“بني كيل” يهزم “الأشقر” الجزائري

فلاحو الجهة الشرقية وفروا 800 ألف رأس والأسواق العشوائية تلهب الأسعار يبلغ قطيع الماشية بالجهة الشرقية مليونين وتسعمائة ألف رأس، منها مليون رأس ماعز، والجاهز منها 800 ألف رأس معــروضة لأداء شعيرة عيد الأضحى، وتغطية احتفالات أداء فريضة الحج، وهي عادة يحرص عليها آهل جهة الشرق تكريما للحاج. ويوجد القطيع المذكور على مساحــة خمســة ملايين هكتــار من المراعي على امتداد الجهة الشرقية. وحسب مصدر مختص التقت به "الصباح" فإن العرض كاف رغم الصعوبات التي واجهتها الأنشطة الفلاحية بصفة عامة بالجهة، إذ حاولت الجهات الإدارية المختصة التخفيف من آثار الجفاف وقلة التساقطات للحفاظ على مستوى القطيع. وقال إن التدخل شمل ثلاثة مستويات، هي توفير الشعير المدعم بحدود مليون وثلاثة مائة ألف قنطار استفاد منها مائة وعشرون ألف كساب على مدى ستة شهور، بدءا من فبراير الماضي، ولا يزال مستمرا للحفاظ على القطيع الناشئ، ومن أجل ضمان الكمية المفترضة للإنتاج اليومي العادي من اللحوم، تم توفير نقط الماء لتوريد الماشية. وبلغ العدد المنجز خمس وثمانين نقطة ماء من أصل مائتين وخمسين نقطة مبرمجة إضافة إلى توزيع الصهاريج المجرورة والبلاستيكية البالغ عددها ثلاثمائة وسبعين صهريجا منها مائة وثلاثة وستين صهريجا مجرورا من سعة أربعة أطنان. ورغم ذلك، فالكسابون الذين تحدثت إليهم "الصباح" في نقط البيع المنتشرة بوجدة، أجمعوا على غلاء الأعلاف نسبيا، واعتبروا أن تدخل المصالح المعنية يحتاج إلى حكامة أكثر، حيث إن الخروف الذي يشكل الخلف لا يزال قليلا بالمقارنة مع ما هو مطلوب للاستهلاك، وأنه لا تزال الحاجة ملحة لتقوية رصيد القطيع من صنف بني كيل ذي الصيت العالمي، والمعروف بجودة لحمه، نظرا لاعتماد رعيه على المراعي شبه الصحراوية المليئة بالأعشاب الغنية والواقعة بمنطقة الظهرة بتندرارة وجرادة وتالسينت وبوعرفة، الواقعة جنوب وجدة. وكان "بني كيل" مهددا بالصنف المعروف بـ"الأشقر"المهرب من الجزائر، الذي كان محملا بمخاطر شتى تتعلق بتشويه "النسب" الجيني الذي عرفت به سلالة بني كيل، وكذا بحمله لعدة أمراض أخطرها فيروس الحمى القلاعية، قبل أن يتعاون الكسابون المحليون والسلطة المغربية لمنع دخوله للتراب الوطني، ثم قيام السلطات الجزائرية بحملات لمنع تهريبه اعتقادا منها أن المغرب هو المستفيد، وبذلك تكون قد أدت خدمة مهمة لكسابي المغرب الشرقي، علما أن أغلب مناطق تربية المواشي بالجهة الشرقية توجد على الشريط الحدودي مع الجزائر، وبذلك تكون المنطقة الشرقية بصفة عامة الحزام الوقائي ضد أي تسرب لأي مرض من الأمراض المعدية التي تضرب بين الفينة والأخرى قطيع الماشية بدول شمال إفريقيا والتي قد تمس القطيع الوطني . وحسب مسؤول بإحدى الجمعيات المهتمة بتنمية القطيع فإنه موجود بالكمية المتطلبة، وأن الأثمنة ستكون حسب السلالة والجودة والوزن، وسيتراوح الثمن هذه السنة مابين 1500 درهم و3500، نظرا لأن تربية الماشية بالنسبة إلى فلاحي الشرق والجنوب الشرقي تعتبر عاملا مهملا في تنمية الدخل الفردي للفلاح الكساب، إذ يفوق هذا الدخل الفردي من الكسب 50 في المائة من الدخل عن النشاط الفلاحي ككل. وأكد عضو الجمعية أن هذا القطيع سليم من الناحية الصحية، إذ لم تسجل أي حالة من الأمراض المعدية به، وأن المنتوج المعروض بالدائرة الترابية للمديرية الإقليمية لوجدة وحدها يفوق ثلاثمائة ألف رأس من الغنم، وخمسين ألف رأس من الماعز. وبمرافقة "الصباح" لعدد من المهتمين والمسؤولين عن وضعية القطيع المعد لعيد الأضحى صباح السبت الماضي، تبين أن المراقبة الصحية والأمنية مكثفة حاليا على صعيد الأسواق ونقاط تجمعات الماشية العشوائية، كما أن عمليات الاحتيال لاتزال تظهر من حين لآخر بهذه الأسواق، إذ أصبحت هذه الأخيــرة تعــج بالسمــاسـرة والوسطــاء والمتطفلــين، الذيــن يدفعون إلى السوق رؤوسا من الأغنام تمت تربيتها وتسمينها بطرق مشبوهة. محمد المرابطي (وجدة)

“بني كيل” يهزم “الأشقر” الجزائري

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تمويل التكوين المهني... العبء الأكبر

جدل فقهي في ملف زوجة السفير الكويتي

مقالات ذات صلة