تامسنـا … “إلـدورادو” السكـن

المدينة توفر عرضا سكنيا متنوعا وتراهن على البنيات التحتية لتسهيل حياة السكان تعرف تامسنا، المدينة الجديدة على مشارف الرباط، إطلاق العديد من الأوراش، من مشاريع تهدف إلى إحداث فضاءات جديدة للسكن. فمنذ إطلاقها في 2007، تحولت المدينة، التي تبعد بثمانية كيلومترات عن تمارة، وسبعة كيلومترات عن الطريق البرية الرابطة بين البيضاء والعاصمة، إلى ورش كبير لاستيعاب النمو الحضري للرباط وضواحيها، وفضاء لأنشطة اقتصادية واجتماعية، ما رسخ مكانة تامسنا "إلدورادو" للسكن، وملجأ للباحثين عن نمط عيش جديد في ظروف حضرية لائقة.ويمتد مشروع تامسنا على مساحة 860 هكتارا، منها 70 مخصصة للأنشطة الحرفية، و120 للمناطق الخضراء، إذ تسعى الدولة من خلاله إلى تغطية عجز السكن في المنطقة، المقدر بـ 165 ألف وحدة سكنية في أفق 2020، ستوفر منها المدينة الجديدة نحو 50 ألف وحدة سكنية، أي ما يعادل 30 % من الحاجيات المتوقعة. تعيش تامسنا اليوم، على وقع حركة دؤوبة. شاحنات محملة بمواد البناء المختلفة، منها ما يتم تفريغه بأوراش بناء التجهيزات الأساسية للمدينة، من مساجد ومستشفى ومؤسسات تعليمية، أو العمارات السكنية والفيلات، والبعض الآخر بأوراش توسعة الشوارع الرئيسة للمدينة، أو مشروع أشغال الطريق المداري تامسنا-الرباط وسلا، أو محول الطريق السيار في اتجاه القنيطرة ومكناس، أو أوراش إحداث تجزئات سكنية جديدة بالمدينة. ويكتشف زائر المدينة من مدخلها الرئيسي، مرورا بجنبات الوادي المحيط بها، وصولا إلى محول الطريق السيار من جهة عين عتيق، أو على مستوى الطريق الرابطة بين تامسنا وتمارة، العرض السكني المتنوع الذي توفره هذه المدينة المترامية الأطراف، التي تحيط بها الأشجار والأراضي الفلاحية من كل جانب، لتجعل منها فضاء سكنيا فريدا في قلب الطبيعة. عرض سكني ملائم توفر المدينة عروضا سكنية متنوعة، تتوزع بين "طابق أرضي زائد واحد" و"طابق أرضي زائد 4"، وكذا منطقة للفيلات، والسكن الجماعي، إضافة إلى السكنين المختلط والاقتصادي، تراعي جميعها القدرة الشرائية لمختلف الفئات الاجتماعية، إذ ساهمت العروض المتوفرة في امتصاص مشكل السكن غير اللائق بالمنطقة، من خلال توفير سكن لائق للمواطنين من قاطني أحياء الصفيح، وفق رؤية منهجية تساعدهم على الاندماج في المحيط الاقتصادي والاجتماعي بغية تحقيق الارتقاء الاجتماعي. وبهذا الخصوص، يقول "ع. ج"، مياوم مستفيد من برنامج إعادة إسكان قاطني دور الصفيح، "الحمد لله، هذه الشقة أنهت متاعبنا مع السكن في البراكة، التي كانت لا تنتهي على مر الفصول، ففي فصل الشتاء كنا نعاني تسربات مياه الأمطار، وفي الصيف من الحرارة المفرطة. ووفرت هذه المدينة كذلك، مجموعة خدمات أساسية لفائدتنا، تتعلق بالمستوصف والمدارس، التي أشتغل في أوراشها منذ انطلاق مشروع المدينة". وتوفر المدينة بقعا مجهزة لبناء فيلات من "طابق أرضي زائد"، إلى جانب دور اقتصادية وشقق نموذجية في عمارات من أربعة طوابق، وكذا بقع أرضية مخصصة للتعاونيات السكنية، وأخرى لإحداث مشاريع للخدمات من حمامات الأحياء والأفران ودور الحضانة وغيرها، التي يتم عرضها للبيع بأثمنة مغرية ومدروسة تتناسب والقدرة الشرائية للمواطن. وباعتمادها على مقاربة ترتكز على الاستغلال المثالي لمجموع الفرص التي توفرها المدينة، باعتبارها فضاء للهوية والتبادل والإنتاج وتنقل المنتوجات والأشخاص ورؤوس الأموال والمهارات، تشكل تامسنا فضاء حضريا يساهم في إنتاج حلول لمجموعة من المشاكل الاجتماعية والاقتصادية والثقافية وحتى البيئية. مشاريع خدماتية للقرب أعطيت انطلاقة مجموعة من المشاريع الاجتماعية والثقافية والرياضية للقرب، منذ إطلاق مشروع القطب الجديد للتعمير، الذي يشكل متنفسا للسكان المحليين وفضاء لتطوير الذات وتحقيق التنمية البشرية المستدامة، ففي ما يتعلق بالتمدرس، توفر المدينة ما لا يقل عن عشرين مؤسسة تعليمية، ابتدائية وثانوية إعدادية وثانوية تأهيلية، منها ما هو في طور الانجاز، والذي تم تشغيله لاستضافة التلاميذ، إضافة إلى دور للأمومة وحضانة الأطفال، تلبي حاجيات السكان المحليين، فضلا عن انطلاق مشاريع إحداث مؤسسات تعليمية خاصة بالرباط، افتتحت فروعا لها بالمدينة. وتشهد المدينة إحداث قطب تكنولوجي، تابع لجامعة محمد الخامس بالرباط، مكون من ملحقة للمدرسة العليا للتكنولوجيا بسلا، والمدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية، ومدينة للعلوم والابتكار، وهي المشاريع التي تشرف على انجازها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر. إضافة إلى حي جامعي لإيواء الطلبة، كما يتم الإعداد لافتتاح معهد للتكوين المهني المندمج، إلى جانب مركز للاستقبال والندوات، تابع لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بجانب المسجد الكبير للمدينة. وعرفت المدينة في وقت سابق، إطلاق معهد للتكوين المهني متخصص في مهن البناء والأشغال العمومية. وفي المجال الصحي، ستعرف المدينة إحداث مستشفى كبير متعدد التخصصات لخدمة أفضل للسكان المحليين، إضافة إلى مركز الصحة الذي فتح أبوابه أمام المواطنين منذ سنوات، فيما يظل الباب مفتوحا أمام المستثمرين لإقامة مستشفيات خاصة، وكذا افتتاح عيادات ومختبرات للتحليلات الطبية. نساء حي النور بالمدينة عبرن عن فرحتهن بالخدمات الصحية المقدمة في المستوصف، إذ تعلق صفية، أم لطفلين، على الأمر بالقول، "أتردد على هذا المستوصف باستمرار لتلقيح أبنائي ومراقبة صحتي بعد الإنجاب، والاستفادة من نصائح الأطباء والممرضات. فوجوده بالقرب من مسكني جعلني لا أفكر في مكان آخر، خصوصا أن الخدمات المقدمة مجانية". وفي ما يخص الثقافة، فإن شركة "العمران تامسنا"، خصصت ميزانية هامة، لإنجاز مركب ثقافي متعدد الاختصاصات، بشراكة مع وزارتي الثقافة والسكنى وسياسة المدينة، إضافة إلى إحداث أربع دور للشباب، منها ما هو قيد تصرف سكان المدين، فيما تشارف الأشغال ببعضها على الانتهاء، بينما ما زال البعض الآخر في الطريق إلى بداية الأشغال. كما توفر المدينة، التي ينتظر أن تستقبل ما لا يقل عن 250 ألف نسمة، مساحة للأنشطة الرياضية المختلفة وحمامين شعبيين، وكذا مركزا للتكوين و مسجدين ومركزا للإنقاذ والخدمات المستعجلة. فيما تم إحداث باشوية ومقر جديد للدرك الملكي، لغاية تيسير الخدمات الإدارية. مصادر من داخل المدينة، تتحدث عن تغير ملموس في نمط العيش بالمدينة بفضل الفضاءات التي تم توفيرها للساكنة المحلية، حيث متعة العيش وسهولة التنقل وقضاء متطلبات وأغراض الحياة اليومية. إذ يتوقع الكثيرون أن تساهم المشاريع التي تم انجازها أو التي هي في طور الانجاز أو الدراسة في إعطاء دفعة جديدة للمدينة التي عانت الأمرين، بسبب جشع بعض المنعشين الخواص والمضاربين في العقار. قطـب بيئـي في المجال البيئي، تهم الإنجازات على الخصوص، توفير مساحات خضراء وإحداث مشاريع للمحافظة على البيئة، إذ تم انجاز محطة ضح المياه العادمة، وبالتالي أصبحت المدينة الجديدة، تتوفر على محطة مستقلة. كما تم إحداث مساحات خضراء، بما في ذلك الحديقة المركزية لتامسنا، أما في مجال النظافة، فيشكل التدبير المفوض رهانا تسعى الجماعة المحلية وشركة "العمران تامسنا" إلى كسبه، فبعد تفويض التدبير لشركة متخصصة لمدة ثلاث سنوات تشرف على الانتهاء هذه السنة، سيتم توقيع اتفاقية إطار مع جماعة سيدي يحيى زعير – تامسنا من أجل التدبير المفوض للنفايات. المدينة تتحول إلى منتج للشغل تم إحداث المنطقة الصناعية في تامسنا، وفق مقاربة تراعي كل الظروف البيئية ومعايير السلامة الملائمة لحاجيات سكان المدينة الجديدة. وتجمع المنطقة الصناعية الجديدة بين منطقة حرفية ومنطقة للصناعة التقليدية ومنطقة للخدمات، بالإضافة إلى الصناعات العصرية المتنوعة. كما يتعزز دور المدينة، قطب منتج للثروات والشغل، بإطلاق مجموعة من المشاريع المهيكلة والمندمجة، منها مشروع مركز تجاري ضخم قيد الإنجاز، وسوق نموذجي في الهواء الطلق، وكذا سوق للجملة قيد الدراسة، و مجزرة وسوق للأسماك جاهزين كليا. بدر الدين عتيقي

تامسنـا … “إلـدورادو” السكـن

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

شظايا انسحاب الرجاء تصيب المديرية

الشخصي: لا أفكر في مغادرة الكوكب

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات