وزير الداخلية اعتبر أن العدالة والتنمية يعاكس تطلعات الأمة المغربية نحو الديمقراطية ما إن أنهى محمد حصاد، وزير الداخلية، قراءة النتائج الرسمية الأولية للانتخابات البرلمانية في الساعات الأولى من أول أمس (السبت) حتى وضع ورقة الأرقام جانبا وانفجر غاضبا في وجه رئيس الحكومة، متهما إياه بالتشكيك في المؤسسات العليا للبلاد وفي التعليمات التي يصدرها الملك. واعتبر الوزير في ندوة الإعلان عن نتائج انتخابات 7 أكتوبر أن كل الانتقادات التي أطلقها العدالة والتنمية على امتداد مراحل العملية الانتخابية باطلة، خاصة تلك الموجهة إلى وزارة الداخلية، منبها إلى أن «هذا الحزب ما زال يشك في الإرادة الراسخة لكل مكونات الأمة، وعلى رأسها الملك، لجعل الممارسة الديمقراطية واقعا متجذرا وخيارا إستراتيجيا لا رجعة فيه». وقبل أن تتغير نبرة حصاد حرص الوزير على تهنئة العدالة والتنمية بفوزه بالانتخابات التشريعية التي جرت الجمعة الماضي، وفاز فيها بحوالي 125 مقعدا في اللائحة المحلية ضمن النتائج المكتملة التي تم الكشف عنها، إذ ختم رصد الأرقام فقرة قال فيها «بهذه المناسبة، لابد من تهنئة بلادنا على حسن سير الديمقراطية كما يريده الملك»، مهنئا كذلك العدالة والتنمية على تصدره لنتائج الانتخابات. وأشار حصاد إلى أن «بيجيدي» تحدى الدولة والسلطات الحكومية المختصة عندما أعلن عن جزء من النتائج، معتبرا أن ذلك يؤشر على غياب الثقة في الداخلية، مجددا التأكيد على أن وزارته برهنت على أنها تطبق تعليمات الملك عند كل رهان كبير وتلتزم الحياد التام، وهو ما يجعل المغرب يفتخر بالديمقراطية ودينامية الأحزاب السياسية. وبعد التأكيد على أن مختلف مراحل الاستحقاق التشريعي الخاص بانتخاب أعضاء مجلس النواب مرت في أجواء إيجابية، عكستها بجلاء مستويات التعبئة والدينامية التي تم تسجيلها على مر أيام الحملة الانتخابية، أوضح أن «هاته الدينامية عكستها بوضوح الحملة الانتخابية المكثفة وعدد المبادرات التواصلية التي قامت بـها الأحزاب السياسية ومرشحوها، والتي ناهزت 13.000 مبادرة تواصلية». وأعلن وزير الداخلية أن الحملة استقطبت حوالي مليون مشارك، أي بمعدل يقارب 77 ألف مشارك يوميا، مشيرا إلى أن «الجولات الميدانية شكلت الآلية الأكثر توظيفا من قبل المرشحين من خلال استقطابـها لحوالي 530 ألفا و300 مشارك، متبوعة بالمهرجانات الخطابية بما يناهز 22 ألف مشارك» ، معتبرا أن هذه المعطيات توضح أن الأحزاب السياسية بذلت مجهودات كبيرة من خلال استعمال وسائل دعائية متنوعة، كتوزيع المناشير وعقد الاجتماعات، مبرزا لجوء المرشحين إلى توظيف الفضاءات الإعلامية المكتوبة والإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي. ياسين قُطيب