فاتنات بصمن التاريخ

ثيـودرا... إمبراطـورة روما كانت ثيودرا زوجة جستنيان في الأصل ممثلة بسيطة ، يفوق جمالها مواهبها في الفن المسرحي، ولدت ثيودورا في 500م بقسطنطينية، وهي ابنة أحد القبارصة وكان أبوها يعمل في السيرك وكانت ثيودورا على حد وصف بروكوبيوس المؤرخ المعاصر لتلك الفترة وصاحب كتاب التاريخ السري أنها مصدر التسلية بقسطنطينية ومصدر العار بها ويقول إن من يلتقي ثيودورا في الطريق يتمنى الاقتراب منها ثم يسارع بالابتعاد عنها إلى أن صارت ممثلة، تثير مشاعر أهل قسطنطينية، وتدخل البهجة إلى قلوبهم بتمثيل المسرحيات الصامتة الخليعة. ولدت ابناً غير شرعي، وصارت عشيقة رجل سوري يدعى هسبولوس ثم هجرها، واختفت عن الأنظار فترة من الزمان في الإسكندرية، ثم عادت بعدها إلى الظهور في قسطنطينية فقيرة ولكنها عفيفة شريفة، تكسب قوتها بغزل الصوف، ثم أحبها جستنيان، فاتخذها عشيقة له، ثم تزوج بها وجعلها ملكة. تزوج الإمبراطور جستنيان من ثيودورا رغم أنه بلغ 39 أو 40 سنة وثيودورا كانت تبلغ 20 سنة فقط، إذ استطاع الإمبراطور جستنيان أن يقنع خاله الإمبراطور جستن الأول بأن يصدر قرارا من مجلس الشيوخ بالسماح لأعضاء (السانتو) بالزواج من عاهرات وبنات الطبقات الدنيا وكان قبل ذلك محرما، وعند عودة ثيودورا من الإسكندرية تزوجها جستنيان في 522م وبعدما تولى جستنيان عرش الإمبراطورية ظهرت قوة ثيودورا وذكائها مثل موقفها في ثورة نيقيا، وأيضا حبها للخير والعطف على الفقراء، إذ استطاعت أن تقنع الإمبراطور جستنيان أن يصدر مرسوما يعتبر المرأة التي تعمل بالمسرح وغيره من هذه الأماكن مساوية لجميع النساء الأخريات. وجهت ثيودورا عنايتها في آخر حياتها لدراسة الدين، وكانت تناقش زوجها في طبيعة المسيح. فقد كان جستنيان يبذل جهدا كبيرا ليوحد الكنيستين الشرقية والغربية لاعتقاده أن الودة الدينية لابد منها لوحدة الإمبراطورية. غير أن ثيودورا لم تكن تستطيع أن تعي وجود طبيعتين في المسيح. ومن أجل هذا اعتنقت مذهب اليعاقبة، وهي تعلم أن الشرق لا يمكن أن يخضع للغرب في هذه العقيدة، لكنها كانت ترى أن قوة الإمبراطورية ومستقبلها إنما يعتمدان على ولايتها الغنية في آسيا وسوريا، ومصر، لا على ولايتها الغربية التي خربها البرابرة وأهلكتها الحروب. وكان لها الفضل في تخفيف حدة تعصب جستنيان للمذهب الديني الأصيل، وبسطت حمايتها على الخارجين عن هذا المذهب، وتحدت البابوية، وشجعت بشكل خفي قيام كنيسة يعقوبية مستقلة في الشرق، ولم تتردد في سبيل تحقيق هذه الغايات بأن عارضت بكل ما تستطيع من قوة الإمبراطور والبابا . بلغ خطر حزب الخضر وحزب الزرق أشده في ثورة نيكا في 532م، وبالتالي لم يكن جستنيان في مركز يمكنه من الالتفات لمشاريعه الكبري في 532م أي قبل القضاء علي الخطر الداخلي وتلافي خطر الفرس. ورغم التنافس السابق بين الحزبين (الخضر والزرق) فقد وحدا صفوفهما ضد جستنيان وأخذ أنصارهما يعيثون في قسطنطينية فسادا، بل وتمكنوا من التغلب على بعض القوات الحكومية، وقد تعرض مركز جستنيان للحرج لدرجة أنه فكر في الفرار من قسطنطينية لكن الإمبراطورة ثيودورا عارضتهم وقالت «في مثل هذه الظروف التي نواجهها ….. ليس لدينا الوقت لمناقشه هل على المرأة أن تسكت إذا ما تحدث الرجال أم لا …. وأرى أن هذا الوقت ليس مناسبا للفرار.. حتى لو في ذلك الأمان كله … فليس هناك شيء مضمون … وكلنا يعلم أن لكل مولود يوما سيودع فيه الحياة … لكن ليس من اللائق على من أصبح إمبراطورا أن يسمى بعد ذلك هاربا …. وإني لن أتخلى أبدا عن العباءة الإمبراطورية والآن إن شئت أن تنجو بنفسك فليس ذلك صعبا ولا شيء يمنعك، فالمال وفير والبحر وسيع والسفن كثيرة على الشاطئ، أما أنا فإني لن أتمسك بالقول القديم إن العباءة الإمبراطورية خير الأكفان «، قالت ثيودورا هذه الكلمات التي كان مفعولها كالسحر على الحاضرين خاصة جستنيان وبدأ يخطط للقضاء على الثورة، إذ أمر قائده نارسيس باستمالة رؤساء الأحزاب بالأموال والهدايا، خاصة زعماء الزرق و نجح غي ذلك، وبعد الثورة أصبحت ثيودورا مسيطرة على شؤون الحكم. كريمة مصلي

فاتنات بصمن التاريخ

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

حكاية علامة ... "ستيام"

جانحان يستوليان على سيارة بطريقة هوليودية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات