احتجاجات واعتقالات في قمة الوداد والأهلي

توشاك لام لاعبيه والمباراة حضرها 38 ألفا أخلف الوداد الرياضي الموعد مع التأهل إلى نصف نهائي عصبة الأبطال الإفريقية، وذلك بعد الهزيمة أمام الأهلي بهدف لصفر، أول أمس (الأربعاء) بملعب مولاي عبد الله بالرباط، برسم الجولة الرابعة من دور المجموعتين. وكانت جماهير الفريق الأحمر تمني النفس في فوز، يؤهل فريقها دون انتظار المباراتين الأخيرتين، لتحضر بقوة إلى مدرجات ملعب الرباط، إذ بلغ عددها 38 ألف متفرج، قبل أن تخرج غاضبة من المستوى الذي ظهر به لاعبو الوداد. وساهم تعادل زيسكو الزامبي وأسيك أبيدجان الإيفواري في اليوم ذاته (1-1)، في إرباك حسابات التأهل في المجموعة الأولى، إذ أصبح الفريق الأحمر مطالبا بالفوز أمام أسيك في المباراة المقبلة، من أجل الحفاظ على حظوظه في التأهل إلى دور النصف. ولم تخل المباراة في نهايتها من ملاسنات بين بعض الجماهير ورجال الأمن، فيما حجزت العناصر الأمنية أسلحة بيضاء ومواد محظورة بحوزة البعض، فيما تم اعتقال العشرات لأسباب متعددة. الطريق السيار ... المحنة وعانت جماهير الوداد قبل ساعات من بداية المباراة، في طريقها إلى الرباط، من الاكتظاظ الكبير في الطريق السيار، بعدما سجلت ثلاث حوادث سير، أصيب أصحابها إصابات بالغة، اضطرت معها المصالح الأمنية إلى إغلاق الطريق في عدة مناسبات من أجل نقل الجرحى إلى أقرب مستشفى. وقضت الجماهير الحمراء في طريقها إلى الرباط، ساعتين تقريبا من أجل الوصول إلى ملعب مولاي عبد الله. وبالإضافة إلى حوادث السير، شهدت الطريق السيار اكتساحا للسوق السوداء، خاصة في محطات الأداء، إذ ارتفع ثمن التذكرة ب 40 في المائة، وذلك رغم الحضور المكثف لرجال الأمن والدرك والقوات المساعدة. وحاول رجال الدرك منع بعض الحافلات والسيارات من مواصلة سيرها نحو الرباط، وذلك بسبب الازدحام الذي كانت تعرفه، فيما تم تفتيش السيارات الأخرى التي أكملت طريقها. وعرف الحضور الجماهيري في ملعب الرباط رقما كبيرا، وصل إلى 38 ألف متفرج، علما أن التذاكر بيعت بشكل كبير بالدار البيضاء، قبل وصولها إلى الرباط. تنظيم محكم وعند وصول أغلب الجماهير الودادية إلى ملعب مولاي عبد الله، في حدود الساعة السادسة مساء، وجدت في انتظارها "جيشا" من الأمنيين الذين نظموا طريقة الولوج إلى الملعب بالطريقة المثلى، عبر توفير ممرات كبيرة للجماهير نحو الأبواب الرئيسية. وعمل رجال الأمن على تفتيش كل الجماهير التي ولجت الملعب، وذلك باعتماد تدابير متطورة، لكشف الشهب الاصطناعية والحجارة والعصي والآلات الحادة. ورغم الإجراءات الأمنية الكبيرة، حجزت رجال الأمن عددا من الممنوعات، المتمثلة في المخدرات والعصي والشهب الاصطناعية. ومن الجانب الآخر، حضر المئات من جماهير الأهلي المباراة، مرفوقة بشعارات و"تيفو" حمل قبل بداية المباراة. شيكاتارا يصنع الحدث ومن أجل "تسخين" الأجواء قبل بداية المباراة بدقائق، ارتأت إدارة الوداد الرياضي تقديم اللاعب النيجيري الجديد شيسوم شيكاتارا للجمهور، إذ جاب الملعب وحيى الجماهير، إلى جانب الوافد الجديد فهد أكتاو. وبقدر ما حيت جماهير الوداد لاعبيها الجديدين، بقدر ما احتجت بقوة على المدرب جون توشاك، لعدم إشراك المهاجم النيجيري أمام الأهلي، علما أن إدارة الفريق عانت في الأيام القليلة الماضية لتأهيله للمباراة. والتقط شيكاتارا صورا عديدة مع جماهير الوداد في المدرجات، والتي استمرت في تحيته إلى أن صعد إلى المنصة الشرفية، إلى جانب أكتاو. تغطية دولية ومن جهة ثانية، تميزت مباراة الوداد والأهلي بحضور مكثف للصحافة الأجنبية، إذ توصلت إدارة الفريق الأحمر بطلبات من صحافيين أتراك ومصريين وتونسيين وفرنسيين وإسبان وقطريين. وعاين "الصباح الرياضي" حضور وفد صحافي من الوكالة الفرنسية للأنباء "أ.ف.ب"، ثم صحافيين من قطر ومصر وتونس وإسبانيا وتركيا، وذلك من أجل تغطية المباراة الهامة بملعب مولاي عبد الله. واستحسن بعض الصحافيين المذكورين، طريقة استقبالهم بالملعب وتنظيم الولوج إليه، فيما عبروا عن إعجابهم بمسيرة الوداد في عصبة الأبطال الإفريقية، موضحين أن صيت المدرب توشاك تجاوز القارة الإفريقية. بالمقابل، اشتكى بعض الصحافيين ضعف صبيب الأنترنت بملعب المباراة، إذ عانوا من أجل ربط الاتصال بالشبكة العنكبوتية. سفير مصر يحفز اللاعبين ومن أجل تحفيز لاعبي الأهلي للفوز على الوداد، استبق أحمد إيهاب سفير مصر بالمغرب، المباراة بحفل خاص لبعثة الأهلي، حضره بعض الصحافيين المغاربة والأجانب، ومسؤولي الوداد، بالإضافة إلى عبد المالك أبرون عضو المكتب المديري للجامعة، وحمزة حجوي رئيس الفتح الرياضي، أكد فيه على أواصل الأخوة والصداقة بين الشعبين المصري والمغربي. بالمقابل عرفت المباراة حضور مسؤولين أفارقة، إلى جانب فوزي لقجع رئيس الجامعة الملكية لكرة القدم، بالإضافة إلى النجم الليبيري جورج ويا، تابعوا المباراة من المنصة الشرفية. ولم يتردد مسؤولو الأهلي قبل المباراة وبعدها، في تقديم الشكر إلى مسؤولي الوداد بعد الحفاوة الكبيرة التي لقوها بعد وصولهم إلى المغرب، وأبلغوا بذلك رجال الصحافة الذين حضروا المباراة. عقوبات مالية تنتظر الأهلي ولم يستسغ بعض المسؤولين الأفارقة، الذين حضروا مباراة الوداد والأهلي، استعمال جماهير الأهلي للشهب الاصطناعية بكثرة، ومفرقعات أزعجت رجال الأمن. ومن المقرر أن تنظر لجنة الانضباط التابعة للكونفدرالية الإفريقية في الواقعة، إذ ستنزل على الفريق المصري عقوبات مالية، مع توجيه إنذار أخير بسبب الشهب والمفرقعات. وسبق لفرق عديدة في المنافسات الإفريقية، أن تلقت عقوبات مماثلة، أبرزها الفرق الوطنية والجزائرية والتونسية. احتجاجات على توشاك ورغم الهزيمة أمام الأهلي، والتي أدخلت الفريق الأحمر في حسابات التأهل إلى نصف نهاية عصبة الأبطال، فإن جماهير الوداد حيت لاعبي الفريق بعد نهاية المباراة، فيما احتجت بقوة على المدرب توشاك. ولم تستسغ الجماهير تغييرات المدرب توشاك، الذي أشرك في الشوط الثاني ثلاثة لاعبين دفعة واحدة، بإقحام كيتا ومحمد أوناجم وعبد العظيم خضروف، على حساب إسماعيل الحداد ورضى الهجهوج ووليد الكرتي. وظلت الجماهير الحمراء في الملعب إلى أن حيت اللاعبين، وطالبتهم بالفوز في المباراة المقبلة الحاسمة أمام أسيك أبيدجان، بعدما أضاعوا التأهل على حساب الأهلي. واستمرت احتجاجات جماهير الوداد حتى خارج الملعب، غير أن البعض دخل في ملاسنات مع رجال الأمن، فيما اعتقل البعض الآخر بسبب حيازته للأسلحة البيضاء والمخدرات. ورغم الحضور الجماهيري الكبير، تمكنت العناصر الأمنية من إخراج الجماهير من الملعب دون فوضى. السفر إلى السعودية قرر جون توشاك السفر إلى السعودية غدا (السبت)، وذلك بعدما منح راحة إلى لاعبيه يومين بعد الهزيمة أمام الأهلي. ووافق الوداد للمشاركة في هذا الدوري، وذلك بعدما تلقى الفريق دعوة من أمير منطقة تبوك، الأمير فهد بن سلطان. ويعوض الوداد الوحدات الأردني الذي تعذرت عليه المشاركة، فيما سيواجه في بداية غشت المقبل الإنتاج الحربي المصري والنصر السعودي. واضطر الفريق الأحمر إلى تغيير برنامجه للمرحلة المقبلة، إذ كان مقررا السفر إلى البرتغال من أجل دخول معسكر إعدادي للموسم المقبل، غير أنه أجله إلى وقت لاحق، بحكم التزاماته الكثيرة في الشهر ذاته. إنجاز: العقيد درغام توشاك: خذلني اللاعبون قال جون توشاك، مدرب الوداد الرياضي، إن لاعبي الفريق خذلوه أمام الأهلي أول أمس، ما سبب الهزيمة بهدف لصفر أمام عشرات الآلاف من الجماهير الحمراء. وأضاف توشاك في تصريح بعد المباراة، أنه انتظر ”ردة فعل قوية من اللاعبين، خاصة أن المباراة مهمة لعبور الفريق إلى نصف نهاية عصبة الأبطال، غير أنني لم أجد سوى ستة لاعبين فوق أرضية الملعب”. وأوضح المدرب الويلزي أنه حاول إحداث تغييرات في الشوط الثاني من أجل الضغط على دفاع الأهلي، غير أن الفريق المصري عرف كيف يدافع، ووقف ندا قويا لمهاجمي الوداد. وقال توشاك إنه تأسف لإهدار فرص مهمة في الشوط الأول، كانت ستسهل على لاعبيه المباراة، قبل أن يتلقوا هدفا مباغتا في بداية الشوط الثاني، صعب عليهم المأمورية. ورفض توشاك الحديث عن اختياراته للصحافيين، الذين انتقدوا مستوى وليد الكرتي ورضى الهجهوج وكيتا وياسين الكردي، مكتفيا بالقول إن أغلب لاعبيه لم يكونوا في يومهم، ولم يحترموا التعليمات، ما سبب الهزيمة الأولى للوداد في المسابقة القارية. وبخصوص عدم إشراك النيجيري شيكاتارا، أوضح توشاك أنه مازال لا يعرف اللاعب جيدا في الوقت الراهن، ولا يمكنه إشراكه في مباراة مهمة مثل هذه. يول: درسنا الوداد جيدا قال مارتن يول، مدرب الأهلي المصري، إن فريقه درس الوداد جيدا، وتمكن من كبح جماح هجومه القوي أمام جماهيره. وأضاف يول في تصريح له بعد نهاية المباراة، أنه أتى إلى الرباط من أجل الفوز، لأنه الخيار الوحيد الذي سيبقي على حظوظ الأهلي للتأهل إلى نصف نهائي عصبة الأبطال، مبرزا أنه غير من النهج التكتيكي في الشوط الثاني، فيما ساهم الهدف المبكر فـي منح قــوة وثقــة أكبــر للاعبيه لحسم المباراة. وأشاد يول بمستوى الوداد في المسابقة القارية، مؤكدا أنه يتوفر على لاعبين جيدين، ضغطوا على الأهلي في الشوط الأول وكانوا قريبين من تسجيل هدفين، غير أن تألق الحارس والدفاع حالا دون ذلك. ونوه مدرب الأهلي بالروح القتالية للاعبيه، الذين رفضوا الاستسلام رغم صعوبة المهمة، وطبقوا التعليمات كما هي، من أجل تحقيق فوز مهم، أعاد الفريق المصري إلى المنافسة. وقال يول إن المباريات المقبلة ستكون أصعب لكل فرق المجموعة، وإن المستعد بدنيا ونفسيا هو الذي سيحقق التأهل إلى نصف النهاية.

احتجاجات واعتقالات في قمة الوداد والأهلي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"نوادي الأسفار" الصيغة الجديدة لقضاء العطل

زنفاري ثانيا في كارتينغ براغا

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات