عنف ومطاردات في احتجاجات بالبيضاء

السلطة تصعد في وجه العدل والإحسان وأعضاء من حركة 20 فبراير منقسمون على أنفسهم العنف الذي لازم تدخلات قوات الأمن ضد أعضاء من العدل والإحسان في عدد من المناطق، ينذر بخطر تفجير حركة ياسين للوضع العام في المغرب، من خلال إصرار أتباعها على جر الأحياء الشعبية إلى العنف، حتى تتحول إلى حمام دم، وهو ما انتقدته مجموعات من شباب حركة 20 فبراير التي انقسمت على نفسها بين مؤيد لتوجه العدليين ومدافع عن استقلالية الحركة عن أي تنظيم سياسي أو ايديولوجي. لغة العصا تلقى انتقادات من جانب جهات حقوقية، بل وحتى أمنية، لأنها تشرعن لممارسات العدل والإحسان الذين يراهنون على توسيع رقع المواجهة، مهما كلفها ذلك من ثمن، فهل سنعيش سيناريو جديد سمته الأساسية "بلطجة" الساحة بمواجهات غير مسحوبة العواقب بين الحاملين لشعارات الملك، والمناوئين للنظام. هذا ما سيكشف سيناريو الاحتجاج في الأسابيع المقبلة، والتي سوف لن تكون سهلة، مادام أن لغة منع التظاهر بالقوة عادت من جديد إلى قاموس السلطة التي لم تعد تتساهل مع الخروج إلى الشارع العام، كما كشف العدليون عن حقيقة مخططهم وإنزالهم القوي لاحتواء حركة 20 فبراير. خلق التمويه الذي قام به أعضاء حركة العدل والإحسان وقلة من شباب حركة 20 فبراير، لقوات الأمن، نوعا من الارتباك في صفوف هذه الأخيرة، إذ ظلت "تعسكر" قرب مسجد الحسنى بشارع القدس، ظنا منها أن شباب العدل والإحسان سيخرج من المسجد مباشرة بعد صلاة العصر للتظاهر كما حدث الأحد الماضي، إلا أن شيئا من ذلك لم يحصل.الساعة تشير إلى الخامسة والنصف من يوم الأحد 29 ماي، قوات مساعدة وأخرى من البلير والصقور ترابض قرب مسجد الحسنى، وتنتظر خروج المصلين، بينما توزع أفراد من قوات الشرطة قرب باب المسجد ينتظرون خروج أعضاء العدل والإحسان، ومواطنون دفعهم الفضول إلى تتبع ما يجري من حركة غير عادية للبوليس والصحافة. اقتربت منا إحدى المواطنات التي كانت صحبة صديقتها، لتسأل عما يجري بالضبط، فتدخل أحد أفراد الشرطة لإقناعها بالابتعاد عن المكان، إلا أنها أصرت على معرفة ما يجري بالضبط، قبل أن تهمهم بكلمات "مظاهرات مرة أخرى..." انفض الموكب بعد الصلاة، ولم يعثر رجال الشرطة عن العدليين بين المصلين الخارجين من المسجد، فكان الكشف عن "المقلب" الذي انتبه إليه الأمن متأخرا، ولربما كان هناك توزيع للأدوار بين أفراده، الذين ظل البعض منهم مرابضا بين أزقة جميلة 2 وجميلة 3 قرب شارع الحارثي، حيث توجد مساجد صغيرة يرجح أن تضم عناصر من العدل والإحسان.توجه الجميع إلى الشارع المذكور في حدود الساعة السادسة مساء، إذ صادفنا في الطريق أحد أعضاء مجلس المدينة الذي وجه نقدا لاذعا لحركة 20 فبراير في وسائل الإعلام، فأخبرنا بأن "العصا" بدأت بشارع الحارثي، وهذا ما كان، إذ اختلط المحتجون بالمارة والسكان، في مشهد شبيه بحرب العصابات، فظلوا ينتقلون بين الأزقة مرددين شعارات " سلمية سلمية والشعب يريد إسقاط الاستبداد" ، مطاردين من قبل قوات الأمن.كان أغلب الفارين من ملتحي العدل والإحسان، ومجموعة من شباب حركة 20 فبراير، إلا أن المثير في كل هذا، أن أحد أعضاء العدل والإحسان كان يستعين ب"صفارة" لإنذار المحتجين، حين مداهمة رجال الأمن لهم بين الأزقة.تدخل أحد أعضاء العدل والإحسان، لثني أحد شباب الحركة عن استعمال ألفاظ نابية في حق البوليس، قائلا "ما تخسروش لهضرا". بينما فضل آخر توجيه الباقين بين مداخل ومخارج الأزقة الضيقة لحي جميلة 2 وجميلة 3.بالمقابل، رفع مواطنون شعارات تهاجم حركة 20 فبراير، وردد عدد من شباب الحي الذين كانوا يحملون قبعات مزينة بالعلم الوطني، شعارات ضد العدل والإحسان وباقي شباب الحركة الذين حولوا أزقتهم، على حد تعبيرهم، إلى جحيم كل نهاية أسبوع.مصطفى شاب في الأربعين من عمره قال ل" الصباح" " إن هؤلاء ليسوا أبناء الحي، فهم وافدون عليه من أحياء أخرى، وأصبحوا من مثيري الهلع في اسباتة إلى درجة أن المتاجر توصد أبوابها مع الإعلان عن كل تظاهرة"، لذلك، يضيف مصطفى، كان ضروريا أن يخرج عدد من شباب الحي لمواجهة أعضاء العدل والإحسان، الذين أرادوا، بحسبه، "تحويل شارع الشجر إلى شارع الدم".كانت شعارات من قبيل "من أجل مغرب ينعم فيه شباب وشابات الأمة بالامان والاستقرار" وأخرى "ارحلوا عن أحيائنا. دعونا نعيش في أمن وطمأنينة" مع العلم الوطني، كافية للتعبير عن سخط جزء مهم من سكان الحي من تحويل أزقتهم إلى مشاهد شبيهة بالأفلام البوليسية جراء المطاردات، إلى درجة أن أحد المراهقين الذي كان يتابع مشاهد العنف الممارس ضد المحتجين، قال "سعداتي تحول حينا إلى قشلة". بالمتاجر والمقاهي المجاورة كانت المعارضة أشد وبدون شعارات «هاد الناس يمشيوا فحالهم»، يقول صاحب مقهى بالشارع. وحدثت بعض المواجهات بين متظاهري العدل والإحسان وسكان شارع الشجر، إذ خرج صاحب مقهى حاملا صندوقا للقنينات الفارغة للمشروبات الغازية وبدأ يرمي بها المتظاهرين الذين كانوا يدعون إلى محاربة الفساد. توالى الكر والفر بين أفراد الأمن والمحتجين، وأخذ بعض السكان يحكمون إغلاق أبواب منازلهم خوفا من أفراد الشرطة ومن لجوء بعض أعضاء العدل والإحسان إليهم من أجل الاحتماء بهم.توالى الضرب والجرح إلى حدود الساعة السابعة والنصف مساء. تدخلات قوات الأمن كانت عنيفة، وكان هذا العنف يزيد أعضاء العدل والإحسان تمسكا بمواصلة التنقل بين الأزقة، رغم مواجهات الأمن وبعض شباب الأحياء لهم، بل إن بعض الملتحين كانوا يصرون على منع حمل الجرحى في سيارات الإسعاف رغم أن إصاباتهم كانت بليغة مرددا « إنهم شهداء». رغم ذلك، نقل المصابون في سيارات الإسعاف إلى مستشفى بن مسيك، و تحدتت مصادر عن أربعين جريحا، منهم شباب ونساء.لم يسلم المخرج هشام عيوش، بدوره من هجوم بعض سكان الأحياء عليه، إذ تعرض للضرب والسب بسبب قيامه بتصوير مشاهد من المطاردات الأمنية وأخذه تصريحات من أفراد من العدل والإحسان وشباب 20 فبراير ضمن الفيلم الذي يقوم بإعداده منذ مدة حول حركة 20 فبراير وربيع الديمقراطية العربي، وتدخل الأمن لحمل عيوش بعيدا عن عنف السكان، الذين قاموا بتكسير كاميرا التصوير التي كان يحملها على كتفه، واتهموه بتشويه صورة المغرب في الخارج.بعد نهاية مشهد المطاردات حمل مراهقون وشباب الأعلام الوطنية وصور الملك، ورددوا شعارات «ملكنا واحد محمد السادس» كما كالوا السب والشتم لأعضاء حركة العدل والإحسان وشباب 20 فبراير.وهذا يعني أن حلبة المواجهة ستتسع في الأيام المقبلة بين هؤلاء وأعضاء الحركة، الذين حمل إصرارهم على العودة إلى شارع الشجر للتظاهر من جديد، كراهية السكان لهم، بسبب الوضع الذي آلت إليه أحوال تجارتهم وحالة اللاستقرار التي أخذت احياء اسباتة تعيش على إيقاعها نهاية كل أسبوع. رشيد باحة

عنف ومطاردات في احتجاجات بالبيضاء

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

سكان وتجار بالبيضاء هاجموا 20 فبراير

"سر من زجاج" يتوج بمهرجان السينما التربوية بمكناس

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات

سكان وتجار بالبيضاء هاجموا 20 فبراير