وصفة ملكية ضد هستيريا الانتخابات

بنكيران هدد قبيل خطاب العرش أمام شبيبته بأنه مستعد للرحيل إذا أراد الملك استفحلت إصابة الأحزاب المتصارعة استعدادا لمعركة 7 أكتوبر بحمى التراشق بالتهم الجاهزة، واصفة بعضها البعض بتجارة الكوكايين والانتماء إلى "داعش"، وأدخل الهذيان قادة المعارضة والأغلبية زمن الحملة الانتخابية قبل أوانها. وارتفعت حرارة المصابين بالهستيريا الانتخابية قبيل خطاب العرش، بانتشار عادة إقحام الملك في كل مواجهة، كان آخرها أمام عشرات الآلاف بأكادير عندما انفجر بنكيران رئيس الحكومة أمين عام "بيجيدي"، خلال افتتاح الملتقى الوطني الـ 12 لشبيبة العدالة والتنمية مهددا "إذا أرادني الملك أن أرحل فسأرحل ولا داعي لتدخل أحد. " وأمام اشتداد النزيف لم يجد الملك بدا من التدخل لإعادة الأمور إلى نصابها، من خلال الدعوة إلى وقف مواجهة التجاوزات الخطيرة التي أفقدت الأحزاب صوابها وكأن موعد 7 أكتوبر هو"يوم القيامة"، داعيا إلى تمكين الإدارة الأمنية من الموارد البشرية والمادية اللازمة لأداء مهامها على الوجه المطلوب. وقال الملك موجها كلامه للجميع،أغلبية ومعارضة "كفى من الركوب على الوطن، لتصفية حسابات شخصية، أو لتحقيق أغراض حزبية ضيقة"، مستغربا كيف أن البعض يقوم بممارسات تتنافى مع مبادئ وأخلاقيات العمل السياسي، ويطلق تصريحات ومفاهيم تسيء لسمعة الوطن، وتمس بحرمة ومصداقية المؤسسات، في محاولة لكسب أصوات وتعاطف الناخبين، مع التنبيه إلى التصرفات، التي تعرفها فترة الانتخابات، والتي تتعين محاربتها، ومعاقبة مرتكبيها، إذ "بمجرد اقتراب موعد الانتخابات، وكأنها القيامة، لا أحد يعرف الآخر، والجميع حكومة وأحزابا، مرشحين وناخبين، يفقدون صوابهم، ويدخلون في فوضى وصراعات، لاعلاقة لها بحرية الاختيار". ورفض خطاب العرش إقحام شخص الملك في الانتخابات، على اعتبار أنه يحظى بمكانة خاصة، مشددا على جميع الفاعلين مرشحين وأحزابا أن يتفادوا استخدام جلالته في أي صراعا ت انتخابية أو حزبية، لأن المغرب أمامه مناسبة فاصلة لإعادة الأمور إلى نصابها، والمرور من مرحلة كانت فيها الأحزاب تجعل من الانتخاب آلية للوصول لممارسة السلطة إلى مرحلة تكون فيها الكلمة للمواطن، الذي عليه أن يتحمل مسؤوليته، في اختيار ومحاسبة المنتخبين. وذكر الملك بأن المواطن هو الأهم في العملية الانتخابية وليست الأحزاب والمرشحون، وهو مصدر السلطة التي يفوضها لهم، وله أيضا سلطة محاسبتهم أو تغييرهم، بناء على ما قدموه خلال مدة انتدابهم، موجها النداء للناخبين بضرورة تحكيم ضمائرهم، واستحضار مصلحة الوطن والمواطنين، خلال عملية التصويت بعيدا عن أي اعتبارات كيفما كان نوعها، وللأحزاب بتقديم مرشحين، تتوفر فيهم شروط الكفاءة والنزاهة وروح المسؤولية والحرص على خدمة المواطن. وأعطى الملك الأولوية لتمكين المغاربة أينما كانوا في القرى والمدن، وفي المناطق المعزولة والبعيدة، من العيش الكريم في الحاضر، وراحة البال والاطمئنان على المستقبل، والأمن والاستقرار على الدوام، في تلازم بين التمتع بالحقوق، وأداء الواجبات، مشددا على أن الملك لا يشارك في أي انتخاب ولا ينتمي لأي حزب لأنه " ملك جميع المغاربة مرشحين وناخبين وكذلك الذين لا يصوتون ". ياسين قُطيب

وصفة ملكية ضد هستيريا الانتخابات

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

النزاهة في مرمى حصاد والرميد

رسائل العرش إلى من يهمه الأمر

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات