وكالات تحتال على حجاج ومعتمرين

تنشط شبكات النصب على الحجاج المغاربة والمعتمرين المغاربة في العديد من المدن المغربية، وتبتكر هذه الشبكات أساليب وطرقا غاية في الاحتيال، وتنجح بالتالي في الإيقاع بالمئات من الراغبين في زيارة بيت الله، وأداء مناسك العمرة والحج، لتتحول تلك الرغبة الدفينة في زيارة قبر النبي عليه السلام، إلى سراب، ويجد الراغبون في أداء تلك المناسك أنفسهم في ورطة، لتنطلق رحلة أخرى للبحث عن مسؤولي وكالات وهمية ومطاردتهم، رغبة في القصاص منهم. ومن بين الأساليب التي تلجأ إليها شبكات النصب والتزوير، عرض خدمات في المواقع الإلكترونية، والإيقاع بالضحايا، من خلال إيهامهم، على أداء واجبات العمرة أو الحج عن طريق المواقع الإلكترونية، في غياب أي ضمانات تضمن حقوق الحجاج أو المعتمرين، الذين اكتشف الكثير منهم، أنفسهم ضحية نصب وخداع. يحكي في هذا السياق حاج كان يرغب خلال رمضان الماضي في أداء مناسك العمرة، إذ أغراه العرض الذي وجد على أحد المواقع الإلكترونية، ما جعله يسارع إلى مراسلة المواقع، الذي طالبه بتحميل مجموعة من الوثائق الخاصة به، وبعثها عبر البريد الإلكتروني للوكالة الوهمية، وبعد ذلك، تمت مطالبته بأداء نصف المبلغ المحدد في 15 ألف درهم، وهو ما تم، غير أن «الحاج» وجد نفسه ضحية نصب، إذ توجه إلى الدار البيضاء، حيث يفترض وجود مقر الوكالة، ليكتشف أن ذلك المقر يوجد في ملكية طوبوغرافي، يملكه منذ سنوات خلت. ويقول أحد مهنيي قطاع وكالات الأسفار في حديث ل»الصباح»، في تعليقه على هذه القضية، إن وكالات الأسفار التي يتم الترويج لها في المواقع الإلكترونية، ينشط العديد منها دون اعتماد من الوزارة الوصية، وهو ما يفرض على الراغب في التعامل مع هذه الوكالات التأكد من وجودها ضمن القائمة المعتمدة من طرف الوزارة، مضيفا أن الوكالات المعتمدة تتوفر على مقرات لها، وتضع يافطة تشير من خلالها إلى اعتمادها من قبل الوزارة الوصية، حتى يتم قطع الطريق على المحتالين والنصابين، ممن يسيئون إلى سمعة هذا القطاع. ومن بين طرق النصب الأخرى، أن وكالات للأسفار تقوم بنقل الحجاج إلى المملكة العربية السعودية لأداء مناسك الحج أو العمرة، ويتفاجأ المسافر مع هذه الوكالات بأنها لا تملك أي عقد في المملكة العربية السعودية، ولا تملك أيضا أي ضمان أو تأمينات، إذ في حال تعرض حاج مثلا لحادث في البقاع المقدسة لا توجد جهات رسمية يودع شكواه لديها، وهو ما حصل في العديد من المرات، وتحولت رحلة حجاج بيت الله الحرام إلى جحيم لا يُطاق نتيجة وكالات لا تلتزم بالقوانين المنظمة للقطاع، وكل ما يهمها هو تحقيق الربح السريع. ولا يتوقف النصب عند هذه الحالات فقط، بل حتى بعض الشركات المعتمدة، تعمل على الاحتيال على الحجاج الذين يسافرون في رحلاتها، ومن بين طرق النصب والاحتيال، عرض أثمنة منخفضة جدا مع ما هو معمول به في السوق، وعرض خدمات تفوق بكثير الثمن المؤدى، غير أنه بمجرد الوصول إلى الديار السعودية، يكتشف المسافر، أن الفندق مثلا يبعد بمسافة طويلة عن الحرم، أو أن الرحلة غير مباشرة، ثم أن الغرف ليست تلك التي تم عرضها على الحجاج أو المعتمرين، إذ يحكي أحد الحجاج أنه أدى مبلغا ماليا على أساس الإقامة في فندق من فئة أربعة نجوم ليفاجأ بأنه من ثلاثة نجوم، إضافة إلى أن الغرف سداسية وليست ثلاثية، إذ رغم شكواه لم يجد الآذان الصاغية ورضخ في آخر المطاف للأمر. محمد العوال (آسفي)

وكالات تحتال على حجاج ومعتمرين

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

بنسودة يفضح أعطاب التدبير الحكومي للمالية

مزارعو "الشيرا" يخططون لتهجيري

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات