الضحايا أثرياء ورياضيون وسياسيون

محترفو "الأرنكة" يستهدفون الفئات الأكثر حرصا على سرية حياتها الخاصة من غرائب «الأرنكة» والابتزاز المالي باستعمال مقاطع جنسية، أن ضحاياه ومن يسقطون في شباك محترفيه، هم الأشخاص الأكثر حرصا على سرية حياتهم الخاصة لأن الجميع مهتم بها بسبب شهرتهم، وذلك ما تكشفه المعلومات المسربة عن تفاصيل التحقيق مع عصابات الابتزاز الجنسي، التي سقطت في شباك الشرطة القضائية في السنوات الأخيرة. وتوجد حالتان من الضحايا المغاربة، تشكلان نموذجا لمسألة أن آخر من يتوقع سقوطه، هو أول من يسقط، ويتعلق الأمر، بمدرب سابق للمنتخب الوطني ولفرق تلعب في البطولة الوطنية، ونائب برلماني من حزب الاستقلال، لم تنفع مسارعته إلى إبلاغ النيابة العامة وإلقاء القبض على مبتزيه، في تسريب صوره إلى مواقع إلكترونية مغربية معروفة. لم تتسرب التفاصيل الكاملة بخصوص الطريقة التي سقط بها المدرب الوطني لكرة القدم في شباك الابتزاز، لكن تأكد أنه ظل خاضعا لأشهر لشروط مبتزيه وظل يمدهم بالمال للحيلولة دون نشر المقاطع الحميمية التي التقطوها له، عبر حوالات تشير بعض المعطيات إلى أن عددها بالعشرات. أما النائب البرلماني عن حزب الاستقلال، الذي نسب له الظهور في شريط «فيديو» له، ويظهره يداعب عضوه التناسلي بورقة مالية أمام كاميرا الحاسوب، فقد خرج عن صمته، على أثير إحدى الإذاعات، فكشف تفاصيل وقوعه في المقلب، لكن نفى أن ممارسة العادة السرية أمام الكاميرا. وقال البرلماني، حاكيا: «كنت في محادثة مع شابة ليبية، وهو أمر عاد، لأنني دائما أدردش مع الذين يتابعونني في شبكتي التواصل «فيسبوك» و»سكايب»، وتناقشنا في قضايا عدة، منها الربيع العربي والأوضاع في المغرب وليبيا، غير أنها في إحدى اللحظات، طلبت مني إجراء محادثة بالصوت والصورة عبر «سكايب»، وحينها تيقنت أنها ليست ليبية، إذ كانت لهجتها مشرقية». وأضاف البرلماني الشاب كاشفا مزيدا من التفاصيل، فقال: «شوية بدات كتحيد في حوايجها، وبكل عفوية نضت في حالي وما كملتش معاها المحادثة، غير أنه بعد نصف ساعة وصلتني رسالة من عندها، فيها رابط «فيديو» تم تنزيله على اليوتوب، وفيه صورتي وعبارة فضيحة مغربي يمارس العادة السرية على سكايب». ولم يخف المتحدث، أنه حينها عرف « أن القضية حامضة، فسألتها عن مطلبها، فكشفت لي أنها رجل وتريد 40 ألف درهم، كان ذلك في الساعة السابعة صباحا، وفي الثامنة كنت في مكتب النيابة العامة أقدم شكاية ضد المبتز». وتشير التقارير الخاصة بمجموعات مكافحة الابتزاز الجنسي من قبل الشباب المغاربة، والتي أسسها خليجيون في بلدان إقاماتهم، باعتبار أن أكبر الضحايا يكون في صفوفهم، أن ما كشفه البرلماني، لا يختلف كثيرا عن باقي الحكايات. فالمبتز، وفق تلك المجموعات، يفتح حسابا في «فيسبوك» باسم فتاة، ثم يصطاد الضحايا إلى «سكايب»، وباستعمال برنامج متطور، يظهر فتيات أوربيات بملامح شرقية على شاشة حاسوب الضحية، يطلبن ممارسة الجنس عبر الأنترنت، ما يستجيب له للضحية، قبل أن يكتشف أن كل ما قام به مسجل، فيشرعون في ابتزازه ماليا مقابل طمس الفضيحة. وفي الحقيقة، يبقى السقوط في فخ الابتزاز الجنسي، مسؤولية الضحايا بالدرجة الأولى، إذ أنهم يسمحون لحاجاتهم الجنسية أن تقودهم إلى التعري أمام «الكاميرا» وهم يتحدثون إلى مجهولين، علما أن الظواهر المتعلقة بقرصنة المعلومات الشخصية عبر الأنترنت وانتحال صفة أشخاص وهميين، وإعادة معالجة الصور وفبركة مشاهد غير حقيقية، كلها ممارسات معروف أن التكنولوجيا الحديثة تتيح القيام بها. 30 ألف خليجي سقطوا في المغرب يبقى الخليجيون، أكبر زبناء وضحايا عصابات «الأرنكة» الجنسية بالمغرب، إذ أكدت صحيفة «الإمارات اليوم»، في وقت سابقا، في تحقيق استقصائي، أن جمعية تأسست بالسعودية واسمها «لا للابتزاز الجنسي»، أكدت تسجيل 30 ألف حالة ابتزاز جنسي لرجال من منطقة الخليج، في السنوات الأخيرة. ووفقا للمعطيات نفسها، فالسعوديون هم الضحايا الأساسيون لعصابات «الأرنكة» بمعدل 15 ضحية يوميا، يليهم الكويتيون والإماراتيون، مؤكدة أن الضحايا، لا يجدون أمامهم إلا الاختيار بين الانتحار أو الاستلام للمبتز والخضوع لرغباته تحت التهديد بنشر «الفيديو». وأكدت الجمعية نفسها، في دراسة لها، أن «كل اثنين وسط 10 أشخاص يتم استهدافهم، يقعون في فخ الابتزاز الجنسي الإلكتروني»، مؤكدة أن الصور التي ينشرونها على صفحاتهم والمعلومات التي يدلون بها في مواقع التواصل الاجتماعي، حول أوضاعهم الاجتماعية والمالية، تكون معيارا لاختيارهم، إذ كلما كان الضحية ثريا، كلما اعتبرته عصابات «الأرنكة» صيدا ثمينا. امحمد خيي

الضحايا أثرياء ورياضيون وسياسيون

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الروصادي يحيي ذكريات الأولمبيك

رينار: وصلتني أصداء طيبة عن الرديف

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات