انتقادات الجمهور متسرعة

صلاح الدين بنموسى قال إنه على الدولة تخصيص مبلغ شهري للفنانين المهمشين قال الفنان صلاح الدين بنموسى، إن مشاركته رفقة مجموعة من الفنانين الرواد في «مرحبا بصحابي» ليس ريعا فنيا كما يروج له البعض. واعتبر بنموسى في حوار أجرته معه «الصباح» أن الانتقادات التي تتعرض لها الأعمال الرمضانية انتقادات سريعة، مشيرا إلى أنه يمكن أن يتقبل انتقادات الجمهور بعد مرور أسبوع على العمل المقدم لأن الصورة تكون قد اتضحت. في ما يلي تفاصيل الحوار : < هناك من يعتبر مشاركة ممثلين مخضرمين في «مرحبا بصحابي» مجرد تكريم ولو على حساب جودة المضمون؟< مشاركة الممثلين المخضرمين في السلسلة ليس تكريما لهم، لأن دفاتر التحملات لا يمكن خرق مضامينها وقبول عمل ما لا يستجيب للشروط المطلوبة، والسلسلة استجابت لجميع المعايير التي تؤهل لقبولها.عن أي تكريم يتحدث الناس؟ قدمنا حلقة نموذجية عملا بالمعاملة نفسها التي عوملت بها الأعمال المرشحة، ورغم تاريخ الممثلين المشاركين في «مرحبا بصحابي» فإننا قدمنا الحلقة النموذجية وكأننا مبتدئون ولهذا تم قبول العمل المرشح لعرضه في رمضان. مشاركتنا في «مرحبا بصحابي» ليست ريعا فنيا على حساب جودة المضمون وليست من أجل رد الاعتبار للممثلين المخضرمين بعد تهميشهم كما يروج البعض، وإنما لأن سن الممثلين يتناسب مع الأدوار المطلوب تجسيدها في السلسلة، والتي تتمحور حول المتقاعدين. المجتمع لا يولي أي أهمية لشريحة المتقاعدين ونحن في سلسلة «مرحبا بصحابي» التفتنا لها وسلطنا عليها الضوء من أجل إبراز ما تعانيه من مشاكل سواء مع أسرهم أو مع المجتمع الذي يلفظهم، وكشف حاجياتهم اليومية ومغامراتهم وكيف يشتكون حالهم لبعضهم البعض في لقاءاتهم مع أقرانهم، ونحن في السلسلة بسطنا هذه الأمور كلها بشكل فني. لا أعرف لما كل هذا الجدل واللغط حول سلسلة تهتم بالمتقاعدين؟ رغم أنه لا يخلو بيت مغربي من متقاعد. < تتعرض الأعمال الرمضانية لانتقادات حادة من قبل الجمهور المغربي ما السبب في ذلك؟< أعتبر الانتقادات التي تتعرض لها الأعمال الرمضانية انتقادات سريعة، فمنذ اليوم الأول يوزع الجمهور انتقاداته على ما شاهده دون أن يكلف نفسه إعطاء الفرصة للمنتوج المقدم حتى تمر الحلقات الأولى التي تتضح فيها الصورة، وآنذاك يمكن تقبل أحكام الجمهور وانتقاداته.صواريخ الانتقادات تقصف جميع الأعمال منذ اليوم الأول، رغم أن بعض المشاهدين لم يشاهدوا العمل، أين هي شروط الانتقاد وأنت لم تشاهد العمل من أصله واكتفيت بما تسمعه من أحكام قيمة؟يمكن أن أتفق مع الجمهور في انتقاداته بعد مرور الأسبوع الأول من رمضان الذي تبدأ تتضح فيه الصورة، وتكشف جودة الأعمال إن كانت تستحق الثناء أو النقد اللاذع، كما أنني أشاطر الجمهور في انتقاداته لبعض الأعمال التي رغم مشاركة نجوم كبار فيها إلا أنها كانت أعمالا دون المستوى وكانت مخيبة للآمال.< إذا ما هي أسباب تدني هذه الأعمال الرمضانية رغم مشاركة نجوم كبار فيها؟< أسباب تدني بعض الأعمال الرمضانية وتعرضها لسخط الجمهور، تعود بالدرجة الأولى إلى تأخر رد إدارة القنوات التلفزيونية حول قبول العمل أو رفضه، و يمكن القول إن إجابتهم خلال هذه السنة لم تكن إلا في أبريل الماضي وهي مدة غير كافية لاستكمال تصوير الحلقات لتكون جاهزة في رمضان، إذ أن أغلبية الأعمال الرمضانية المرشحة للبث في القنوات التلفزيونية لا تتجاوز عشر حلقات. وهو ما جعل الأعمال التي تلقت الرد بالقبول تبدأ في استكمال كتابة باقي الحلقات الحلقات وتصوير الأخرى، ولهذا مباشرة بعد رمضان الحالي يجب إعادة النظر في بعض بنود دفاتر التحملات التي تتعلق بتوقيت إعلان قبول الأعمال من رفضها، وجعل يناير موعدا لإعلان النتائج عوض مارس، حتى تبدأ الأعمال في التصوير مبكرا. < تشتكي مجموعة من الممثلين من تهميشهم مقابل سيطرة وجوه محددة على الأعمال الرمضانية، ألا يساهم ذلك في سقوط الممثل في النمطية وأيضا إثارة المشاكل بين الفنانين؟< هيمنة وجوه محددة على المشهد الفني ببلادنا هي ظاهرة يلاحظها الصغير والكبير، وقد أثارت انتباهي أيضا إذ يمكن أن تجد اسما واحدا مشاركا في أكثر من أربعة أعمال، ففي كل عمل يبث سواء في القناة الأولى أو الثانية بعد مرور دقائق معدودة يظهر الشخص نفسه في دور آخر، وهذا ينعكس سلبا على الممثل المعني بالأمر، لأنه يسقط في النمطية وبالتالي يتسبب في نفور الجمهور منه. ولهذا أعتقد أنه على الممثل الذي يتلقى أكثر من عرض التفكير في زميله الآخر الذي لم يجد الفرصة لعمل واحد. أعتقد أن المسألة مرتبطة بالماديات، إذ على الممثل التحلي بالقناعة والاستمرار في تقديم أعمال تنال رضا واستحسان الجمهور عوض التفكير في المال على حساب الجودة والمضمون.< استياءكم من الوضع المزري الذي يتخبط فيه الفنان المغربي ورداءة الأعمال التي تعرض، هل يؤدي بكم إلى التفكير في الاعتزال؟< بصراحة بعد تعرضي لوعكة صحية قررت الاعتزال، بل يمكن أن أقول إنني اعتزلت بصفة غير رسمية، إذ مرت سنتان دون أن أشارك في أي عمل، إلى أن جاء مصطفى الزعري واتصل بي لعرض فكرته علي بالمشاركة في سلسلة «مرحبا بصحابي» لكنني أكدت له عدم رغبتي في المشاركة بفعل ظروفي الصحية مفضلا أن أكتفي بالعيش على ذكرى مساري الفني الحافل، لكن الزعري لم يستسلم لتبريري واستطاع إقناعي بالانضمام إلى فريق العمل رفقة المختار عيش وعلي الطاهري، إلى أن قبلت العرض.< إذا اعتزلت من أين سأعيش؟ < ليس لدي أي مدخول آخر إلا إذا شاركت في عمل مسرحي أو تلفزيوني، وإذا لم تشارك في عمل ما فإنه لن يطرق بابك أي شخص للسؤال عن حالك وما تحتاجه. وضعية الفنان المغربي تتحمل فيها الدولة المسؤولية، لأن الفنان المخضرم ساهم في إثراء تاريخ الفن المغربي وإغناء الخزانة الفنية بالمغرب من خلال أعمال مسرحية رفقة أسماء كبيرة من قبيل الراحلين الطيب الصديقي والعلج ومخرجين كبار، إضافة إلى تقديم أعمال مسرحية من تأليفنا وإخراجنا في سنوات الرصاص كان لها صدى كبير في ذلك الوقت، كما أن الفنانين الرواد ساهموا في النهضة الثقافية والفنية للمغرب. مسارنا الفني طويل وغني بالإنجازات ولذلك على الدولة الالتفات إلى شريحة الفنانين المخضرمين الذين ليس لهم مدخول آخر غير التمثيل، بتحسين وضعيتهم عبر راتب شهري يستخرج من صندوق مخصص للفنانين، كما هو الحال للمبادرة التي قامت بها الحكومة لفائدة النساء الأرامل وغيرها من الفئات الهشة. ويمكن للمسؤولين التحري في الأمر عبر التدقيق في أسماء الممثلات والممثلين الذين لا يتوفرون على مدخول قار يعفيهم من السؤال، لأنه مع الأسف وضعية الفنان المغربي لا تسر الناظرين فكم من فنان في نفس عمري وكم من فنان يكبرنا لم يجد ما يؤدي به مصاريف الكهرباء والماء ومتطلبات حياته اليومية.أجرى الحوار : محمد بها

انتقادات الجمهور متسرعة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

والي الرباط يلغي صفقات لأسباب غامضة

الحكومة تمنع الوقفات في بؤر التوتر

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات