا نشتغل على هذا الملف وفق خصوصية معينة أو خطة عمل خاصة، لأننا نؤمن بأن ما تعانيه النساء المثليات في المغرب يعانيه المثليون كذلك، غايتنا الأولى في موضوع المثلية الجنسية هو العمل على إلغاء المادة 489 من القانون الجنائي التي تجرم المثلية، و هي المادة التي لا تميز بين المثليات والمثليين، لذلك لا نضع أي "تمييز" في هذا الموضوع. صحيح قــد تكون للمثليات في المغرب خصــوصية فــي القضايا المرتبطة بما هو اجتماعي، وهـذا نابع بالأساس من نظـرة المجتمع للمرأة بشكل عــام و لمكــانتها فـي أغلب الأسر المغربية، وبالتالي يمكن أن نتعامل بنوع من "الخصــوصية" في معالجتنا لقضايا النساء المثليات. أما بخصوص المعطيات المتوفرة لدينا في هذا الجانب، أقول بأن موضوع "المثلية الجنسية" في المغرب ما يزال يحيط به الكثير من الغموض، فنحن كمجموعة نشتغل على هذا الموضوع نجد الكثير من الإكراهات والصعوبات التي تعيق عملنا، لأن أغلب المثليين والمثليات وثنائيي الميول الجنسي ومتغيري الهوية الجنسانية لا يصرحون بما هم عليه. وحتى في تعاملهم معنا يتحفظون على هوياتهم وكل شيء سيؤدي إلى الكشف عنهم، وكل ما أستطيع أن أقوله هو أن "مجتمع الميم" حسب تقديري الخاص قد يشكل 10 في المائة من مجموعة المجتمع المغربي وقد يتجاوز هذه النسبة بكثير. هل المثلية عموما، ولدى النساء خصوصا توجه جنسي طبيعي / فطري، أم سلوك مكتسب بفعل عوامل أخرى ما يجعل منه "موضة" كما يروج البعض؟ موضة!! حقيقة أستغرب لمن يقول هذا القول، من هذه الفتاة "الحمقاء" أو الفتى "الأحمق" الذي سيسلك هذه "الموضة" وهو يعلم جيدا أنها مرفوضة من قبل المجتمع والدين والقانون؟ من هذا "الأحمق" الذي سيختار أن يكون مثليا أو مثلية وهو يعلم أن هذه "الموضة" ستجر عليه الكثير من المتاعب وقد تجره إلى السجن أو قد تكلفه حياته كلها؟ لا يمكن لعاقل أن يقبل هذا، لهذا أقتنع أن من يقول أنها مجرد "موضة"، هو حقا شخص وصلت به "الهوموفوبيا" (رهاب المثلية) حد الجنون فأصبح يتفوه بأشياء سخيفة عن المثلية الجنسية. ما لا يعرفه الكثيرون أو لا يريدون البحث فيه، هو أنه توجد أكثر من 1500 فصيلة حيوانية تمارس سلوكا جنسيا مثليا، أي أن المثلية الجنسية موجودة عند الحيوان أيضا، كما أن منظمة الصحة العالمية قامت بحذف "المثلية الجنسية" من قائمة الأمراض النفسية ومن جميع تصنيفات الأمراض، في 17 ماي 1990، لتنهي بذلك أكثر من قرن من الزمن اعتبرت فيه المثلية مرضا. بالإضافة إلى ذلك، وللذين يقولون إنها موضة أو مكتسبة أو "مرض العصر"، المثلية الجنسية موجودة منذ بداية البشرية وقبل ظهور الأديان، كما أن التراث الأدبي العربي والشرقي مليء بالنصوص التي تحكي عن المثلية، هذا بالإضافة إلى العديد من الرسوم والتماثيل القديمة التي تشهد على وجودها من آلاف السنين. إن المثلية الجنسية طبيعية جدا كالغيرية الجنسية، ومن المخزي أننا على مشارف 2017 وما زال بعض الأطباء النفسانيين المغاربة يبيعون الوهم لعائلات المثليين ويزعمون أنهم يتوفرون على دواء لداء وهمي موجود فقط في أدمغة "أشباه الأطباء". يبدو أن المثليات لا يعشن بالمغرب المعاناة نفسها التي يعيشها الذكور المثليون، إلى أي حد هذا الاعتقاد صحيح من خلال الحالات التي تعاينونها؟ توجد معاناة يشترك فيها جميع المثليين سواء كانوا ذكورا أو إناثا، وتتمثل أساسا في التجريم الذي يطال هذه الفئة كيفما كان نوع الجنس، فالمادة 489 لا تعرف ذكرا أو أنثى، كل ما تعرفه هو سلوك جنسي خارج ما يعتبره القانون "طبيعي". أما ما يتعلق بالمعاناة التي يختلفون فيها فهذا راجع بالأساس لنظرة المجتمع لكل من الذكر والأنثى بشكل عام وهنا قد يتدخل حتى الدين. وعلى العموم النساء المثليات في المغرب يعانين من التحرش الجنسي، وقد يصل الأمر إلى محاولة اغتصابهن من قبل الرجال وبشكل لا تتعرض له النساء المغايرات، كما أن النظرة النمطية للمرأة في المجتمع تجعل كل امرأة تتصرف خارج "القالب النمطي" لدورها، (تجعلها) امرأة فاسدة أو منحرفة أو بدون أخلاق. أما بالنسبة للذكور فالأمر نوعا ما يختلف في هذا الجانب، والمجتمع ونظرا للمكانة "الراقية" التي يمنحها للرجل فسوف لن يكون رحيما بالمرة مع أي سلوك يخدش تلك المكانة و"القداسة" التي يحتلها. التجريم مناقض لالتزامات المغرب مرجعيتنا في المطالبة برفع التجريم عن المثلية الجنسية، هي الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية وجميع الاتفاقيات والمعاهدات التي صادق عليها المغرب والتي تتعهد فيها الدول الموقعة، برفع جميع أشكال التمييز بين مواطنيها على أي أساس، كان دينيا أو جنسيا أو عرقيا أو أي اعتبار شخصي كيفما كان. وكما هو معلوم فالتشريعات الدولية تسمو على التشريعات الوطنية، ووفق هذه القاعدة فالمغرب ملزم بملاءمة جميع تشريعاته الوطنية مع ما صادق عليه من تشريع دولي، لذا فالمادة 489 من القانون الجنائي المغربي لا تتوافق مع التشريع الدولي الذي التزم فيه المغرب بالعمل على وضع تشريعات وطنية تحمي الحقوق المنصوص عليها في تلك المعاهدات والاتفاقيات الدولية.

مثلية النساء ليست موضة أو مرضا

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

لائحة جديدة ومفاجآت في ملف التقاعد

تقرير: "البام" والأحرار استفادا من توجيه السلطة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات